في آخر رحلتي نزلت طائرتنا في مدينة جدة ولأن رحلة القصيم بقي عليها سبع ساعات فقد أخذت تلك المركبة وذهبت داخل المدينة وأردت أن أزور فيها تلك المجمعان الجديدان تلبيةً لرغبة زوجتي.
لم أكن غريباً على هذه المدينة الجميلة التي لوثها أولئك البشر..
كنت أزورها منذ كان عمري16 سنه من عام 1414هـ ولسنواتٍ متتاليةٍ والى عام 1426هـ فما كنت أرى ما رأيته حتى في درة العروس.!
صحيح أني انقطعت عن هذه المدينة آخر أربع سنوات والتي أنثر عشقي فيها وخاصةً عندما تُبحر بعيداً عن الضوضاء ولا تجد نفسك إلا في أحد الشاليهات في أبحر الجنوبية وعلى ضفاف البحر لا تكاد ترا البشر.
ولكن قدّر الله لي أن أقضي تلك الساعات في مجمعين فضننت أنهما كمجمعات الرياض على سوئها.
إلا أن (الحال من بعضه ) كما يقال. بل إنه أسوأ حالاً من أسواق المملكة والفيصلية.
فأنت تدخل على أنغام الموسيقى وتخرج عليها.
حتى الذين يتناولون وجباتهم يتناولونها على تلك الأنغام وقد خابوا وخسروا..!
(ومن يأكل من نعم الله فالواجب عليه شكر المنعم والثناء عليه بما هو أهله بدلا من كفر النعمة ! ).
رأيت ما يغضب البشر قبل أن يغضب الخالق سبحانه.
فمن لبس العباءة من هنّ فقد لبستها للزينة وأجزم أن أكثر من 30% من هؤلاء النسوة لم يأتين للتسوق.لأن كلاً من هذين المجمعين فيهما أماكن للقهوة والآخر للطعام.
منهن من يدخنّ وليس هذا بمستغرب ولكن الغريب أنه أمام الجميع وهذا ما يستنكره الشارع من الرجل فكيف بالمرأةّ.
ناهيكم عن أعمارهن التي لا تكاد تتجاوز العشرين ومعها أخوها أو والدها ومنهن من معها امرأة كبيرة وتدخن أمامها.
لا أخفيكم بأني رأيت بنات لعائلة أعرفها هنا متحجبات ولكن كاشفات الوجه مع وضع كل أدوات التجميل على الوجه.
فيا عجباً..!
هل رب بريده يختلف عن الرب في جدة.؟
هل العقاب هنا يختلف عن العقاب هناك.؟
ولكن يا أسفاً على الرجال.!
أقسم بالله أن أحد أخونهن مؤذن مسجد.!
بل أقسم بالله أنهن من أكبر عوائل هذه المدينة.!
فأين أهلهن.. أين الغيرة.. أين الدين.. أين الخوف من الله الذي أنعم عليكن بالصحة والعافية..!
ألا يخشين عقاباً عاجلاً..!
ولكن لا أقول إلا الحمد لله الذي عافانا وعافا نسائنا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا.
والحكمة تقول :
الخوف من الله هو أقوى رادع.. بل هو أقوى من السلاسل والسجون..! حفظ الله نسائنا ونسائكم ونساء المسلمين من التبرج والسفور.
دمتــم بــود،،،
فهــد
الثلاثاء 29/8/1431هـ