حينما أقرأ مثل هذا الطرح أتذكر فوراً اصوات المتطرفين اليمينيين في فرنسا ومطالبهم بابعاد المهاجرين خصوصاً اولئك القادمين من المغرب العربي بحجة انهم افسدوا الحضارة الفرنسية وعاثوا في البلاد!!! ويشبه هذا الطرح ما يردده المتعصبين في الجنوب الامريكي عموماً وكرههم لكل الغرباء ممن لا يحمل البشرة البيضاء كالسود والمكسيكيين والاسيويين وغيرهم. والقاسم المشترك بين هذا الطرح والامثلة التي ذكرت هو التعصب المولد للعنصرية واحتقار الاخرين. ولكن العجيب في امثلتي أن الاختلاف عرقي في البداية بينما هنا نتحدث عن اناس ممن يشاركوننا نفس العرق والاقليم واللهجة والديانة والمذهب وايضاً الاصل احياناً. عجيب والله فلقد وصل التعصب ببعضنا حداً جعله يربط بين التعصب الفكري مع التعصب الاقليمي بناءً على ما اتوقع انه من نتائج تجارب سلبية مع اناس محدودين. علامة استفهام أخرى كبيرة تتعلق بكيفية طرح مثل هذه الافكار اليمينية المتطرفة من أناس عادةً ما يرددون عبارات التنوير والحضارة والتقدم!!!! اتفق مع كل القائلين بأن طرح افكار كهذه يحتاج إلى ضبط ودراسات علمية تاريخية واجتماعية دقيقة بدلاً من توجيه اتهامات باطلة من حيث المبدأ واستخدام طريقة الملاحقة الفكرية. أنا لست خبوبي ولكنني ضد كل ناعق متعصب لفكر أو اقليم أو قبيلة أو حتى حي او حارة!!! يبدو أن الحراك الفكري الضخم في المملكة في السنوات الأخيرة جعلت البعض يستخدم طرق غريبة لتحقيق مراده في توصيل افكاره المغايرة لأفكار الاخرين وحتى لو كان الأمر بطريقة الغاية تبرر الوسيلة. دعونا يا اخوة من هذا النتدى ننبذ التعصب والعنصرية بكل اشكالها ونسعى نحو طرح مايفيد البلد ويطوره بدلاً من تأجيج العنصرية وشحن النفوس وتقسيم المجتمع.