بداية أعتذر لبنات حواء، خاصة اللواتي لم يجعلن من (العباءة) شعاراً فقط، أعتذر لهن عن إزعاجهن بهذا العنوان (الصفعة)، فقد تعودت منطقتنا دون مناطق العالم كله، على الصفعات المتتالية بمختلف أشكالها وألوانها العسكرية والاجتماعية، ولعل من هذه الصفعات، هو ما تتعرض له (العباءة) من التجديد عفواً أقصد (الاختراق) من خلال الغزو المكثف لعقول فتياتنا قبل واجهات محلاتنا التجارية، الذي يظهر من خلال ألوان الموضة السرطانية التي غزت تلك (العباءة) المغلوبة على أمرها عبر (الدعاية) و(الإعلان)، ويكفي أن تتأمل حال (الأسواق) لترى كيف أصبحت (العباءة) ضحية لهوس (التجديد) وسرطان (التنافس) على المال، طبعاً شريحة (الفتيات) للأسف، أسهمت في تأجيج هذه الهجمة على (العباءة) المسكينة، ولعل جولة بصرية في واقع الخليجيات السائحات شرقاً وغرباً، يرسم لوحة أخرى من معاناة (العباءة)، وريثة العفة في الشرق.
ما زالت (العباءة) تقاوم وتصر على البقاء، رغم كل الظروف الداعية إلى انقراضها، والأمل - في نظري - هو (قناعة) المسلمة بها قبل كل شيء على أنها (علامة) أساسية على دينها والتزامها وتميزها بين نساء العالمين، وقبل ذلك كله، متى تعي بناتنا أن (العباءة) رمز للستر والعفاف يجب الحفاظ عليه والتمسك به في زمن (التفسخ) الفضائي القبيح الذي عرّى الأنثى من كل شيء..، من كل شيء، فهل من واعية؟.
سهم الدعجاني