أحمد كريم
ليت خالد البلطان تذكَّر ما فعله ناديه الشباب السعودي بلاعبنا الدولي حسين بابا قبل أن يطلق تصريحاته لموقع “سوبر”... ليته فعل ذلك فلعله يراجع حساباته ويعرف جيداً من هو “الضحية”، ومن هو “الجلاد”! فمن الواضح جداً أن البلطان يتوَّهم بتصريحاته “الطائشة” أنه من السهل تغيير الحقائق بمجرد التقليل من شأن الصحافة البحرينية، أو التشكيك في نزاهة نادي الرفاع... ولكنه يجهل أنه لن يقوَى على إثبات صحة إدعاءاته وهو ما سيعرِّضه للسقوط مجدداً أمام الإعلام.
تصريحات البلطان التي نشرها موقع “سوبر” أمس حملت في طياتها موادَّ متنوعة من “المفرقعات الإعلامية”، سيدوِّي صداها لفترة محدودة قبل أن يتلاشى أثرها وينتهي مثلما ينتهي انفجار أي قنبلة صوتية؛ وذلك لأن الرجل اكتفى بالحديث في “عموميات” قضية بابا، دون أن يستشهد بسند قانوني واحد يرجح كفته في القضية، بعدما اتضح لناديه في “وقت متأخر” أن لوائح الاتحاد الدولي لا تقبل تمثيل لاعب لثلاثة أندية في موسم واحد.
وبدلا من أن يعترف البلطان ب”الخطأ” الذي ارتكبه عندما وقع عقداً مع لاعب دون دراية كافية به وبقوانين الفيفا، ألقى باللوم على الآخرين وراح يتهم نادي الرفاع ب”التدليس”، والصحافة البحرينية ب”الإفلاس”، وشبه نفسه كما لو أنه “ضحية لمؤامرة بحرينية”! وليت البلطان تذكر أثناء حديثه ب”لسان الضحية” ما فعله النادي الذي يرأسه بحسين بابا، فهذا الأخير يتعرض الآن لكل أنواع “التنكيل” من قبل إدارة نادي الشباب، ابتداء بحرمانه من التدريب مع الفريق، مروراً بمنعه من السفر دون إذن، وانتهاء بطرده من الشقة التي يسكن فيها على نفقة النادي كما ينصُّ العقد.
كان حرياً بالبلطان قبل أن يقترف كل هذه الذنوب أن يطلع على الأسلوب الراقي الذي تعامل به رئيس نادي السيلية القطري الشيخ ناصر بن حمد بن ناصر آل ثاني مع اللاعب العراقي مصطفى كريم، رغم أن الموقف القانوني للاعب “شبيه لحد التطابق” مع موقف حسين بابا، ولكن أين “الثرى من الثريا”، فالبلطان هنا تمادى ب”شكل سافر” على كل القيم الخليجية، بينما وضع الشيخ ناصر بن حمد الأمور الإنسانية فوق كل الاعتبارات.
إلى ذلك لا أجد مفراً اليوم لدعوة زملائي في الصحافة البحرينية من أجل التصدي لهذا الهجوم الذي نتعرض له من قبل البلطان، كما أطالب مجلس إدارة نادي الرفاع بأن تكون حاسمة في الردِّ على الاتهامات الموجهة لها، أما اتحاد الكرة فعليه أن يقوم بواجبه تجاه لاعب دولي يتعرض لأزمة حقيقية بعدما وقع في “قبضة من لا يرحم”.
هذا مايؤيد كلامي من جريدة عكاظ الثلاثاء2-3-1431
رياضة
نقاط وفواصل
البلطان.. وثقافة الخصوم
حسن عبد القادر
بعد اللقاء الماراثوني الذي جمع الأهلي والشباب خرج البلطان بتصريحات غريبة.
يقول في إحداها: «لو لعبنا بصفوف مكتملة لأنهينا المباراة من الأشواط الأصلية وبفارق من الأهداف» انتهى جزء من التصريح.
