
قدمان عفرهما التراب
ويدان ترك الزمن عليهما آثاره
ووجه .... لفحته الشمس بسمرة المشقه
وجسد أتعبه المسير
وحملٌ فوق الأكتاف ...ثقيل
وقلب يتكيء على الأضلاع كي لا يسقط
ودرب طويل قضاه ... يبحث عن المستحيل
يمتد الطريق أمامه .....مد البصر
طريق وعر ، وأرض قاسية
يرفعه التل للأعلى
وينزل به المنحدر الى واد سحيق
يتراءى له ...الماء كسراب بعيد
فيشحذ الهمة ، ويسيره الأمل
ويمشي ويمشي .... حتى يصل للا شيء
وصدمة وراء صدمة
يقرر الاستسلام
لعقود من الزمان وهو على هذه الحال
يخاف المضي حتى لا يصدمه الواقع
ويخاف البقاء مكانه ....فينسى

يلوح له ضوء بعيد
يتمثل في واحة غناء كان يبحث عن مثلها
يقترب بحذر
ويستطلع المكان
يلف حوله .... وجلا
ولا يجرؤ على الدخول
ربما لأن الواحة لا تخصه
وربما لأن مالكها ..لم يرحب به بعد
وأثناء ذلك ..وبعد أن قرر البقاء خارجا
تمتد له يد المالك ...تدعوه برفق
وتعرض عليه الإقامة الآمنة ..والراحة بعد طول عناء
يتقدم بخجل ... ويفكر بقبول العرض أو رفضه
كان ينشد واحة مشابهة أكثر جمالا تعلقت بمخيلته
ولا يريد لها بديلا
ولكن التعب قد أخذ منه كل مأخذ
عليه أن يقرر في لحظات ...
يتردد
ويتمنى أن يكون في اقدامه السعادة والراحة التي ينشد