إلى صَاحب الرِّحْل..
أيُّها القنوطُ البائس..
لن يضرّك أن أزيدكَ
يأساً!!
-1-
إِلى أيْنَ تمضي؟!!
إِلى حيثُ تلْقى
مآسيكَ
ما ملَّتِ الانتظار؟!
إِلى أيْنَ تمضي !!
وَ كلُّ الطرائقِِ
في رحلةِ العُمْرِ
ليْلٌ و خوْفٌ ..
وَ برْدٌ و عَارْ!
-2-
إِلى أيْن تمضي !! ..
شريداً و حيداً ..
تودُّ ترافقُ هذا الظلام؟!
تشقُّ الضياع..
و تَخْلُفَ جيشاً
من الشعرِ يبكيكَ
ليلَ نهار!!
-3-
كأنَّ الرِّياحَ نشيج!
و أنْتَ رمادْ!..
"رَمَااااادْ"
و ما كنتَ قطُّ
جحيما و نارْ!!..
و في غَمْرةِ العصفِ
تذروكَ صوبَ اليمينِ
وَ نحوَ اليسارْ..
و إنَّ بقاياكَ من بعدُ
مطرودةٌ
لنْ تعانقَ تلكَ الدّيارْ!
مساكنَ نُعمى وَ سَلمى
و يمنى و ميْ!!
لأَنَّ الرّياحَ شمالْ!!
-4-
إلى أين تمضي!!
إلى أين تمضي!!
و أنَّى اتجهتَ
سَمعت نُعاقاً
يكادُ يهدِّم سقفَ السماء..
فتجثو إلى الأرضِ
و الأرضُ تصرخ:
"لا
لا
لااااا"
و تبكي إليها :
"احضنيني احضنيني"
فتحثو على عارضيك التراب!!
-8-
تصفحّتَ وجه السماء!
فماذا قرأت؟
و ماذا عرفت؟
لماذا صمت؟؟
و ماذا تخبّئ يا صَاحبَ الرّحل
بالله قلْ..
تُراهُ تلاشى الزّمانُ ..
فما مِن زمنْ!!
و ذِكراكَ أَمْست وَطَن!
فَرحماً لِمن في بُكاها
اندفن!!
يرقصُ قلبُك لكنما..
عييٌّ على ضَعْفِهِ
سقاءُ شَرايينه بالدما!!
-10-
تُحِبُّ الربيع ..
يُساقطُ منْ مُقلتيكَ النَّدى..
على مَهْمَهٍ
عَاثَ فيهِ الظما
و الصدى!!
عرفتُكَ تعشقُ
عُشباً يميلُ على
ناظريْك..
إذا دَغْدَغَتْهُ
كفوفُ النسيم!
فَيَسْطُر في
جانبيْكَ العبيرَ!
و يأخُذُ طفلك
منكَ كَسيرا
فَيمسح عَنْ
عَارضِيه التُّرابْ..
وَ يكسوهُما حُلَّتين
كَنُورِ الصّباحْ..
فتخْرُج
ضِحْكَاتُه كالصلاه!!
مِن العابدِ الراهبِ المستكين..
تُغّرِّد في جبروتِ السّماءْ
و تدفعه في مروج الزهورْ
فيسرحُ
يمرحُ
لا يخشَ شيئا
سوى جدتهْ..
إذا لوحت :
"يا عليّ تعالْ؛؛"
تخاف عليه أذى ركضتهْ..
و منْ شقوتِهْ!!
-11-
محالْ
"محااالْ"
فأنتَ جميعُ الفصولِ سِواه!!
ألا إنَّ حُزنَكَ
صَيْفٌ لهيب!!
و منهُ سكونُك
قيظ رهيب!!
و صمتكَ فَصْلُ شتاء
أتى منْ خشوعِ القبور!!
و في بردتيْكَ شتاءْ!
و في كلِّ ظِفْر شِتَاء!
و أنت شِتاء!
"شِتاااااءْ"
و حيثُ تُسافرُ