أحبتي هذه القصه القصيره هي من تأليفي وقد نشرت بجريدة الرياض في أحد أعدادها وذلك في يوم الجمعه في الصفحه الأدبيه وكانت بعنوان : عجلة الزمن ،،، وهذه القصه سبب كتابتي لها هي أن قريبة لي إتصلت بي وقالت لي أنه مطلوب منها أن تكتب تعبيراً وهي بالمرحله الثانويه وأن الموضوع عن ( موقف أثار شجونها ) فكتبت لها هذه القصه التي هي من نسج الخيال وأنا أعرضها في هذا المنتدى وأحب من الجميع أن يشاركني وأن أقرأ لكم آراء حول هذه المشاركه ....
((( عــــجـــلــــة الـــزمــــــن )))
أحدقت بعيني جيداً وأطلت النظر.. أتمعن القادم إلى .. من هي .. يا الهي أكاد أجن لأصدق ما أرى ....
دعكت عيني جيداً لعلها تتضح الرؤية أكثر ... نعم إنها جارتنا السابقة التي كانت مضربا في المثل في الخفة والنشاط ...
لكن ما الذي دهاها اليوم إن لها قدم ثالثه نعم إنها تتؤكأ على عصا وأذهب نظارة وجهها غزو التجاعيد الهائل الذي أخفى نظارتها .....
فعلمت أن خطبا ما قد أم بها لأنها لم تبلغ من العمر عتيا لكي يكون بها ما رأيت ...
فانطلقت إليها مسرعة والأسئلة تسابقني الخطى لكي أعلم ما حل بها .. فحينما وصلت إليها سلمت عليها فردت السلام بكل هدوء فاستغربت منها كيف يكون هذا الرد بعد انقطاع زاد على عشر سنوات ..... فبادرتها ألم تعرفينني ...؟؟؟ فرفعت رأسها قليلا واطلقت بصرها إلي ولم اشعر إلا واذا بها تحتضنني والدمع ينهمر من عينيها وتتمتم بكلمات لا فهم منها سوى حبيبتي فأخذت منديلا أجفف دمعها بعد أن شاركتها مشاعرها بدمعة سقطت على خدي .. وبعد أن هدأت وبدأت انا اعي ماتقول سألتها ماهي أحوالكم ...؟؟؟؟؟ وماهي أخبار زوجك المريض ..؟؟ فأطلقت
تنهيدة تفطر لها قلبي وقالت انه يطلبك الرحمة ...
إنه توفي بمرضه الذي لم يمهله طويلا وكذلك .. فسكتت برهة .. فنظرت إليها فإذا بها تبكي بحرقة شديدة فهدأت من روعها وأنا أقول لها أرجوك أكملي ولكن ماذا ...؟؟؟
أرجوك لا تسكتي .. أرجوك........؟؟؟
فمسحت دمعها بطرف عباءتها التي أنهكتها السنين وأستطردت قائلة : ولكن المرض نفسه أنتقل إلى إبننا الوحيد ولم يمهله حتى قضى عليه وبقيت وحدةً في بيتنا القديم ..
فقلت لها لماذا لاتسكني معنا فنحن مثل أهلك ..؟؟ فردت قائلةً : لن أترك منزلنا الذي ضمنا في يوم من الأيام ثلاثة ولكن عجلة الزمن دارت فأخذت مني الأثنان وها أنا أنتظرها تدورلكي تدور وتأخذني إليهم .. فأنا قد سئمت الوحدة من بعدهم فحينما أصرت على الذهاب وتوارت عن ناظري لم تفارق خيالي حالتها الرثة وقسوة الزمن عليها فأثارت شجوني فانطلقت أبحث عنها في كل مكان ولم أجدها وبعد أيام علمت أنها أغمضت عينيها عن الناس وعن بيتها القديم وكذلك عن قسوة الزمن عليها إلــــــــى الأبد ......
العرض الشجري