[align=right]أهلاً بكِ مجد ..
أبشركِ خيراً .. شمس أربعائي جداً رائعة
أشعتها تنفذ من الزجاج بهدوء
و ضوئها يُسابق الأشعة بكل سكون ..
يدور من حولي هواء بارد .. من أين لا أعلم
الغرفة دافئة .. الباب مُغلق و النافذة مؤصدة
و عليّ لحاف لو تلقيه على كافر لأسلم من حرّه ..!
إلا أني أشعر في برد .. و قشعريرة جسم ..
تمزّقت عظلاتي من الشد و الإرخاء للبحث عن دفء تحت هذا اللحاف ..
فعلمت أننا في الشبط .. فلو تلحّفت و معي مدفأه لن أدفأ ..!
( مشفر ...... ) هٌُناك حيث .. رجل يقف ماسكاً بالشمّاعة .. ضامها إلى صدره
جئته مسرعاً فلبسته ... هو ثوبي صوفه إنكليزي لونه كحلي ..!
قبل أيام علمت بأن تأخري عن العمل هو هذا الثوب و اخوته الآخرين
لأنه إنكليزي ثقيل يؤخرني عن عملي خمس دقائق بينما في الصيف
يكون حضوري للعمل مبكراً .. لأن الثوب خفيف و العقل خفيف
و الجسم خفيف و الهواء ثقيل لا يُرَ ...
ذهبتُ لمطبخي الصغير .. بركنه الغلاية و بجوارها علبة القهوة الفرنسيّة بأصابع السكر .. و فنجانها الصغير ...
جئت لصالة جلوسي .. فأشعلت فتيل شاشة التلفزيون إل سي دي ..
و بدأت تاره أشرب قهوة و تارة أقلب في القنوات ..
حتى قارب وقت العمل .. فخرجت عن موعدي الدائم للخروج بخمس دقائق ..
هل نسيتي أن ثوبي إنكليزي ..؟!
ركبتُ السيّارة .. و بدأت تسوق نفسها حتى وصلت بي لمكان عملي ..!
فلا يُعقل أن تفوق قيمة سيّارتي خمس و ثمانون ألفاً و أنا من يوجهها لشؤوني ..!
... وصلت بي العمل .. و فتحت لي الباب .. و نزلتُ منها .. و صعدت المصعد
فوصلت للمكتب .. فقبل أن أصل لمكتبي .. رأيت من يكون عنده كتاب الحضور و الإنصراف
يمشي في الممر ففريت منه و كأنه ملك الموت جاء ليأخذ روحي فبلأمس كنتُ غائباً
و اليوم أبحث عن عذر للاستأذان ..
جسمه و كأنكِ ترين ثلاث رجال حزموا جميعاً فأصبحوا رجلاً ... لا يرَ أسفل قدميه إلا نهاية كل عام ..!
فلا أعلم هل هو من يشتري الحذاء - أعزكم الله - أم أن هُناك مصنعاً
يُلبسه و يطعمه و يكسيه ...
جئت لمكتبي و جلستُ على الطاولة ... و أشعلت فتيل الجهاز ... و قلتُ :
أظن اليوم الأربعاء و لما لا أقدم أربعائي كما طلبت مني مجد أن يكون ..
و أنا أكتب صباحه الآن .. خالِ من المشاعر و الأحاسيس و العواطف
إلا أني مازلت قابضاً بعقلي .. لعله يظهرني في هذا الأربعاء بصورة رائعة
كما تفائلتي بها ...
الكاتبة القديرة مجد ..
هكذا جاء صباحي في يوم الأربعاء .. أي تقصير فيه
العتب على العقل .. و إلا الجسد فسامحية فهو مازال
ينتفض برده من حين لآخر .. هه
حفظكِ الله و وفقكِ لكل خير من سبتكِ لجمعتكِ ..[/align]