.
.
تتقاصر الطرق , وأنا أخطو الشانزيليزيه على مقهى عتيق موسيقاه تجلعني ألتهم أجساد المارة من حولي .. 
بسجارتي الكوبية تعطيني ذات النشوة حين يأتي دخانها بين نهدي فتاة باريسية , ممشوقة القوام .. 
لا تنثني إلا للمتعة , وبين عيني قذارة الحواري العربية , وأنظمتها المروية بدماء شعوبها .. 
(قرف )  ما أشعر به الآن وأنا بين نهدي تلك الفتاة .. 
أينَ من يحرم الصدااقات من عينيها الزرقاوين ..
أين ربائب الحناء من خصلاتها .. الثائرة .. !
بل أين صواحب أكياس المهملات .. مِنْ .. فستانها الموسلين ؟ 
أمقت العمائم السوداء والغتر البيض بلا دوائر سود تعكس  معتقداتهم العتيقة ..
وهنّ يفتين بكل ما يقمع الحرية بين جنبات صدر أحدهم 
/
ويستدرك قائلاً .. : 
أما زالوا , يفتون بالمسح على الخفين ..؟ 
أو حرمة النظرة الثانية على الحر العربي ..!!
لازلت أذكر رحلتي إلى بيروت ... 
وَ ... 
^^^ بسسسسسس كافي يامثقفنا الكريم ..!!
أكره وضع مثقفينا العرب المزري ..
حين يسمون التصاقنا بالأحداث لهاثاً غبياً .. 
والتفافنا حول علمائنا رجعية .. 
 
**
لله در مثقفي , ذاك الذي .. ينتظر بزوغ الفجر .. لكي يفصل بين السواد والبياض بسجداته .. 
ينتظر الساعة الثامنة لكي , تدور عجلته مـع وطنه الصغير .. 
يرقع كل ثقوب الأيام بقوله : الحمدلله عايش مرتاح ..
يمر ذات ظهيرة تحت شمسٍ حارقة , من أمام بيته وأكوام من بشر تجهزه له بدم قلبه .. 
يتخيل تلك الحسناء .. تسكنه .. 
العفيفة الطاهرة , 
تلك التي تكابد الحياة مثله .. 
مدرسة تكدّ آول النهار مثله ..
تحلم بذلك المنزل مثله ... 
تكتب عباراتها الفصيحة على كروت ذاكرتها , لحبّه .. 
ترتل  له قصيدة عربية , وَ تضحك .. : ليته يسمعها .. 
يتيه بسحر سواد عينيها .. 
يذكر الله حين يرى سواد شعرها وكيف أنه يعيده إلى , روحانية صلاة الفجر .. 
لكي ينتبه على أحداث الثامنة , ويقتله الروتين .. 
يلقي بجسده الطاهر على فراشه وهو يتلو آيات السكينة .. ويهديها إلى روح تلك الحسناء .. 
يستشعر أحاديث نبيّه , وهو يتلذذ بقوله ..: ( من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) .. 
يعلم أن دنياه لا تخلّده , لذلك يدخر لذّاته لآخرته .. 
تدمع عينيه وهو ينظر إلى حال أمته .. 
ويعلم أن مآلهم إلى خير ... 
لايحقر شعباً عفيفاً , يعصي الله  بخفية , ويأكله الذنب بعد إقترافة .. 
 أمانيه باتت حمامات سلام حقيقية .. لم تذبح على أيدي موقعي اتفاقيات أوسلو ..
ثقافته لم يخاطلها احتقار العلماء , الذين علموه أن فهم الحياة لايمكنه وضع الأحكام الصغيرة مكان القشور .. 
لأنه دينه لبٌ كلّه .. 
تكبيرة الإحرام كـ غض البصر عن صبية حسناء مادام , المَخشي والمَعبود واحد ..!
لايعرف مقطوعات شكسبير , ولا مقولاتهم الباردة , والممجوجة 
يلتهم رياض الصالحين , قبل أن يغفو لكي يعيش بظله قبل إنبلاج الخيط الأبيض .. 
,
مثقف الموسلين العزيز .. لا نحتاج قلمك بعد هذا أرجوك .. 
,
وَ لا أجد أشد مقتاً من مثقف الموسلين إلا مرتديته .. 