ثمة تركيبة غريبة للحياة ، تلوح وكأنها  شبيهة بألعاب ترتيب الصور التي كنا نعشق صغارا لعبها  دون ملل، فنرتب الصور المبعثرة لتنجلى الصورة واضحة وجميلة ومفهومة ايضا .
كنا أطفالا نعتقد ان العالم ماهو الا صورة مجسمة لألعابنا وضحكاتنا  وتقافزنا المرح فوق مراجيح الاهل والاقارب بمودتهم الغابرة، كنا اطفالا نعشق لعبة الفك والتركيب ،واكمال الصور المبعثرة الغير مترابطة لتدهشنا  الصورة بحجمها المتكامل  الكبير.
كبرنا ونحن نحاول ان نلملم الصور المبعثرة فى الحياة كما تعلمناها صغارا، ولكن محاولتنا كانت  دائما تبوء بالفشل ،و فى كل مرة حاولنا فيها لملمة اجزاء صور الحياة المبعثرة حولنا فى لوحة متكاملة ، تساقطت الصور بين أيادينا ،وكلما حاولنا وضع كل  تفاصيل الحياة فى مكانها المحدد والمناسب لها، سخرت منا لعبة الحياة وتبعثرت اجزائها بين أيادينا وتطايرت الصور فى لوحات غرائبية ،واخذت تحدق فينا عيون الحياة بسخرية ولسان حالها يلمح ويشير بأننا سذج ولم نفقه يوما لعبة الحياة ، و كأنها  تلمح لنا بطرف خفى بأن كل  ماتعلمناه فى طفولتنا كان خدعة كبيرة
لو  أن لنا ان نمضى بعيدا بعيدا الى أخر مكان فى العالم  ونرحل وحيدين  كما كنا وسنبقى دوماً  لننفض غبار أيام وسنين واقعنا العربي  المتراكمة خلفنا  ونخزن كل التفاصيل فى قوارير النسيان ونرميها فى عرض البحر، و نخلع عن كاهلنا  المعطف الثقيل لتفاصيل هذه الأراضي المكلومة ,,
نعم إلى آخر بقعة في العالم نقفل فيه كل أبواب الحكايا ونسدل ستائر النسيان على  لوحة  الغابرمن واقعنا و نشطب  صفحات تفاصيلنا اليومية المثقلة بآلام الحزن العربي  بما يحاول التعتيم على أشراقة روحنا وحلمنا بالتحليق فى شساعة الرؤى 
لك كل ركائب الإحترام ,,
تحيتي ,,