في عرف كرة القدم الذي لا يعرفه البلطان لايمكن لأي مشجع أن يجزم بهذا الشكل مهما وصلت الثقة لديه بلاعبيه، ولكنها تعطي مدلولات أخرى، وهي أن الرجل لم يمارس الكرة ولم يتشرب كل أسرارها ولا يمكن أن يقال هذا الكلام وبهذه الصيغة حتى لو كان المنافس الذي وصل لهذه المرحلة المتقدمة من المسابقة فريق درجة ثانية وليس الأهلي الذي تعود إبعاد الشباب عن البطولات.
الأمر الآخر تعمد البلطان خلال تصريحات ما بعد المباراة استخدام عبارة الخصم، ويقصد بها الأهلي وفي الحقيقة الأهلي منافس وليس خصما لأن كرة القدم منافسة شريفة وليست لقاءات للخصوم الذين يمكن أن يلتقوا في ساحات المعارك وليس في ملاعب كرة القدم.
وبعيدا عن ما قال خلال اللقاء جاءت التصريحات المتناقضة من مباراة لمباراة ومن منافسة لأخرى.
وعندما حقق الفوز أمام النصر في كأس الأمير فيصل في الموسم الماضي بركلات الترجيح لم يذكر أنها ركلات الحظ كما وصفها بعد فوز الأهلي أمس. وهذا دليل آخر على المتناقضات في التصريحات وقلة المعرفة في التعامل مع الأحداث.
حاولت دائما أن أجد العذر للبلطان، ولكن يبدو أنه يتعمد أن يقطع كل ما تبقى من علاقات مع الأندية، بدءا بتصريح الكبار وانتهاء بفلسفة ركلات الحظ والجزم بالنتائج قبل بدء المباريات.
علاقة البلطان المتوترة مع الأندية الكبيرة التي حاول أن يجد له منفذا ليكون بينهم توترت، وقد تصل للقطيعة بدءا من الاتحاد بعد رمي شعار الفريق أمام كاميرات التلفزيون، ومرورا بأحداث وتصريحات المنصة أمام الهلال وما أعقبها من تلميحات تجاه النصر ومسؤوليه.
ولم تتوقف حدود التوتر بين البلطان والأندية الأخرى السعودية بل امتدت وفي تصريح آخر أعقب اللقاء لنادي الرفاع البحريني عندما وصف مسؤوليه (بالمدلسين) وهذه إساءة في حق ناد شقيق ومن دولة عزيزة وشقيقة، وكان يمكن للبلطان أن يطالب بحق ناديه وفق الأصول والطرق المتعارف عليها دون الإساءة وبودي أن أتساءل كيف سيكون وقع هذه الكلمة على الأشقاء في النادي البحريني.!
تعمدت في حديثي السابق التحدث عن البلطان كشخص وليس عن نادي الشباب الكيان؛ لأني أعرف من هم الشبابيون الحقيقيون وكيف هي علاقتهم بالرياضة، وماذا يقولون عن الأندية السعودية وبأية عقلية يفكرون.
مساء البارحة التقى الهلال ونجران في لقاء تنافسي آخر سيوصل أحدهما للنهائي فارق الإمكانيات والترتيب بينهما كبير، ولكن لم يخرج أي مسؤول هلالي ويتحدث عن فوز مضمون ونتيجة محسومة؛ لأنهم مؤسسون رياضيا ويعرفون بأن كرة القدم علم غير صحيح، والجزم بالنتائج مسبقا ضرب من الخيال.
فاصلة أخيرة.
وقف الأمير خالد كعادته خلف الفريق وبذل الأمير فهد بن خالد وعبد العزيز العنقري كل الجهد، وتحرك اللاعبون بشكل إيجابي داخل الملعب، ولهذا جاءت النتيجة إيجابية واستحق الفريق الوصول للنهائي. وبقية فصول قصة الأهلي الجديد سأعود إليها في مقال قادم.