معذور يا منصور.. والمجد للهلال
راشد بن جعيثن
قلت في الموسم الماضي: (سلطة المال لا تسقط الهلال) في معرض الحديث عن إشكالية بين منصور وهلال الجمهور وثارت ثائرة بعض الأقلام ولم تترك في جسدي شبراً إلا وتكسّرت عليه شفرات أقلامهم بين التلميح والتصريح، وقد اعتدت على ذلك لأنني أدرك تمام الإدراك حاجتهم الماسة لمثل هذا الأسلوب من أجل تعويض إخفاقاتهم التي تجرها إخفاقات أنديتهم!! ولو أنهم وجّهوا ميليشيات أقلامهم إلى دراسة أحوال وأوضاع أنديتهم عندما أفاضت خالية الوفاض من بطولات الموسم لكان أجدر وأجدى.. وما ذلك إلا إخفاق في المفاهيم والسقوط في وحل (المال) الذي يجب أن ندرك أنه ليس كل شيء مع إيماننا أنه عصب الحياة.. إذا وظّف في مهامه وموقعه من الأهمية القائمة به وعليه.. وأسمى معانيه مسألة البناء والعطاء المغلّف بالصمت ليس بالتّباهي على حساب مشاعر الآخر.
حقاً لقد تنبه رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل بوعي وفطنة لمثل هذه الظاهرة الدالة على البطر والبذخ المقصود به - الإسقاط - وتسديد مظان النقص!! وهذا ليس من أخلاق العرب، لأنه يمثِّل الانتهازية بوجه آخر.. وإلا ما معنى أن يقول منصور بغرور لا يُحد ولا يُطاق ولا يُقبل: بناءً على تأهل الاتحاد نكافئ الهلال.. استفزاز لا بعده استفزاز.. وكنا نود أن يقول منصور: لأن الهلال حقق أول بطولات الموسم وتحت مظلة التكافل الرياضي الوطني أقدِّم هذا التبرع.. أليس ذلك بأجمل وأحق أن يتبع أو قبل ذلك يجب عليه أن يُقدّم طلباً من أجل أن ينضم إلى أعضاء الشرف وبعد الموافقة إذا قدَّروا رغبته الجامحة ولهفته للدخول في عالمية أمم الضوء الإعلامي فليتبرع.. خصوصاً أن الانضمام لدائرة الضوء الرياضي العالمي من خلال الزعيم الذي يُمثِّل شمس آسيا مطلب لكل من يبحث عن الشهرة وتحقيق المجد الإيجابي ويدفع! لأن أصغر عضو عامل في الهلال تفوق شهرته شهرة بعض رؤساء الأندية.. لكننا نقول أحياناً: من حق رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي أن يمتهن مثل هذا الأسلوب الفج مع الهلال من أجل تحقيق شهرة المجد السلبي ومثله كثير وكما قال الشاعر: ... تعددت الأسباب والموت واحد!! لأنه يخشى أن يكون مثل من سبقوه لا يُعرف إلا في حي الكندرة بجدة وبطبيعة الحال حطّ راسه براس الهلال.. واستمر يتطاول ولم يدرك أنه لم يصل إلا إلى رأس ظله على الأرض.. ولأننا نحترم فيه نزعته الرياضية نود أن يكون ذلك المواطن الغيور على مقدرات الوطن ويتعامل مع جميع الأندية مثلما يتعامل معها (وليد الوطن) ويستفيد من منهج سمو الأمير الوليد بن طلال الذي يسعى حثيث الخطى لدفع عجلة البناء وليس له همٌّ أكثر من همِّ البناء، وها هو يصرف الأموال الطائلة على الرياضة والأندية وبينها نادي الاتحاد بصمت لا يفض بكّارته إلا التّحدث بنعم الله..
يا منصور: لك بالوليد أسوة إذا رغبت أن تكوِّن الحب المشترك، وذلك يتطلَّب التّخلص من أصدقاء الدفع بك إلى الهاوية لأن الأمم الأخلاق ما بقيت.. والبقاء لله.
* الهلال نادي القرن.. وعندما يردد أعداء المجد الرياضي السعودي حجة أن الاتحاد الدولي عمره أقل من قرن فكيف يمنح لقب نادي القرن؟.. نقول للأحبة دائماً الأمور تحسم بخواتيمها ومسألة القرن مهمة جداً عند المواطن السعودي الذي عاش وطنه مائة عام على التأسيس في أمن وسلام ورخاء ووحدة وتوحيد.. أليس ذلك بكافٍ ليكون الهلال بطل القرن السعودي طاب لهم ذلك أو لم يطب لهم؟!!
العرض الشجري