الكريم هنري .. أسأل الله لكَ التوفيق ..
نعم تتألم .
وهذه الخلاصة لها متعلقات عديدة ..
أولًا .. لك بالغ الشكر على فهمك للنظرة الشرعية ، هي ليست رؤية لمدى جمال الفتاة أو صفاتها ، بل يفترض – كما أشرتَ – أن ذلك معلومٌ عند الخاطب مسبقًا مع الاستخارة وثبات الرأي .
التردد والخوف وعدم الجدية في طلب الزواج ورؤية الشاب الضبابية لرغبات نفسه من شأنها أن تُفسد كل شيء .
النظرة الشرعية كما عبر عنها الرسول – صلى الله عليه وسلم – هي مقياس مدى ( الراحة والألفة ) .
ثانيًا .. الألم موجود لا محالة إن لم يكتب نصيب ، لكنّ مدى – وشدة - تأثيره يختلف من فتاة إلى أخرى بحسب الوازع الديني - الإيمان بالقدر ولطف الله سبحانه - وأمر مهم جدًا وهو ( تعدد الاهتمامات ) !
شيء طبيعي أن تتحطم وتتهاوى كل من جعلت حلمها وتفكيرها فارس الأحلام فقط ، وهمّشت هواياتها ومهاراتها وتطوير ذاتها ونفع نفسها والآخرين .
الإنسان المشغول لا يتألم ؛ لأنه باختصار لا يجد الوقت ليفكر فيما آلمه وآذى مشاعره .. !
أيضًا .. إذا علقنا سعادتنا على أمرٍ ما فطبيعي أن نحزن لفقده .. !
ثالثًا .. كيف لا تحزن الفتاة يا أخي الكريم ومجتمعنا الفاضل يردد كلمة عانس ويعزف معها سيمفونية حزينة متباكية ؟!!
يريدونها أن تصارع القدر وأن تتزوج كائنًا من كان ، وتتهاوى إن لم يكتب لها نصيب – خوفًا من شبح العنوسة - .. !
رابعًا .. العبارات المنتقاة لها دور كبير في تهوين الأمر .. لعل في الأمر خير .. وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم .. أو التورية - إن كانت الفتاة في غاية الحساسية - مثل تعليق السبب على الكشف الطبي وغير ذلك .
خامسًا .. الخوف من كلام الناس .. هو سبب رئيسي في ألم الكثيرات ..
ومن لاحق الناس مات همًا .. فإن تزوجت ولم تحمل ( خافت من الناس ) ، إن أنجبت فقط البنات ( خافت من الناس )
إن تزوج عليها ، إن كان أقل مادية من رجال أخواتها ، إن طُلقت .....
كلام الناس لا ينتهي بحالٍ أبدًا ، والأولى – وهو الحل - تجاهلهم تمامًا ..
لا تنسَ الدعاء بالتوفيق فهو عماد كل شيء ..
دعواتي القلبية لك ولها بكل خير .