يوم ميلادي
أنا فقط لي يومان ..
من الميلاد..
يوم رؤياك..
ويوم فرقاك..
فعندما رأيتك..
كان ميلادي..
هناك..
في حياة السعادة والنعيم..
حياة الحب ..
والصفاء والأمان..
حياة بلا منغصات أو أحقاد..
أو حروب و مؤامرات..
حياة بدأ العالم فيها ..
كقرية صغيرة واحدة..
عالم على قلب واحد..
كقلبينا ..
صافيان متلاحمان ..
ونبيلان..
نحترم الحب ونقدره..
نعم عندما عرفتك..
تبدل العالم ..
في ناظري ..
إلى عالم آخر ..
عجيبا غريب..
أصبحت أعيش..
حياة الملوك والسادة..
حياة القادة المنتصرين ..
بنشوة الفرح والغرور..
وأمسيت لا أبالي ..
أو أخاف أو احزن..
أصبحت لا أبالي ..
بأي شي .. كل شي..
فقط أنت معي والبقية تأتي..
أحلم بك ..
ويتحقق الحلم ..
وتحلمين ..
عالم تصدق به الأمنيات ..
وحياة بها الآهات ..
نعيم ولذة ..
وغدينا ..
إلى ميلاد جديد..
ميلاد الفراق ..
فصرخات المولود..
هي سياط العذاب..
وآهاته..
مع أول نزول له ..
إلى هذا العالم ..
عالم مابعد الفراق ..
يلقم ثدي المرار والعلقم ..
ويلحف بلحاف الوحدة..
والخوف والمرار..
ويكبر .. نعم يكبر ..
لان المعذب لا يبقى صغيرا..
بل يكبر ..
لتكبر أوجاعه ..
ويحمل معه عذاب الصغر..
ومراراته..
ولاينسى
فالصغير لاينسى ..
أهوال مره أمام عيناه ..
أهوال ذاك الميلاد المشئوم..
ميلاد الفراق..
والعذاب وانعدام الاتزان..
والتفكك..
ميلاد السهر..
والأوجاع..
ميلاد يوم..
السؤال فيه ..
سوط عذاب..
وينسى ميلاد اللقاء ..
وكل التاريخ ..
ويبقى ميلاد..
الفراق أقوى..
من إن ينسى..
سهام تتوسط الفؤاد..
السؤال فيه سكين تنبش الجراح..
الملتهبة..
وتزيد من أوجاع القلب وجع..
ومن عصرات الروح عصرة..
ميلاد فيه الأيام ..
مدافع تدمر ..
باقية من بقاياي..
قد أوقفها القدر ..
تنهي..
سحابا قد يهطل الأمل ..
وتعود الروح ..
ولكن هيهات ..
وكل عام وميلادي قادم..
هيهات .. وكل يوم ..
ميلادي قد يعود..
ذكرى والآم ..
وأوجاع .. وعصرات ..
ودموع ..
وأحلام تكسرت ..
وآمال تبخرت ..
وروح قد ملت كل هذا ..
غصات .. عند الشرود..
غصات .. عند النعاس ..
وغصات وغصات ..
لاينسى الطفل كل هذا ..
وينسى يوم ميلاده..
الحقيقي ..
أو تطوى صفحاته ..
ويبقى يوم ميلادي ..
يومك أنت ..
ولك ومن أجلك..
ومنك نسج يوم ميلادي..
بأجمل وأعذب مافيه ..
وأصعب مافيه ..
فيا يوم ميلادي..
عد بذكراك..
وسوف أشعل لك ..
الشموع..
ابتهاجا وحزن ..
بعودتك كل عام ..
ّّّّّّّيــــــوم ميــــلادي
العرض الشجري