سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أخي سأخبرك بأمر مؤرق لم أجد له حل ، بل أني كلما أردت حله زدته تعقيداً وتربيطا ! فكرت وتدبرت حتى صار الأرق بأسمي معقود ولا ينفك عني أبدا .. سأخبرك بما أردت قوله ولكن لا تتعجل وتمهل وأنت تقرأني هنا فلا تسابق كلماتي الأولى وتذهب لآخرها قاصداً النتيجة ؛ أنا والعياذ بالله مني ومن شياطيني وأباليسهم ، اعتدت غسل صدري ونفض العوالق والبواقي من التراكمات والآثار كلما دفنت رأسي في مخدتي وكل يوم وأنا على هذا الحال ، فأؤبن خلافي واختلافاتي ولا أبقي منها شيء ! ولهذا نتائج لمستها ولمسها مني كل من فهمني فهم المحب الذي يؤثر على نفسه معي كإيثاري الذي علمه مني مع الناس. لعلك تتساءل إذن ما ذاك الأرق المذكور في أول السطور ؟ إنه أرق البحث عن الحل ، وتعب المحاولات الجادة في تحويل من يغتر برأيه ويرى أن مخالفه ضده وعدوه وخصمه ! إلى واعي متواضع يعي معنى ألاَّ يجامله الناس كل الوقت ، فلا يسمع إلا من نفسه ولا يريد فهم من أراد إفهامه رأياً يختلف عن رأيه المغرور ! إن الذي يجامل الناس يجاملهم لنفسه ، إما لرد المجاملة أو لينأى بنفسه عن ما لا يحب أن يسمع ! أو أن يكون له أهداف لا تتحقق من غير الكذب الأبيض الذي سُميَّ بالأبيض زوراً وبهتانا ..
أنا لا أدري إن كنت أوصلت ما يؤرقني بشكلٍ واضح أو لا ؟! ولكن العقدة مشدودة أتم الشد ، حتى أن الحبل متين يمسك بطرفيه أيادي ضخمة واحدة تُسمى الجهل والأخرى الحُمقْ ، أما أصحاب الأيادي فهُم الغرور والأنانية المفرطة ..