الحُب الحُب الحُب الحُب ....

[جبل عمر]

اقتباس:  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكبري     [align=center] جبل عمر .. من أجلك اتصلت بعيسى بن هشام ليأتيني في الاستراحة .. وقلت هناك من الصحب من يطلب الزيادة ففي حديثك مراده .. فقال لعلك تقصد الجبل .. فقلت هو ذاك فقال أنعم وأكرم فهو يستحق ومنا مقرب .. ولعلي التقيته في الرصافه .. ثم قال : مررت على المتنبي وهو في صحبة أبي فراس فقال : لاتعذل المشتاق في أشواقه ... حتى يكون حشاك في أحشائه إن القتيل مضرجاَ بدموعه ... غير القتيل مضرجاَ بدمائه .. فتأملت حالي مع زائرة الصباح فوجدت شراييني تكاد تنفجر من شدة خفقان قلبي وتسارع أنفاسي .. عندما يلوح لي طيف ناعسة الطرف تفجر الأنهار في مقلتي .. وتمر بي الرياحين والأزهار .. أخبريني متى تأتين إلي لأفرح .. ثم رآني ولي الدين يكن وسألني عن العلة فذكرت له أن طيفها مر بي فقال على لسان حالي : ياطيفها لاترتجع معجلاَ ... لاتقنع الزورة من معجل إني وحدي حجرتي مأمن .. فأنس إلي صبك لاتجفل إدن قليلاَ قد أطلت النوى ... جد مرة بالله لاتبخل لو لم تكن تشتاقني نفسها .. ياطيفها ماكنت بالمقبل عيناك عيناها كذا كانتا ... والوجه ذاك الوجه لم يبدل أعرف لحظيها برغم النوى ... فكم أصابا قبل ذا مقتلي .. هل ياترى تعلم أن من وفى له الحبيب هان عليه الرقيب !! تلازم المحب سجة ينفك بها عن محيطه يلهو بألمه ويتلمس أوجاعه .. في كل ثانية يقول لنفسه سأكون وفي وأمين .. ليست كالعذارى المتبرجات .. انطلق سهمها من وترها ولازلت أحتفظ به بين أضلعي .. طرحني النوى مطارح الألم حتى ألفت الألم .. هل هي سفيرة الحرب وجدتها تسعى لأن تغرب عني البهجة .. وترافقني السقمة .. مراكب المحبين كل يوم تشرع يلتقون تحت الأشجار وبين الآكام وحدي محروم بينهم .. يالوحشة فقدها .. نال مني بعدها .. يالشدة شوقي .. بينما أنظر في حالي مر بي أمين فقال عرفتها ربما أنها النحوية فقال : بدت لذي صبوة نحوية فغدا .. بخمر مقلتها كالشارب .. وحين قال (أنا) مضنى الهوى فصلي .. فقالت (وأنت ) ضمير غير متصل قلت اجعلي( العطف) من هذا الجفا (بدلا) .. قالت أبوا أن يجيزوا ذاك في البدل فقال بعضهم قد (أبدلوا غلطا)َ .. قالت صدقت فما نفعني من الجدل .. لكني لمعرفتي بها ستطيل الهجران وستحرقني نيران اللهفة .. سأبقى معلقاَ بين القمر ويذبل .. بأحبال وصلها وعقد عطفها .. رحم الله قلبي المسكين .. تجافى جنبه إلا عن ذكرها .. علة لايمكن شرحها وعلاج لايمكن وصفه .. سقى الله ليلاَ ضمنا بعد هجعة .. وأدنى فؤداَ من فؤاد معذب فبتنا جميعاَ لو تراق زجاجة .. من الخمر بيننا لم تسرب .. وبينما أنا مطرق لعيسى مر علينا إليا وينظر للسماء ويقول : إذا أطل البدرمن خدره فإنما يطلع كي تنظريه وإن شدا البلبل في عشه فإنما يشددوا كي تسمعيه وإن يفح عطر زهور الربى فإنما يعقب كي تنشقيه ياليتني البدر الذي تنظرين ياليتني الطير الذي تسمعين ياليتني العطرالذي تنشقين أواه لو تصدق ياليتني فقت الغزالة في جميع صفاتها ... فتجمعت كل المحاسن فيك الوصال لم يكن محال وهو بيدها عندما تريد .. لكنها تهرب حيث لا أريد .. تحول الأفراح لحطام عل جدار شوقها .. نلت النكد والعناء فهل من وصال .. يلوح في الأفق الأمل والعدم فأيهما يصل !! سأظل ذاكرها ومتدارسها أسوق حولها الخطى وأجني في بستانها الصدى سقتني سم لحظها .. وما زلت سأسقيها الهناء .. سمعت قرع نعال وإذا أبو الفتح الإسكندري يدعونا للصلاة .. وأوصاني عيسى ابن هشام بالسلام عليك ياعمر الجبل .. وقال هي تخاريف نستقيها ونسقيها فأبعد الملام عنا .. ودعها كلام للهواء يأخذها في حضنه انتهى حديث عيسى بن هشام .. لكم أطيب المنى[/align]

أيها العجوز الصغير المُشاغب كفى تراشقاً بالحب كفى ندفاً لروائع الكتابات وجميل التصوير

دمتَ بعزٍ وخيرٍ وفلاح