الصمت الخجول .. !
إن كان لي من صفة ملازمة ؛ فهي الصمت !
لذا دائمًا ما أعارض الحكم والأمثال التي تدعو
إليه !
لست إنسانة انطوائية على نفسها ؛ لا ..
ولكني ألجم عن الحديث في المواقف التي تستدعي
أي ردة فعل عدا الصمت .. !
نذهب إلى الأحساء بصفة دورية لوجود بعض الأقارب هناك
وعادة ما نجدها ممتلئة بإحدى الجنسيات الخليجية ، فلا يُستغرب أبدًا
من كثرتهم هناك ..
حتى إن أحدهم قال لوالدي شخصيًا ؛ أنه يشتري حتى
( غرشة ) البيبسي !
المهم ، كنتُ في إحدى الأسواق ، تحديدًا في صالة الألعاب
ومعي أطفال خالتي ..
تقدم إليّ أحد أولئك الخليجين ، وبادرني بكلامه بشكل
أدهشني وأربكني :
والله ووصلتوا للابتزاز يالحساويات ؟؟!!!
كنت أتطلع إليه بتعجب ، لا من طريقة حديثه ولا من موضوعه !!
لاسيّما بأنه مندفع بالحديث ، ويكمل غير آبه :
حولت أكثر من خمسة آلاف ريال على حساب وحده
منكم وواعدتني إني أشوفها وبالأخير يصير ابتزاز وماشوفها ولاشي !!
( لاحظوا مفهوم الابتزاز عنده ) !!
عمومًا أنا ماهمتني الفلوس بس لازم اتكون عند كلمتها
تدرين معاشي كم ؟؟
30ألف ريال !!
وأنا توي عمري 26 وموظف عادي !!
انتوا الشاطر فيكم راتبه 6 آلاف !!
لا ويطشرها بأسواق البحرين
تدرين إن السعوديين (يفشلونا ) عند الأجانب
من أول شرب واهما ناسين أعمارهم !!
( يعني أهو وجماعته تمرسوا على الشرب فما عاد يأثر فيهم
لا من جد ، شي أهنيهم عليه ) !!
تكلم عن أمور عديدة كان محقًا فيها .. مثل عدم امتلاك
ثلاثة أرباع السعوديين لبيوت .. وعن طريقة قيادة السيارات
عندنا وعن البطالة بل حتى عن المهور !!
وكونه ( بمعاش ) واحد يقدر يتزوج حساويه !!
واختتم ذلك بـ / جم رقم تلفونج ؟!!
بكل ثقة يسأل !
كأنني سأقبل كفيه على طلبه !!
هنا كان الموقف الايجابي الوحيد مني وهي نظرات الاستحقار !!
رد بسرعة : ما تخافين ما بخسرج أنا اللي بتصل !!
لازال هذا الموقف في خاطري ، ولازلت أتذكره بمرارة شديدة ..
رغم مرور سنتين عليه !
تمنيت لو كنت قد تكلمت ، ورددت ، بأي شيء !
ويقولون السكوت من ذهب ؟!!
آخر تعديل سَـاكنة القـلب يوم 17-07-10 في 05:48 pm.
|