توصل علماء بريطانيون إلى أن النساء الحوامل أكثر عرضة للاصابة بمرض الملاريا لأن البعوض يعتبرهن أكثر جاذبية
ويبدو أن التغيرات الفسلجية الخاصة بالحمل تشكل عوامل جذب للبعوض الحامل لطفيلي الملاريا
أجرى الباحثون من جامعتي دورهام وآبردين تجاربهم وفي دولة غامبيا في غرب أفريقيا حيث تكثر الإصابة بمرض الملاريا، وقد نشرت النتائج التي توصلوا إليها في نشرة لانسيت الطبية البريطانية
درس الباحثون عددا من النسوة الحوامل وغير الحوامل، حيث طلبوا منهن النوم تحت أغطية واقية من البعوض في أكواخ متماثلة
وفي الصباح، تم احصاء عدد البعوض المتجمع في كل كوخ من الأكواخ
وتبين نتيجة البحث ان ضعف عدد البعوض قد تجمع في الأكواخ التي تنام فيها الحوامل مقارنة بغيرها
وتقدم العلماء بعدد من النظريات لتفسير هذه الظاهرة، منها ان الطلب على الأوكسجين في مراحل الحمل المتأخرة يعني أن الحامل تتنفس بعمق يزيد بمقدار عشرين في المئة عن الحالة الطبيعية. وقد تستدل البعوضة على فريستها باستخدام بعض العناصر الموجودة في النفس
كما أن درجة حرارة الجسم ترتفع بشكل جزئي عند الحمل، وينتج عن ذلك زيادة في كميات الدم التي تضخ إلى الجلد لأجل خفض درجة الحرارة. قد تؤدي كميات الدم الكبيرة نسبيا هذه إلى زيادة إفراز بعض المواد من الجلد - في العرق على سبيل المثال - الأمر الذي يشكل عامل جذب للبعوض
وقد يلعب تصرف الحوامل أنفسهن دور في زيادة احتمال تعرضهن للسعات البعوض، حيث تبين من الدراسة انهن يغادرن الأمان النسبي الذي توفره الأغطية الواقية من البعوض - للذهاب إلى المراحيض مثلا - ضعف عدد المرات التي تغادرنها فيه غير الحوامل
ويأمل الباحثون أن تؤدي دراستهم هذه إلى تطوير أسليب جديدة من العلاجات التي من شأنها جعل النسوة الحوامل أقل جاذبية للبعوض
يقول خبير الملاريا ستيف لندسي إن فريقه ينظر في امكانية استخدام صوابين قاتلة للبكتيريا من شأنها التقليل من الإشارات الكيماوية التي تنتجها البكتيريا التي تعيش على الجلد والتي تقوم بدورها بمساعدة البعوضة على الاستدلال على فريستها
يذكر ان خطورة مرض الملاريا تزداد لدى الحوامل بشكل خاص، حيث قد تؤدي الاصابة به إلى الاجهاض أو إلى موت الجنين
ويصيب مرض الملاريا عددا من البشر يترواح بين ثلاثمئة إلى خمسمئة مليون سنويا يموت منهم جرائه زهاء مليون انسان
العرض الشجري