مع أ.د. ناصر العمر :
يابني :
صيامك في مرحلة الشباب سيبقى صفحة مؤثرة في حياتك لاتمحوها السنون ؛ فاحرص على أن تكون صفحتك بيضاء ، خالية مما يخدش صفاء الصيام ، فهذا سيكون أقوى مؤثر إيجابي لصوم تحفه التقوى ، يتجدد نقاؤه في مستقبل الأعوام .
قال صاحب ( يتيمة البيان ) متحدثا عن شيخه محمد أنور شاه الكشميري : ( كان من دأبه في رمضان أنه كان يتلو القرآن بعناية وتدبر وإمعان ، فكان يقضي يومه كله من بعد صلاة الفجر إلى أن تغرب الشمس في تلاوة جزء واحد).
قصة مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون ( آسية ) ، فيها رسالة للرجال والنساء : أنه يمكن أن نكون إيجابيين فاعلين حتى في أكثر البيئات طغيانا ، فلنكف عن كثرة التشكي ، ولنقبل على العمل . [ د. محمد السيد ]
تدبر هذه الآية { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } ففيها من الكنوز ما لا يمكن حصره :
1- فهي في وسط آيات الصيام ، مشعرة بأهمية الدعاء في رمضان وأثره .
2-تأمل هذا الشرف الذي ألبسك الله إياه ، إذ نسبك إلى نفسه سبحانه { عبادي } فأي كرم سيناله العبد من سيده ؟
3- فيها عدة جمل عظيمة ، وأعظمها قرب الله منك ، فما ظنك بعطاء أعظم قريب؟ فازدد غوصا تجد لؤلؤا . [ أ.د ناصر العمر ]
قصة عالم مع آية :
نازعتني نفسي لأمر مكروه شرعا ، فلجأت إلى الله في دفع ذلك عن قلبي ، وأقبلت على القرآن ، فبدأت بسورة يوسف حتى بلغت : { قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي } فا نتبهت لها ، وكأني خوطبت بها ، فأفقت وقلت : يانفس ! هذا ح بيع ظلما ، فراعى حق من أحسن إليه قائلا: {إنه ربي أحسن مثواي } فكيف بك ، وأنت عبدالله ، قد نالك منه الإحسان العظيم ! [ ابن الجوزي ]
مع أ.د. ناصر العمر :
يابني : أعرف رجلا لا يترك التراويح والقيام منذ أربعين سنة ، وعمره الآن فوق الستين ! بل لاتفوته تكبيرة الإحرام لأي تسليمه ، وأنشط من كثير من الشباب ! فبحثت عن سر ذلك ، فعلمت أن بلع العاشرة كان ينافس كبار السن على الصف الأول في التراويح والقيام ، فأصبحت الصلاة ( فرضا ونفلا ) محببة إلى نفسه سهلة عليه ، مع تقدم عمره ، بل تمر السنوات مافتته صلاة الفجر .
هل تذكرتها ؟
نار حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وعمقها طويل ، لا يموت أهلها فيستريحوا ، ولا تقال عثرتهم ، ولا ترحم عبرتهم ، طعامهم الزقوم ، وشرابهم الحميم ، { كما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } . [الآجري ]
مع . أ.د ناصر العمر
يابني :
هذا اليوم استأنفت مسيرك في الحياة ، في طريق طويل ، فقف متأملا لحسن اختيار هدفك قبل أن يشق عليك الرجوع غدا ، فما أمامك سوى طريقين : إما النزول في منحدر الثرى أو الصعود إلى الثريا ، وضع نصب عينيك قول الحق سبحانه : [ لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ].
المعصية تورث الذلة ولابد ؛ فإن العز كل العز في طاعة الله قال تعالى : { من كان يريد العزة فالله العزة جميعا } أي فليطلبها بطاعة الله ، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله . [ ابن القيم ]
في يوم تجتمع فيه أمهات أعمال المناسك ، ويحتفل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك ، نزف إليكم أرق التحايا ، وصادق الدعوات ، بأن يتقبل الله طاعاتكم ، ويضاعف حسناتكم ، ويغفرذنوبكم .
وكل عام بل وكل يوم وأنتم بالقرآن أسعد.
مما يضفي في نفس المؤمن التوازن والانشراح : الفرح بالعيد فقد فرح الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعيد رغم الآلام ، وهذا من شكرا الله على النعمة ، خاصة وأنه اجتمع اليوم عيدان : { ولتكملوا لعدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون } .
هنيئا لك وبشرى أيها الحاج، فقد ولدت بحجك هذا ميلادا جديدا ،وتركت وراءك ركام الذنوب ،وعدت كيوم ولدتك أمك ، فاجعل من حجك بداية حياة جديدة ،ومعاملة صادقة مع الله ، واستأنف عملك ، فقد كفيت مامضى ، ولكن الشأن فيما بقي ،{ومن ينقلب على عقيبه فلن يضر الله شيئا } (د.عبدالوهاب الطريري )