[justify]الكثير حدث في الستة اشهر الماضية. شعوب انتفضت وأنظمة انهارت والكثير من الأرواح ازهقت. حتى الاسد الذي كتب على صورة ضخمة له في احدى ساحات دمشق "قل هو الله احد الله الصمد، خلق شعب عظيماً واصطفى منه الاسد" بات ذات المرعوبون منه يشتمونه اليوم ويحرقون صوره.
لست من المتفائلين بما يحدث من حراك شعبي في منطقتنا العربية، ليس لشيء الا ان هؤلاء الثائرين لايعلمون على ماذا سيصبحون غداً. مفهوم الوطن الجميل والوطن الواحد الفسيح سرق من الشعوب العربية منذ وقت بعيد جداً. العربي لم يفهم في يوم من الايام الوطن بدون صورة لرمز الوطن، العربي لم يعرف ماهو الوطن قبل ان يردد اسم رمز الوطن كل صباح، التلميذ واساتذته، الصحفي ورئيس تحريره، الوزير وزابانيته، لايذكر احد منهم اسم الوطن قبل اسم قائد الوطن، حتى تحول هذا الرمز لا أداة لكره الوطن، تحول الى رائحة نتنة تجتاح بيتك وغرفة طعامك وسرير نومك. بل اصبح تلك الماكينة المعطوبة التي لاتعمل بلا ضجيج، حتى اصبح كل العمال يريدون التخلص منها حتى وان كانت توقف زناجيرها سيقطع ايديهم عن أجسادهم.
***
قد يقول البعض انك تقسوا بذلك على شعوب تصرخ مطالبة بالحرية والكرامة والإنسانية، شعوب تتلقى الرصاص بصدور عارية، شعوب تناضل من اجل أجيالها القادمة.
ولكن ياسادة ايما قسوة ستعلوا على قسوة الشعوب على انفسها، ذات الشعوب المناضلة هي بكل أسفي ذات الشعوب المختطفة عقولها، هذه الشعوب لم تكن في يوم من الايام الا "فيش" في كازينوهات السياسة العربية.
الكل مؤدلج، لا ارى الأوطان تستقر في قلوب شعوبها، اخفي الوطن من قلوب العرب، واستباحت الطائفية والقبلية والعرقية قلوب مواطني التراب الواحد، الكل يريد ان يختزل الوطن بصبغته ويصفها بالديمقراطية والتحرر من العبودية.
*
أنا لست بمتفائل، الا انني لم اصل لدرجة التشاؤوم بعد، اطمح لغد مشرق، واتوق لمدن جميلة تبسط الأوطان جمالها على قلوب ساكنيها. اريد ان ارى بغداد، بغداد الكرامة واريد القاهرة العظيمة ودمشق العزة وصنعاء الحضارة وبيروت حاضنة كل الثقافات كدور نشرها. *
اتمنى، وليت نيل المطالب بالتمني.*
دمتم بخير،،*[/justify]