أراه حالًا أبيضًا ناصع البياض يا أخي ، كبياض نواياهم !
هل تزاحموا من أجل متاع دنيوي ؟
لا !
بل من أجل حجر الجنة الذي من قدسيته كذا و كذا - كما تزعم معتقداتهم- !!
إنه الجهل يا أخي ، وليس هم ..
عندما قرأت موضوعك تجلت في بالي صورة العجوز الأوربية التي رأيتها في الحرم ذات ليلة رمضانية ..
لا أبالغ إذا قلت تجاوزت المائة خريفًا !
أطال الله بعمرها على طاعته ..
كانت تنحني بصعوبة بالغة لتشرب من ماء زمزم ، وما إن استوت جالسة حتى أتاها أحد العمال رافعًا صوته بغضب أن اذهبي لنمسح الأرضية !!
تعب ، كبر في السن ، عطش ، وشخص يصرخ ولا تفهم حديثه !!
أخذت تشير إلى الماء وتهمهم بعبارات غير مفهومة ، والعامل يكمل صراخه كي ينهي عمله !!
تألم قلبي بقوة لحالها و حال من شابهها !!
يأتون من أقطار الدنيا ، وربما أفنوا ثلث أعمارهم في جمع المال اللازم ، وغالبًا ما يكونون في شقاء و مرض ولكنهم يقتنصون الفرصة لزيارة هذه البقعة الروحانية !
فمالذي يواجههم ؟
عند الماء ، صراخ !
تقبيل الحجر ( الرباني ) ، صراخ !
التبرك بالكعبة ، صراخ !
رؤية المقام ، صراخ !!
أشدد على أن تتم معاملتهم معاملة خاصة و راقية ..
معاملة تعكس صورة الإسلام العذبة ، التي لولاها ما دخلوا في هذا الدين !
لابد من التوعية الدينية في داخل الحرم عبر لافتات- بأغلب اللغات- توضح خطأ البدع المنتشرة من تبرك و تقديس للحجر و المقام ..
على الأقل حتى يتفهمون سبب منعهم ولا يعتقدون بأنها ( عنصرية ) !
والأغلبية برأيي سينصاعون لذلك من باب الثقة بكل ما هو مكتوب في الحرم ..
لأنهم جهلة يقلدون ما يرونه و حسب !
وفي الحقيقة لستُ عالمة شرعية لأقرر في هذه المسألة ..
لكن كلي تفاؤل بأن المعجزة التي حدثت للجمرات والهدي والسعي ؛ ستحدث للحجر الأسود – بإرادة الله - .