عندما كنت في ريعان شبابي وقبل أن تزداد قوّة بنيتي وجسدي وقبل أن تصبح أظافري كأطراف الخشب الآن .. كانت والدتي حفظها الله من كل مكروه آن ذاك لا تذهب إلى السوق إلا في الشهر تقريباً مرتين وربما انتهى ولم تذهب .
تصلي العصر في مصلاها .. وتلبس عباءتها السوداء ثم تذهب مع من يذهب بها وتعود قبيل آذان العشاء وهكذا كان روتينها عندما تذهب .
وفي تلكم السنوات التي نعيشها .. أصبحت بعض النساء تذهب للسوق كل يومين إلى ثلاثة أيام وبعضهنّ واجبٌ عليها أن تذهب قبل كل أربعاء كما قال صديقي : زوجتي .. أعمل لها من هنا .. وتأكل المال في الأسواق .. قلت له : وكيف يكون ذلك ؟ ، قال : الثلاثاء .. لا أذكر إلا قلائل الأيام أنها لم تخرج إلى السوق في ذلك اليوم ، أقل ما تصرفه 600 ريال إلى 1000 ريال .. والسبب في ذلك أنها تقول : ما أقدر أنا وعيالك نلبس ثياب لبسناها من قبل تبي أخواتي يضحكون علي ..؟! ، المشكلة أيها القراء الأعزاء .. أن بعض الرجال يعوّد زوجته على الدلع والدلال والـ( تنيذخ ) بداية الزواج ، وهو لا يعلم أن غالبهنّ يسرن على ما تعودن عليه .
سوق الخضرة .. يأتون إليهِ الناس بشكل شبه يومي ويختلف الأغلب في المجيء ؛ إما للسؤال عن الأسعار أو للشراء .. وبحكم أن الخضرة والفاكهة يحتاجها كل منزل والحاجة كل يوم في سفرٍ أو حضر .
سوق النساء .. تأتي إليهِ بعض النساء إما بالشهر مرّة وإما بالأسبوع مرة وإما كل ثلاثة أيام مرّة أو غير ذلك .. وهذا الأمر يعود على طبيعة الرجل وطريقة تعامله وترتيبه لمثل تلك الأمور .. أو يعود على أسلوب المرأة وسلوكها في : هل الذهاب لها للحاجة الضرورية أم للتسلية ؟ .
السؤال الأول : كيف يستطيع الرجل ترتيب الذهاب للسوق بزوجته ؟ وما الحل لمشكلة الأزواج الذين عوّدوا زوجاتهم على الأسواق وذهب نصف إن لم يكن كلّ راتبه معظم الأيام عليه ؟
السؤال الثاني : كيف تستطيع المرأة أن تجعل سوقها للضرورة ؟ ، بحيث لا يؤخرها ذلك عن الموضة المتعارف عليها لدى النساء .
طُـرفـة :
مرّت بي أيام .. اذهب إلى السوق شبه يومي .. وامتنع بعض الأحيان عن ذلك .. المضحك والمقصود هنا .. أنه ذات مرة رآني رجل وسألني عن سعر بضاعة وأنه يريد الحجم المتوسط منها .. ابتسمت وأخبرته أني لا أعمل هنا ، استغرب وقال : معذرة ولكن في الثلاثة أيام الماضية رأيتك هنا فحسبتك موظفاً ..!! ، ابتسمت بعد أن أحرجني وقلت : ربما كلانا يعمل هنا .
( أسواق النساء .. مثل سوق الخضرة )
العرض الشجري