|| يَاليتني كُنت ( القِعده ) ~

[زخات المطر]

.

و كالعادة السَنوية ، نجمتع مع اطراف العائلة البعيدة ، في احدى الأستراحات ، لنعُمق تواصر القَرابة ، و نتعارف اكثر !


شدّني مَشهد واحد وسط ( لهو ) الأطفال ، هو حضور تِلك الفتاة ( 15 سنة ) و ترددها الدائم على ( امها ) ، و تصرفاتها التي تصغر سنها من ( مدَّ الشفِاه السُفلى حين استيائها ) ، و " ونونتها " في حَال رفض والدتها ..



التفت الى اُختي المجاورة لي : ماتشوفينها وشلون ( تتبيزر ) ؟!

قالت : اششش هذي القِعدة !


( و كان الجَواب الشافي ) ..


---


القِعدة ، و مال هذة الكَلمة من صَدى في دَواخلي !


سَرحُت بُرهه ، بمقارنة و مفارقات " صغيرة " بين حالها و حالي يُوم كُنت طِفلة مَسكت زِمام المسؤلية مُبكرًا ، و كَانت اًم لطفلين و هي لَم تَبلغُ الحُلم ..



كان ترتيبي ( الثاني ) بين اخوتي ، سبقني ( اخ ) على " وجه " الدُنيا ، فقد حفَّه الدَلال من كُل جَانب حَيث انه ( الحفيد الأول بالعائلة ) ..


و دوره في تولي المسؤوليه معي كـ دور الأب الطائش الذَي يَضُم صِغاره نَهارًا و ينساهم ليلًا فِي مَهب " الريح " !


مذ كَان عُمري 9 سنوات ، و انا احُاسب على اخطائي و اخطاء صِغاري ( البزرين اللي تحتي ) بصفتي امام اهلي : اكبرهم < ( مغسول يدهم من اخوي ) ، و اعقلهم !


رُغم صِغر سِنَّي الا اني افَهم الحياة ، و افهم مايَعنيه الحَذر ! فـ لم يشهد جسدي الصغير ، ضَربه او ( عَلامة فارقة ) او " فلقه " في الراس لأنـــــــــــي ( امشي و اباري الساس ) .





و آهـ عَلى بعَض الذكِريات التي تنبشها تصرفات هذا ( الصغيرين ) حيِن تدللهم الزائد على ابي ( و الى الآن ) ، و الحاحهم الطويل في تنفيذ رَغباتهم ..

لَم تَكن الغَيرة او الحسد ما تُثير تِلك الذكِريات ( البائسة ) ، و انِما البُكاء عَلى اطَلال " طُفولة " موؤدة


ياليتهم عن ( تضحياتي ) يعلمون ..


----



اخواني ( الآباء ) وَ ( الآمهات ) .. كُونوا مُنصفين في تَعاملكم مع الصِغار ، و لا تُحملوا ( اطفالكم ) مالا طاقة بِه ، فيكفيه اعتماده على نفسه [ صغيرا ] ..


و هنيئًا لكُل ( قِعدة ) على قلب والديه ، و على ( كبد ) اخوته

للتوضيح :

القعده : آخر العُنقود ..

البزرين : الصغيرين .