رحلة الزنقب للحج ... خطوة بخطوه ... قصص وفوائد ..

[الزنقب]

تعطل الباص ونزلت كل الباصات وكأنهم يعلموننا الاندماج في الجماعه

وأن تحمل هم اصدقائك في رحالة الحج ... وقد اوصى ربنا بالرفيق بالسفر

في قوله (( والصاحب بالجنب )) اي رفيق السفر في احد التفاسير



نزل الشامي يتأفف وذهب لمساعدة زميله ... كانت الحافلات قديمه اكل

عليها الزمان وشرب ... لها صوت يخرق الاذن وبطي في السرعه وضعف

في التبريد ..


قال لي الشيطان

ابا عمر الرحله سيئه والمكتوب بين من عنوانه ؟؟؟

قلت له اخساء عدو الله


قال لي

لم تجد تطعيما ولا كرسيا وانت مريض والان يتعطل الباص

قلت له

كل عبادة لابد فيها من امتحان ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر


نزلت الى الارض على الطريق السريع وكنا لا نري الا

الصحراء القاحله والسيارات المسرعه .. وهكذا تندمج الحياة الصحروايه بالحياة النفطيه


واخذت اشاهد الشباب

بعضهم جلس في الحافله ولم ينزل

وبعضهم نزل وجلس لوحده

وبعضهم نزل واخذ يتأفف ويتكدر

وبعضهم نزل يضحك ويمزح ويمرح

وبعضهم يتحدث مع زملائه وفقا او جالسا


لفت انتباهي شاب يلبس (( الفروه )) وهي ملبوس شتوي ثقيل ونحن

في زمن الحر .. وقد جلس على قدميه ورأسه الى الارض في وسط الناس


قلت في نفسي هذه الشاب لا يخرج من ثلاثة احوال

اما ان الشاب عنده مشكله نفسيه ... او انه يستعمل المخدرات وخصوصا الكباتقون

الذي يجعل الشباب يتقلب بين النشاط الزائد عندما يتعاطه و الخمول الشديد عندما يذهب

مفعوله .. او ان له سمة شخصيه طبعها الانطواء والانعزال وهذا ما كتشفته فيه بعد ان

تعرفت عليه في اثناء الرحله



ولفت نظري


شاب قد سرح شكله واصلح من هندامه وتزين في حركاته حتى انه يشبه

الاناث في اخذه وعطائه وتصرفاته .. وكنت اقول دائما ان الشاب يبحث عن الفتاه

فاذا لم يجدها عوض بشاب يشبه الفتيات

قال بعض السلف احذرو من بعض المرادان فأن لهم فتنه اشد من فتنة النساء

ونهي بعض السلف عن الجلوس الى المرادان وصحبتهم

ومن حسنات الرحله

انها تفرض على الشاب ان يحلق شعره بالموس في نسك الحج

وكان كثير من الشباب يعترض على ذالك ... الا ان الحمله تصر على التحليق

حتى يتعلم الشاب الخشونه ولعها تكون فاتحه خير له في غسل اثواب السلوك

القديم وابداله بعد الحج بسلوك جديد


جلسنا ما يقارب النصف ساعه والباص لم يتحرك وبيدو ان علته شديده ويحتاج

الى مهندس خاص وتمريضه في الورشه لمدة اسبوع


وعلى عجل عوضنا ببصات جديده سريعه ... يقودها هنود واندونسيون وهم اطيب

معشرا واحسن اخلاقا من الشوام


وانطلقت الرحله حتى وصلنا الى عفيف وقد استؤجر لنا استرحه هناك


لتناول طعام الغداء وصلاة الظهر والعصر

وحدث في عفيف حادثه غريبه بين الركاب تبين اخلاق الناس

وهذا ما سأبينه فيما بعد