إلى كل من فارق أحبابه ، وودع أصحابه ، وطاف به ذات يوم ، حنين الشوق إلى وطنه ، فازداد نبض فؤاده ، وتسارع ركض جواده ، فألفى الأهل قد نأت بهم الدار ، وشطّ بهم المزار ، فأرسلها زفرة ، تذكي لاعج الجوى ، وتذكر من عهده ما انطوى ، فوقفت حروفه تنادي الذكريات ، وتخاطب الأمنيات ، وتسابق العبرات الساخنات ..
.
.
هنا .. أترككم مع حروف الغرباء ، وحداء السّراة ، وترانيم المشتاقين ، ولوعة البعد الحارقة ، ونظرة الأسى المستديم ..
.
.
فإليكموها .. مضمخةً بأريج الوفاء الذي عرفتموه ، ونسيم الصبا الذي ألفتموه ، وضوء النجم الذي سامرتموه .. أرسلتها شمالية الهوى ، جنوبية البوح ، ميممةً أطراف الشام ، محملة بأريج الحجاز ، وصبا نجد .. إلى المهد الأول .. والبلد الأم ، إليك أيتها الدار .. أقولها بصوتٍ يتلجلج .. وأنفاس تتسابق ، ونبضاتٍ تحترق ، ( سرتْ ريح الشّمـال ) ..
.
.
سَرَتْ
ريْح الشَّمـالِ
فهيَّجتني ..
فهاج الشوق
نحوك ..
يا شَمـالُ ..
.
.
أعدُّ لك الهـلالَ
وليت
شعري ..
أيعلم ما أكابدُهُ
الهـلالُ ؟
.
.
أيعلمُ ما يعانيهِ
فــؤادٌ ..
به حبّ وشوقٌ
وابتهـالُ ..
.
.
وللأشواقِ أنوارٌ ونارٌ ..
وللأحـزان
في القلبِ
اشتعــالُ ..
.
.
فكمْ عذّبتَ من قلبٍ
شفيقٍ ؟
يقلّبهُ الحنين ..
ولا
يزالُ ..
.
.
سقى اللهُ الشّمـالَ
وساكنيهِ ..
وأمْطِرَ
في مغانيهِ
الزُّلالُ ..
.
.
فيا حبّاً
يذيبُ القلبَ
وجداً ..
ويعزفُ
لحنَهُ
هذا السّؤالُ ..
.
.
ترى هل نلتقي
أم ذاك عهدٌ ؟
تصرّم حبْلُه
ونأى الوصـالُ ..
منقـــــــــــــــــول
نور
مع خالص الود ..