مرت الثواني بطيئة فكيف بدقائقها ؟... أرسلت لها رسالة قلت لها
( المنتحر خالد مخلد في النار .. أرفقي بنفسك ِ .. فإن حُرمت لذة الدنيا فلا تحرميها لذة الآخرة )
أرسلت بعدها تقول لا أعرف لو لم تكوني موجودة معي . ماذا كنت صانعة
والله أني كنت بالمطبخ وأمسكت السكين لأقتل تلك الروح التي ذبلت قبل أرتواءها
فرأيت رسالتكِ .. فخفت من العقاب ..
ثم دار الحديث بيننا .. حتى قلت لها سافري لأهلك وأبقي مدة حتى تتحسن نفسيتك
ولكِ خيار العودة .. بقيتُ مؤازرة لها تستشيرني في كل أمورها حتى من الله عليها
وتفهم أهلها الوضع .. فتم الانفصال وحملت لقب مطلقة وهي لم تزل في السادسة عشرة من عمرها .
دارت الأيام وأشغلتني ظروف الحياة سنوات قل فيها التواصل بيننا إلا برسائل بسيطة ومتباعدة المدة
تلقيت منها رسالة تبشرني فيها بنجاحها وتفوقها بنسبة 98% في الثانوية العامة
فرحت كثيرا بهذا الخبر ... ثم عقبته رسالة أبكتني .. قالت فيها معلمتي لقد كنت سندي بعد الله تعالى
لا أنسي مواقفكِ الجميلة معي .. ومآثركِ .. فكنت أعيش لأجلك فقط
لكنكِ بعدت عني كثيرا .
وقفت كثيرا عند هذه الكلمة ( بعدتي عني كثيرا ) أتراني مقصرة في حق من أحبهم
قاتل الله الدنيا وحطامها كيف أشغلتني عن من أحبهم ..
ارسلت لها أعذريني ياعزيزتي أنها مشاغل الحياة ..
فردت نعم أعذركِ لكني تعلمت أن أخفي أحزاني في قلبي
فهو أصدق من يواسيني .
احسست بخيبة الأمل .. هل نلتزم بكل من نحبهم .. ونتفرغ لهم على حساب حياتنا
وأسرتنا .. وكيف السبيل للعدل إذا كان من نحبهم يريدون أن نكون ملك لهم .
عبير ليست كباقي الطالبات هناك ما يميزها .. رغم أني درست بعدها الكثير من الطالبات
لكنها هي اختلفت ..
أخر رسالة تلقيتها منها كانت تبشرني بأنها دخلت الجامعة .
فما أجمل أن ترى بذورك التي زرعتها وتعهدتها بالرعاية . . تثمر وأي ثمر
ثمار يانعة . تقف شامخة في وجه كل عاصفة .