بسم الله الرحمن الرحيم
.............................
تشرفت وأتشرف بمعاشرة خليط كبير من البشر متفاوتي التفكير والتفكر ومتفاوتي الحالة المادية ومستوى التعليم.
إما لرغبة شخصية في تلك المعاشرة أو لأمر خارج عن إرادتي 
................
أعرف أن الكثير مر بتجارب كثيرة لاتقارن بتجاربي البسيطة ولكنها تبقى تجارب بسيطة أود مشاركتها.
............
خرجت من الجامعة في ذلك اليوم الشتوي الجميل بعد نقاش جميل مع بعض الزملاء حول كيفية تعويض نقص في بروتين معين في الخلية ... ونحن نعرف وبديهياً أن حجم الخلية في جسم الإنسان يتراوح من بين 10-100 ميكرو متر أي أنها صغيرةٌ جداً بحيث اننا لانستطيع رؤيتها إلا تحت الميكروسكوب.!!
فنظراً لصغر حجمها فإن طرق حقنها تكون صعبة .... ولكن هناك طرق كثيرة وذكية ... منها وهي إستخدام الفيروسات ... ويقتضي الأمر وضع المادة البروتينية المراد تعويضها وإطلاق الفيروس وللمعلومية فالفيروسات تذهب للخلية وتستخدم مادتها الوراثية لتصنع منه بروتين لها وبذلك نضمن وصول البروتين للخلايا ..
خرجت بتلك المعلومة البسيطة ... بأمر أردت ان أسألة لأكتشف خيال البعض فقط..
بعد أن حسبت أنني أحسنت التخيل والتفهم لبعض الأفكار الذكية!
خرجت بعد مدة مع شباب آخرين لديهم (ميول وطريقة تفكير أخرى) وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث تحت السماء الصافية التي أتاحت لنا رؤية نجومها الخلابة ... وبينما أنا أنظر للسماء تبادر لذهني ذلك السؤال!
سألت أحدهم مارأيك بحجم الخلية!؟ ولو أعطيتك إبره فهل تستطيع وخز الخلية بها
فقال: إذا كانت إبره صغيرة جداً فربما!!؟؟
قلت ولكن هل تعرف أنها لاترى بالعين المجردة !!
قال : "أجل ماأدري"
قلت الإنسان (أي أنت مكون من ملايين الخلايا وقس على ذلك !!)
المهم بدأت لعبة الخيال التي كنت أحسبها جميلة .... ووصلتني إقتراحات خلابة من البعض ومتوسطة من الآخرين..
المهم ضحك أحدهم من تساؤولي وعندما رأى كمية الخيال الشحيحة لدى البعض فأرفق سؤالاً آخر وهو ينظر للسماء.
فقال: مارأيكم لو سقط القمر على الأرض ... ماذا سيحدث؟؟
هناك من فهم الطريقة التهكمية والهدف الذي أُطلق من أجله هذا السؤال ... فمن فهم صمت ومن لم يفهم وشده السؤال فألقى بإجابته ..
فقال أحدهم: وكان إنساناً لطيفاً عملياً (وأرجوكم ركزوا على إنسان عملي) فقال: أتوقع أن يغطي بريدة بأكملها!!
فتعالت ضحكات البعض... !
فقال أحدهم القمر يبلغ ثُلث مساحة الأرض..
فتفاجئ البعض من مدى ضخامته! والبعض يعرف تلك المعلومة!
فقال صاحب سؤال سقوط القمر ... أتعرف أيضاً أن الشمس اكبر من الأرض بملايين المرات!!
فضحكت أنا وقلت أتعلم يامحمد أيضاً أن هناك كواكب قد اكتشفت حجمها يكبر حجم شمسنا بملايين المرات!!؟؟؟
فقال محمد: ماذا تقصد.
قلت: هل تصنف ماتقوله الآن في دائرة التخيل؟
قال: أكيد
قلت له : أنت قرأت تلك المعلومات صحيح؟
فقال: نعم.
قلت : هل الخيال والتبحر فيه يأتي بعد إكتشاف شيء ومعرفة معلومات عنه ولكن كيف اكتشف؟.
أم أن التخيل والتفكر يأتي قبل العلم فعندما أتخيل وأتفكر فيما حولي حينها من الممكن أن أستنتج لأفهم وأُفهم .
فصمتوا!
ففاجئني سؤالٌ من نفسي مالفرق بين الخيال والتفكر؟
وهل هما حليفين دائمين !!؟
ماذا يحدث لو اكتفيت بشيء واحد!؟
..............
أجبت عن تلك التساؤولات بينما كنت معزولاً عن الآخرين وكأنني أجلس لوحدي حينها فلقد حفتني أنوار التنور وكأنني أسير على طريقة الطبقة المستديرة!!؟
أوصلتني عزلتي لسجالات قديمة وأفكار كثيرة حتى توقفت عند سر نشأة الكون!!؟
صُدمت حينها بتساؤولين لنفسي وعجزت ان أحلهما للأسف أو تصنعت العجز فالإجابة واضحة..!
اولهما:
وهو هل التخيل في شيء معلوم سلفاً كحجم الشمس و الخلية في ظل الأرقام الواضحة والدلائل يعتبر تخيلاً!!؟؟ أم غباءً؟؟
الثاني:
هل أنا مُتفكر, او متخيل او كليهما!!؟؟
والسؤال موجه لكم كذلك
لإنني قد تهت الآن في دوامة الأفكار !؟؟؟؟
..........................