[{مُـوسيقـى }]

[أم الدنيا]

اقتباس:  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلزاك     أبشري طال عمرك ولك التحايا .. وكم هي منيتي أن أكتب شيئا يليق بحضورك ووقتك الثمين الذي ربما تقضيه حتى في قراءة سطرين مرارا حاولت أن اكتب على طريقة ( ثم ذهبت ودخلت ووجدت رجلا طويلا وعليه عقال ..) الخ لكني لم أفلح .. راسب بامتياز لعنة هذا الأسلوب حلّت بي منذ زمن وأفسدت علي حتى نوعية قراءاتي إذ قليل جدا في المنتيات ومن بينها هذا المنتدى أجد أسلوبا يجذبني إليه ثم أدندن بيني وبين نفسي وللناس فيما يعشقون مذاهب الكتابة بالنسبة لي نوع من النزف ومن الغياب.. نوع من الكوابيس والأحلام كم هي مرهقة هل جربتِ يوما أن تكتبي شيئا وأنتِ تبكين ؟ وأنتِ تدعكي بيديك أطراف أكمامك هل جربتِ أن تتحول الشخوص في مقالك إلى أناس تخلقهم يتحركون أمامك بكل تشوهاتهم ؟! هل جربتِ يوما أثناء كتابتك لمقال أن تقومي وتتعطري حيث إن الشخصية التي حضرت في نصف المقال تستحق أن تقابلها بشيء من ذلك ؟!! هل جربتِ أن تغلقي الأنوار أثناء السطر الأخير لأنك تعريت أمام شخوصك أكثر من اللازم ؟!! لماذا اكتب مالا يُفهم ؟! أقسم لك أني أحاول أن اكتب شيئا يُفهم .. أن أركِب الكلمات بالمقعد الذي بجانبي وأن أفتح لها موسيقى تليق بحضورها وحتى جهاز التكييف أتمنى أن أزيده للآخر كم تمنيت أن أضع الكلمات على ظهر خير مروضة يراها الجميع على حافّة السباق وكل مرة أحضر بخيلي ورجلي .. لكن وماحيلتي والخيل عندي لاتروض .. وليس لدي سيارة بهذه المواصفات لدي بضاعة ما وأحببت أن أعرضها حتى لو كانت على ظهر سيارة تنزف عرقا وتتعايش مع صوت الهواء أو كانت على ظهر خيل لم تروض وبدأت تصهل وسط المضمار .. لماذا اكتب مالا يفهم ؟!! ومرة أخرى أقسم لك أن أغلب ما أكتبه هنا يُكتب وبيدي منديل لأن الكلمات سكاكين تأخذ مني كل يوم قطعة أعوّضها سبع ساعات من القراءة من أجل سكّين حادة اجتزأت مني شيئا السكاكين ياسيدتي لاتعبر داخلي من ذات المكان كل يوم تختار مكانا آخر بعناية فائقة إذًا كم علي أن أطمر هذه التشوهات بأكوام من الكتب والقراءات لماذا اكتب مالا يفهم ؟!! لست نذلا وجبانا كالفرزدق حينما قال ولماذا لاتفهم ما أقول بل سأكون صريحا وشجاعا أكثر منه الكتابة عندي طقوس .. هل تعرفي أني في كثير من الأحيان أختار مشردا على الماسينجر وأطلب منه الصمت لمدة ما وأكتب له .. نعم اكتب لهذا الغريب في زاوية الماسينجر حتى إذا انتهيت وسمعت منه كلمة (آه لقد استمتعت ) آتي به هنا .. أما إذا قال لي وش ( جالس تقول ) أغلق المحادثة ولا أحتفظ بشيء من ذلك إذًا هذا أنا وليد الانطباع الأول .. ماكتبته عبر مربعات المحادثات الماسينجرية أكثر نزفا وكثير منه يغيب بغياب العابر لماذا أكتب مالا يفهم ؟!! الكتابة لعنة .. نوعا من الذوبان في محيطها ..بعض المقالات إذا انتهيت منها لابد أن أذهب وأستحم من اتساخها وأغسل يدي قبل الاستحمام وأحيانا تكون الكتابة شبيهة بالتشرد فوق الشوارع .. أخرج للشارع أقطعه ..ألقي التحية لعابر في سيارته ثم أعود لألعنه في المقال ... لماذا أكتب مالا يفهم ..؟!! لأني جبان ..متغطرس ..ساذج .. أبله ..غبي .. متملق .. أحمق ..بوهيمي ..سادي أختار ضحاياي لأسحقهم وهم هنا ..يعبرون في المنتدى يكتبون بينكم .. أدهسهم .. ألقي بالقاذورات على ثيابهم البيضاء .. أبول في طريقهم .. أتمترس خلف كلمة لأنبح خلف ظهورهم ألم أقل لكِ إني جبان وقذر .. إذًا بأي ثوب ألقاكم وأنتم اللابسون البياض ..المتعطرون في شوارعكم .. المتهندمون في هيئتكم وحدي بينكم الغارق باتساخه .. الغارق حتى تشوهات شعره بنفاقه .. وحدي بينكم الذي لايكتب باليمين .. حينما أخرج من ( الحمام ) أكتب لكم بيدي الشمال ألم أقل لكم إني بوهيمي قذر ..؟!! وبعد ذلك تسأليني سيدتي لماذا لاتكتب مايفهم ؟! وتغيب دمعتي عجزا عن أن أدوِّن شيئا يليق بالمسحوقين مثلي ... حتى لغتنا صارت يبابا وخرابا في مدنكم .. صارت لغتي نوعا من التوهيمات اللتي لاتُفهم ..نوعا من الهمهمات التي تهدهد بها الأمهات صغارها قبل النوم .. صارت أحزاني ميازيب تهدر مياهها نحو المجاري التي يتعفف الناس من المرور حولها شيء مؤلم أقسم لكِ .. أعتذر لبياض على هذا الشجن هنا ... الأحزان يابياض لاتعرف الأماكن ..!! بعض من حلمك

أخى لقد سجلت خصوصاً فى ذلك المنتدى فقط بعد قراءتى لتلك الكلمات التى لم أقرأ مثلها من قبل.
حقيقة لا أعرف ماذا أقتبس وماذا اختار فكل خاطرة فيما سبق تجذبنى لأختارها دون غيرها لأعلق عليها.
أين تعلمت أخي تلك الطريقة فى نسج الحروف حتى تجسدت فى ثوب رائع تمنيت لو أنى أمتلكه ولو لحين.

أشعر وكأنك جدى وأن عمرك يتخطى المائة.
إن كان هناك من الأعضاء من لا يقرأ لك أكثر من سطران فأسمح لى أن اقول بأنى سأقرأ كل ما كتبت يداك مرات ومرات لعلى أتعلم كيف أصنع شئ جميل من كلمات ليست كلكلمات.

أخى إن كنت تعتقد أنك تكتب ما لا يفهم فأبشر فما لا يفهمه غيرى أقف امامه أنا رافعاً قبعتى.

أخى بلزاك أو جيفارا
لقد استمتعت بكلماتك

ولكنى عندى سؤال يكاد يقتلنى كم عمرك لأنى أشعر بصغر سنى أمام تلك الكلمات رغم أنى تخطيت الـ 35 منذ فترة.

أخيك الصغير من أم الدنيا