عندما رسم الفلاسفة الأوائل أحلامهم حول المدينة الفاضلة، نفهم من منطقهم أنهم يريدون يغيروا العالم بداية من تلك البقعة ،ولكن كل شيء إندثر، لإن من سوف يطبق القوانين في " الطريق نحو الكمال" سوف يكون (إنسان) ضعيف أمام الجنس، ضعيف أمام المال وضعيف أمام كرسي الحاكم!
وماذا لو تصورنا أن هناك مليون مدينة كلها تسعى نحو " الكمال" وبناء على جغرافية المكان فهناك مصالح مشتركة ومتفاوته وطريق الكمال ليس سهلاً. ولذلك يجب أن يظهر مبدأ القوة ومبدأ الإرادة ومبدأ الإصرار لتتفاوت المدن وتتصارع لإثبات " كمالها" وهي تُسقط منه!؟
حتى تتولد الأحقاد وتبنى عليها طموحات المستقبل، وعندما تنضج صغار المدن يقوم عوامل التعرية بإخراج أحقاد الماضي فتتوارث وتتوارث وتنتقل .
كل تلك مبنيةٌ على أصل الإنسان،
- فرض الذات والتعصب لها والإصرار على مكنوناتها الداخلية كلها عوامل تُسهم في تأجيج الأفعال.
لذلك المتصرف في الماضي مجهول والمتصرف في الحاضر هو أنت وأنا!
لو بلغت سِدة حكم دولة ما، لقدمت الشك على حسن النية، ولفرضت هيبتي بالوقوف على جثث من إستباح دماء إخوتي!؟
ولذلك لن يكون هناك سلام إلا إن أبدنا الأرض بمن عليها ،
فتظهر سلالة جديدة تبدأ متناغمة، فيسرق أحدهم طعام أخيه فيرد عليه بضربة وتنتهي بموت أحدهم وبعدها يظهر للمتوفى أنصار وللقاتل مؤيدين وتستمر دورة الحياة!