الكثير يشعر بالفراغ في كثير من الأوقات
ولكن كيف نعالج ذلك ، ونحاول أن يكون الوقت لدينا مستفادُ منه ، ولعل الشهر الكريم يغير من بعض سلوكياتنا بشكل عام .
اطردِ الفراغ بالعملِ كما يقول د. عائض
الفارغون في الحياةِ هم أهلُ الأراجيفِ والشائعات لأنَّ أذهانهم موزَّعةٌ
﴿ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾.
إنَّ أخطر حالات الذهنِ يوم يفرغُ صاحبُه من العملِ ، فيبقى
كالسيارةِ المسرعةِ في انحدارِ بلا سائقٍ تجنحُ ذات اليمين وذات الشمالِ .
يوم تجدُ في حياتك فراغاً فتهيَّأ حينها للهمِّ والغمِّ والفزعِ ، لأن هذا الفراغ
يسحبُ لك كلَّ ملفَّاتِ الماضي والحاضرِ والمستقبلِ
من أدراج الحياةِ فيجعلك في أمرٍ مريجٍ ، ونصيحتي لك
ولنفسي أن تقوم بأعمالٍ مثمرةٍ بدلاً
من هذا الاسترخاءِ القاتلِ لأنهُ وأدٌ خفيٌّ ، وانتحارٌ بكبسولٍ مسكِّنٍ .
إن الفراغً أشبهُ بالتعذيب البطيءِ
الذي يمارسُ في سجونِ الصينِ بوضعِ السجينِ تحت أنبوبٍ يقطُرُ
كلَّ دقيقةٍ قطرةً ، وفي فتراتِ انتظارِ هذه القطراتِ يُصابُ السجينُ بالجنونِ .
الراحةُ غفلةٌ ، والفراغُ لِصٌّ محترِفٌ ، وعقلك هو فريسةٌ ممزَّقةٌ لهذه الحروبِ الوهميَّة .
إذاً قم الآن صلِّ أو اقرأ ، أو سبِّحْ ، أو طالعْ ،
أو اكتبْ ، أو رتِّب مكتبك ، أو أصلح بيتك ،
أو انفعْ غيرك حتى تقضي على الفراغِ ، وإني لك من الناصحينْ .
اذبحْ الفراغ بسكينِ العملِ ، ويضمن لك أطباءُ العالم 50% من السعادة
مقابل هذا الإجراءِ الطارئِ فحسب ، انظر إلى الفلاحين
والخبازين والبنائين يغردون بالأناشيد كالعصافيرِ
في سعادةٍ وراحةٍ وأنت على فراشك تمسحُ دموعك وتضطرُب لأنك ملدوغٌ .