سؤال: لكن كيف يواجه المرء، يا أمير المؤمنين، آلة الحكم وسلطان الحاكم والوضع كما نعرفه اليوم عاجز ومشلول ؟
( لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل )
سؤال: لم يعد الجور يا أمير المؤمنين مقصوراً فقط بشخص الحاكم، فالناس جميعهم يتسابقون إلى الاستبداد ببعضهم البعض ؟
( أفضلُ الولاة من بقي بالعدل ذكره، واستمده من يأتي بعده. ( ... و) السلطان الفاضل هو الذي يحرسُ الفضال، ويجود بها لمن دونه، ويرعاها من خاصته وعامته، حتى تكثر في أيامه، ويتحسن بها من لم تكن فيه. (... لكن ) زمان الجائر من السلاطين والولاة أقصر من زمان العادل. لأن الجائر مفسد، والعادل مُصلح، وإفساد الشيء أسرع من إصلاحه. ( ...إنما ) عجباً للسلطان، كيف يُحسن وهو إذا أساء وجد من يزكيه ويمدحه ).
سؤال : ما زلنا - بعد كل هذه الأعوام - رعايا في دول سلاطين بعكس ما هو مدون في الدساتير والقوانين .
( فماذا ينصح خير السلف، الضحايا من الخلف، خصوصا أن الجامعات الحديثة لا تدرس الرعايا أساليب التصرف مع السلاطين ؟ )
( صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه وهو أعلم بموضعه( ..و) أضر الأشياء عليك أن تُعلم رئيس أنك أعرف بالرياسة منه. ( ...و ) اصبر على سلطانك في حاجاتك، فلست أكبر شغله، ولا بك قوام أمره. ( ... أما )
إذا قعدت عن سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل، فلعله أن يأتيه من هو آثر عنده منك، فيُريد أن تتنحى عن مجلسك، فيكون ذلك نقصا عليك وشينا. (...و ) إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه، ولا تركب مثل مركوبه، ولا تستخدم كخدمه، فعساك تسلم منه. (... و) إذا زادك الملك تأنيساً، فزده إجلالا).
سؤال : يا أمير المؤمنين الشعب العربي مبتل بدوله وحكامه وإلى الآن لم تنفع كل العلاجات فما العمل ؟
( صواب الرأي بالدول: يُقبل بإقبالها، ويذهب بذهابها. ( ..و) إزالة الجبال أسهل من إزالة دولة أقبلت، فاستعينوا بالله يورثها من يشاء. (... لكن ) أشرف الملوك من لم يخالطه البطر، ولم يحُل عن الحق (...و) أصحاب السلطان - في المثل - كقوم رقوا جبلا ثم سقوا منه، فأقربهم إلى الهلكة والتلف أبعدهم كان في المُرتقى ).