بما أن الأحداث تواترت , و التنبؤات المستقبلية التي أخبر بها رسول الهدى قد ظهر جلها .. فأقول والله أعلم
إن النواميس الكونية و السنن الإلهية أثبتت قواعد الإنكسار أو الزوال بالكلية على الأمم قاطبه .. ما عدا الأمة المحمدية فهي أمة تمرض و لكنها لا تموت حتى قيام الساعة ..
و لو عدنا بالذاكرة الى الثمانينيات الميلادية إبان غزو الإتحاد السوفيتي لأفغانستان ، فقد كانت جميع التحليلات و الروئ العسكرية تشهد بالفرق الشاسع بين ميزان القوى و أن الحرب لا محالة ستحسم لصالح الدولة الشيوعية و بوقت قصير .. وقد قال "جوربت شوف" قبل نشوب الحرب ببضعة أيام " إن لكمة واحده من الاتحاد ستمسح دويلة أفغانستان من على وجه الكرة الأرضية و من التاريخ برمته !! " و إذ بالحرب تمتد الى ثمان سنوات أدت الى سقوط الأمبراطورية السوفيتية خاسية ذليلة .. !
و كأن التاريخ يعيد نفسه ، فالأيام دول لا يستمر فيه جبروت طغوت ولا يستحر فيها على مظلوم حزنا و لا أسى، فالمشاهد و المتابع للحماقة الأمريكية يوقن تماماً بأن نهاية الغطرسة و التسلط باتت وشيكة ، فالدلائل كثيرة منها :
1 ) أن أمريكا أقحمت نفسها بحروب لم تحسب لها حساب ، بل إنها فاقت كل تصوراتهم و توفعاتهم .. فهاهي غارقة في الوحل الأفغاني و بالمستنقع العراقي .. و لن يخرجوا منهما إلا الى مزبلة التاريخ ..
2 ) الأقتصاد الأمريكي يمر الآن بأزمات كثيرة ، على الصعيد المحلي و الدولي ، و ستنعكس آثره السلبية على مستوى دخل المواطن ا لأمريكي الذي لن يقف ساكتا ، مما قد يتسبب في إثارة عصيان على المستوى المدني ، و ربما إنشقاق في الصف السياسي , و بالتالي فإن النهاية هي إما سقوط الى الهاوية أو إختلافات سياسية حادة قد توقد حرب أهلية في داخل أمريكا نفسها ..
3 ) من المتوقع أن المشاكل الأقتصادية التي ستمر بها أمريكا في غضون السنوات القليلة المقبلة ، ستتسبب في قيام حروب على الصعيد الدولي خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط ، المنطقة الغنية بثرواتها بالبترول و الماء و غيرها .. و ستوجد تلك الحروب قوى أخرى معارضة مثل الصين و روسيا و لعل أمريكا و جشع سادتها لن يرضوا بأقتسام الكعكة بل أنهم سيذهبون الى الحل العسكري و هذا يعني قيام حرب عالمية ثلاثة !! ستكون أمريكا بلا شك هي الخاسر الكبر في المرتبة الثانية بعد الشرق الأوسط و الدول العربية على وجه الخصوص .
طوى .. 