ذكرى يوم الغــــــــدير(18/12/11هـ)
هذا اليوم المبارك الموافق للثامن عشر من شهر ذي الحجه يوافق ذكرى غالية على المسلمين ,إنها ذكرى تولية الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولاية المسلمين ,ففي هذا اليوم وأثناء عودته عليه الصلاة والسلام من حجة الوداع توقف في مكان يقال له غدير خم بين مكة والمدينة ممايلي المدينة وجمع الصحابة كلهم بمافيهم كبارالمهاجرين والأنصار حيث أمر منادياً ينادي (الصلاة جامعـــــــه) ووضع له منبر فخطب فيهم بأبي هو وأمي قائلاً (إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم ماإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدها أبدا, كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ,وأهل بيتي أذكركم الله أهل بيتي (ثلاث مرات) ثم قال للصحابة(ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يارسول الله فأمر علياً عليه السلام فوقف بجانبه وأخذ بيده ورفعها علياً مع يده صلى الله عليه وسلم ثم قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) والغريب أن هذا الخبر متواتر تواتراً قطعياً لايقبل الجدل ولا الخلاف عند جميع المسلمين بما فيهم أهل السنه فما الذي حدث في السقيفة؟ لماذا لم ينفذ المهاجرون بالذات وصية الرسول؟ لاسيما وقد أقروا بها بدليل أن عمر بن الخطاب أتى إلى علي بعد إنتهاء مناسبة الغدير وقال له (هنيئاً لك ياابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنه) يؤيد ذلك الحديث الصحيح الذي رواه بريدة بن الحصيب أن الرسول قال له لماإشتكى علياً عليه بعد العودة من اليمن وكان (أعني علياً) معروف بين الصحابة بشدته في المال العام (علي مني وأنا منه وهو وليكم من بعــــــد ى سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 16/267) يظل السؤال حائراً لماذا تم تولية أبي بكـــر وصرف عنها علي رغم كل هذه الوصايا النبوية الواضحة والصريحة ؟ الغريب أن النواصب من أهل السنة لايجدون مايبررون به تولية أبي بكر سوى أن الرسول عمده بالصلاة بالناس أثناء مرضه ونسوا أنه عليه الصلاة والسلام عمد عبدالرحمن بن عوف للصلاة بالناس أثناء غزوة تبوك فما الفرق بين هذه وتلك؟ عندما التقى عمر بن الخطاب بعلي بن أبي طالب بعد ما حسم أمر الخلافة لأبي بكر سأله علي عما فعلوه وكيف لم ينفذوا وصية الرسول فأجابه عمر بأن العرب لاترضى لكم (ويقصد بني هاشم) بالنبوة والخلافة معاً ويظل السؤال حائراً ولن يستطيع أحد الجواب عليه إلا إذا كان صريحاً مع نفسه قبل الآخرين بأن الأمر لايخرج عن كونه نوع من التعصب القبلي