حينما اشتد الحصار على يهود بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر الرسول بأسراهم فكتفوا بالرباط ، وأخرج النساء والذرية من الحصون فكانوا ناحية ، وجمعت أمتعتهم وما وجد في حصونهم من السلاح والأثاث والثياب فوجد فيها ألف وخمسمائة سيف، وثلاثمائة درع وألفا رمح وألف وخمسمائة درع وأثاث كثير وآنية كثيرة، وخمر وجرار فأهرق ذلك كله، ووجد من الجمال والماشية شيء كثير فجمع هذا كله. وطلبت الأوس من رسول الله أن يهب لهم يهود بني قريظة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما ترضون أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم» قالوا: بلى ، فقال رسول الله : « فذلك إلى سعد بن معاذ »
وسعد بن معاذ يومئذ مجروح من غزوة الخندق، فأتي به محمولا وهو يقول: " اللهم أطل في عمري لأحكم في بني قريظة " ، ثمّ حكم فيهم فقال: " أحكم فيهم أن يقتل من جرت عليه المواسي، وتسبى النساء والذرية، وتقسم الأموال " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات "
فأمر رسول الله بالسبي فسيقوا إلى دار أسامة بن زيد والنساء والذرية إلى دار ابنة الحارث، وأمر بأحمال التمر فنثرت على بني قريظة ليأكلوا منها ما يشاءون ثمّ غدا رسول الله في يوم الخميس السابع من ذي الحجة والأسرى معه ، وأتى إلى السوق ، فأمر بالأخاديد فحفرت ، وحفر فيها هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، وجلس ومعه علية أصحابه ودعا برجال بني قريظة فكانوا يخرجون أرسالاً تضرب أعناقهم، وكان الذين يلون قتلهم على والزبير رضي الله عنهما
ولما جيء بعدو الله حيي بن أخطب قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم يمكن الله منك يا عدو الله ؟ فقال حيي: بلى والله ما لمت نفسي في عداوتك ، فضرب عنقه ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل كل من أنبت منهم، وكان من يشك فيه أبلغ أم لا ينظر إلى مؤتزره فإن كان أنبت قتل وإلا ترك في السبي، وتمادى القتل فيهم إلى الليل حتى لما أصبحوا في الغد أكملوا القتل فيمن بقي، وقتل منهم يومئذ ما بين الستمائة إلى السبعمائة وقيل كانوا سبعمائة وخمسين، ولما انتهى المسلمون من قتلهم ردوا عليهم التراب في الخنادق
ترى كم من الحزن اعترى اليهود " عليهم لعائن الله " في يوم عزتنا هذا ؟
كم من أرملة ترملت ، وثكلى تثكلت ، وأم فقدت ابنها وأب فقد ابنه من أعداء الله ، في تلك الوقعة العظيمة في تاريخنا الاسلامي ؟
وبالمقابل
كم من قومي من سيبكيهم ، وسيترحم عليهم ، وستتفجر مشاعره الانسانية تجاههم !
بينما ثكالى أمتي وأسراهم وجرحاهم وقتلاهم لابواكي لهم ! ... لاحرمهم الله نعيم الآخرة
أما أنا فأسأل الله صباح مساء أن يعيد لأمتنا تلك القوة التي ندحر بها أعداء الاسلام
نسأل الله أن يمكننا من رقاب أعداء الله لنتقرب بها إليه