الشبكة العنكبوتية، الإنترنت، عالم غير محدود، وهو تقنية متطورة جعلت العالم متقاربا بحيث أصبح التواصل بين الناس سريعا وفعالا على الرغم من الاختلافات الثقافية، والعرقية، والزمنية، والعمرية، وكذلك الجنسية من ذكر وأنثى.
المستخدم للإنترنت يستطيع الاطلاع على أي موقع يريده تقريبا، ويقرأ لكل من ينشر كتاباته، ويتخاطب مع أي كان في أي موضوع.
كما أن الفضول، والرغبة في المعرفة، وقلة المعلومات من المصادر الرسمية، أسباب أساسية للبحث عن المعلومات، وتقصي الحقائق من خلال عالم الإنترنت المفتوح للجميع.
وأصبحت "منتديات الإنترنت" مكانا مناسبا للتواصل مع الآخرين، وأصبح التأصيل الشرعي فيما يدور من أحداث متتالية متاحا للجميع حتى وإن كان من أناس ليس ليهم العلم الشرعي المناسب للتداول في مثل هذه الأحداث!
لهذا غدت المنتديات عاملا مهما يستغل في بث أفكار عديدة ربما لاتكون موافقة للشرع، لكن سطحية ثقافة المتلقي تجعله يصدق ويتبنى ما ينشر بدون الرجوع إلى المصادر الشرعية الموثوقة.
إن تبني أفكار منحرفة أو مشوشة من خلال الإنترنت، تجعل المتبني أداة سهلة لتنفيذ متطلبات تلك الأفكار المنحرفة عن الجادة الشرعية الرصينة، الموافقة لإجماع العلماء المسلمين، مما يؤدي إلى زعزعة أمن المجتمعات.
لذا فإن قوة التواصل بين الأبناء والآباء والأمهات، وبين الشباب وطلبة العلم الشرعيين، والمتخصصين الاجتماعيين والنفسانيين ومثقفين المجتمع، كل ذلك يجعل الفرصة متاحة لتبادل وجهات النظر، ومناقشة الأفكار، وتصحيح الاتجاهات، بما فيه مصلحة الأمة.
كما أن القدرة على متابعة المستجدات الفكرية في عالم الإنترنت، من خلال لجان متخصصة تضم تخصصات مختلفة، يعتبر مطلب ضروري لتوضيح الأفكار المنحرفة، والتصدي لها بتوضيح البديل الشرعي والعلمي الصحيح لتلك الأفكار، لمجتمع بعيد عن الانحراف.
أيضا تنمية روح المواطنة، وحب الوطن، مطلب ضروري من خلال تبني عملية الإصلاح الإداري، ورفاهية المواطن، والجودة في التعليم، عوامل ضرورية لتحصين الشباب من الأفكار المنحرفة.
إنتهى،،
د. نزار بن حسين محمد الصالح
أستاذ علم النفس المساعد
قسم علم النفس – جامعة الملك سعود