[align=center]
من فوقِ الحصن
رأى امرأةً ( نصرانية )
فأغرتهُ بجَمالِها ونَظَارتِها ..!
أحبَّها حتى بلغتْ مِن قلبهِ شِغَافَهُ
ثمّ طلبَ أن يَتَزوّج بِها .. لمْ تمَانِعْ
لكنها اشترطت عليه ان يترك دينه الاسلام ..
ويتحول الى ( الحضارة ) النصرانية ..!
وقد كان حافظا للقرآن
فوافق على ذلك
قال له اخوانه :
اتق الله ..
اين حفظك لكتاب الله وأين جهادك
وأين صلاتك وبرك واحسانك
فلم يلتفت إليهم ..
ومن ثم اعلن نصرانيته ..
مالذي حصل ..؟
لقيه اخوانه بعد فترة
فقالوا له :
يا فلان ماذا بقي معك من القرآن ..؟
فقال : لم يبق شيء سوى قوله تعالى :
( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) ..
والسبب انه اخلد الى ( الحضارة ) النصرانية
وجمالها ..
وزخارفها وجمال شعبها
وغره حسن حدائقها وجمال نسائها
حتى ظن ان هذا هو الاسلوب الامثل لحقيقة المعيشة
التي ارادها الله منا
فاتبع هواه للبحث عن مشتبهات الايات
ليخبر الناس ان انسلاخه جاءت به مدلولات الشريعة
حتى ينفك عن حصار الناس له
انه انت يافلان لماذا تغيرت ..؟
ليش انتكست ؟
قال انا لم انتكس .. بل فعلي هذا قول آخر في المسألة
وقد قال بهذا القول : الشيخ فلان وفلان
وذكر ذلك فلان في كتابه الفلاني ..؟
ونسي ان الله تعالى قال :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ
وبعد ان انسلخ من الايات والخير والفضل ولم يعد بقي منه شيئ
ماذا حصل له ..؟
صار كالكلب
يلهث وراء الدنيا
ولو لفتت اليه ادنى اوساخها وسهل عليه ايجادها
سيلهث ويلهث ويلهت .. حبا وشحا وجشعا
بل ( شبقا ) بلذائذها
حتى يصبح بهيميا في اكله وشربه ومعيشته
بل ونظرته الى حقيقة هذه الحياة
والتي هو فيها حارس لأموال الناس وقصورهم ..!
لا الاعداء .. ولا المحبين .. ولا غير ذلك ..!
بل هو نفسه
أخذ المشرط وبفن متقن .. سلخ الجلد دون ان يبقي المشرط شيئا من اللحم ملتصقا فيه ..!
بل انتزع بكامل لحمه وشحمه من الايات
دعونا نبكي سويا ايها الاخوة
القرآن الكريم يتكلم عمن ( انسلخ ) مما اتاه الله من العلم والمعرفة ..!
بعد أن اتاه الله اياها واتاه من الحكمة .. والفهم .. والمنزلة العالية بين المسلمين ..
حتى صار يشار اليه بالبنان
وصار له اتباع وطلاب ومحاضرات
ودروس ..
وتنقّل من بلد الى بلد
حتى وصل الى مرحلة ان ذل تابعه
وفتنه متبوعوه كما في وصف بعض السلف لأحدهم
لكن في الاخير
نسأل الله العافية والسلام
( انسلخ )
ماذا يعني انسلخ ..؟
اي نزع جلده كما يقول الراغب الاصفهاني ..!
الان الله عز وجل ( آتاه ) اياته
وتفضل عليه بها .. وصار يدعو بها
ليس من كيسه
بل من الله عز وجل الذي اتاه اياها
لكن هناك ( انسلال ) , وبتعبير القرآن ( انسلاخ ) عن شيء الى شيء آخر
وصفه بالسلخ كما ينسلخ جلد ( البهيمة ) عن لحمه
لكن :
من هو القائم بفعل الانسلاخ .؟
هل هي الايات نفسها انسلخت من هذا العالم ..؟
او هو الذي انسلخ منها .؟
بتعبير القرآن
الشخص نفسه هو من جنى على نفسه
طيب ماذا حصل بعد ذلك ؟
شمه الشيطان بخرطومه حتى لحق به .. فالهمه الخطوة الاولى
فاستلهم هو الثانية ..!!
في النهاية من هم هؤلاء الذين هم كالكلاب
ممن انسلخوا من ايات الله
ولحقهم الشيطان ينهش من لحمهم ويشتم انتن ما به ..؟
هم ( الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) ..
بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها،
لهوانهم على اللّه، واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه ..
كما يقول السعدي رحمه الله
ولهذا قال في آخر الاية :
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
اقصص مثل هذه القصص على الناس ايها المسلم
ليتاملوا حال من خسروا دينهم بعد ان غرتهم انفسهم ..
ولتنتبه عن ان تفعل مافعلوا
فتصبح كالكلب
الذي يلهثه مالم يقم به حبا وشحا وطمعا ...!!
اللهم انا نسأل الثبات على صراطك المستقيم حتى نلقاك وانت راض عنا
اللهم صل على نبينا محمد وآله
[/align]