يا أم الشهيد ماذا أقول لك ؟
هل أقول صبراً؟ وأنت من علمتني معنى الصمود.
أم هل أعيد عليك فأقول صبرا؟ وأنت من جهزته ليكون شهيد.
أم هل أعيد فأقول صبراً؟ وأنت من فديتيه لله المجيد.
يـا أم الشهيد:
هل نفتح باب العزاء؟ لمن لم يلحق بركب الشهيد.
أم نفتح باب التهاني؟ بأن يقبل الإله هذا الشهيد.
أم ندعو له بالقبول وأن يشفع لسبعين من أهله.
يـا أم الشهيد:
يا من غرستِ في ابنكِ الغيرة على الدين،والدفاع عن العرض.
يا من علمتهُ أن من قتل نفساً بريئةً بغير حق،فكأنما قتل الناس جميعاً.
فكيف به وهو يرى كافراً حاقداً يقتل أخاً له مسلم أو يدنس عرض أُختٍ له مسلمة،ألا تأخذهُ الحمية،ألا تأخذه الغيرة على الدين،ألا يشتعل رأسه شيباً وهو يسمع ويرى هذا،ألا يجب عليه أن يلبي نداء الإسلام ويجاهد ويدافع عن عرضه ويذود عن دينه.
أم الشهيد إنني أعلم أن حقكِ عليه كبير؛ولكن هو ذاك نداء الجهاد دين يدينه،وأن نفسه تواقة لرؤيا وجه ربه الكريم.
أم الشهيد لا تبكيه هذا نداء الإسلام قد لباه.
أم الشهيد إن ابنك الآن ينعم بالجنان،ويداعب حور مقصورات في الخيام،ورائحة دمه المسك.
أم الشهيد:
أعلم أن رسالتي تخبر بالذل؛إذ كيف لم أبعث باخوتي في هذا الطريق،إذ كيف لم أخبر أمي بأن هذا هو النصر الأكيد،وأن هذا هو طريق الخلود.