العودة   منتدى بريدة > المنــــــــــــــــاسبات > منتدى رمضان

الملاحظات

منتدى رمضان منتدى خاص بشهر رمضان وكل مايتعلق بهذا الشهر من مواضيع

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 15-08-10, 12:58 pm   رقم المشاركة : 1
فديتك يابريده
عضو جديد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فديتك يابريده غير متواجد حالياً

[mark=#3300cc]الله يجزاك الف خير وسكنك فسيح جناته[/mark]







رد مع اقتباس
قديم 15-08-10, 04:16 pm   رقم المشاركة : 2
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

اقتباس:
 مشاهدة المشاركةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة فديتك يابريده 
   [mark=#3300cc]الله يجزاك الف خير وسكنك فسيح جناته[/mark]

وياك الله يجزا الجميع الجنه






رد مع اقتباس
قديم 15-08-10, 04:17 pm   رقم المشاركة : 3
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الخامسة : كرامة المسلم .
قال الله تعالى : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (262) سورة البقرة
تتحدث الآية الكريمة عن فضيلة الإنفاق في سبيل الله , وأن المنفق أجره على الله , وموعود بالأمن والطمأنينة عند الله بشرطين أساسيين :
الشرط الأول : ألا يُتْبِعَ نفقَتَه مَنّاً على الْمُنفَق عليه .
الشرط الثاني : ألا يُتْبِعَ نفقتَه أذىً يلحق المنفَقِ عليه .
قال تعالى : " ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى "
والْمَنُّ : أن يعتد على من أحسنَ إليه بإحسانه .
والأذى : أن يتطاولَ عليه بسببِ ما أنفقَ عليه .
والتنصيص على نفي هذين الخلقين الذميمين في حال الصدقة , وأن عدمهما شرط لقبولها فيه رفعة لكرامة المسلم أو الإنسان بشكل عام , فالشارع الحكيم يحث الناس على عدم المساس بكرامة الآخَر , ولو كان هذا الآخَرُ قد أخذ منك صدقة ما .
وأي جُرْحٍ لِلْكَرَامَةِ حين يتصدق عليك شخص ثم يمن بها عليك ويعيرك بها , أو يؤذيك بسببها , وقديما قالت العرب : إذا صنعتم صنيعةً فانسوها , وقال شاعرهم :
وإنَّ امرءاً أسدى إلَيَّ صنيعةً ,,, وذكّرنيها مرةً لَلَئيمُ
وقالت العربُ أيضاً : صِنْوانِ من منحَ سائلَهُ ومنّ , ومن منعَ نائله وضَنَّ .
أي أن من أعطى مع المَنّ , مثل الذي منع السائل وبخِل .
والصِّنْوان : مثنى صِنْو , وهو المِثل , أي أنهما متماثلان ليس بينهما فرق ,
والضنّ : البخل .
وفائدة الإتيان ب( ثم ) في قوله : ثم لا يُتبعون ما أنفقوا ... : التراخي في نفي المن والأذى مع طول الوقت , أي يدومون على تناسي الإحسان , وعلى ترك الاعتداد به والامتنان , ولا يمكن أن يعودوا إليهما في أي زمن وتحت أي ظرف . انظر : حاشية كشاف الزمخشري لأحمد بن المنير 1 / 311 .
وقد بين الله تعالى أن المن والأذى سبب لبطلان الصدقة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } (264) سورة البقرة .
وقد جاءت السنة الكريمة بالوعيد الشديد على من أتبعَ نفقته مَنّاً يؤذي به كرامة أخيه المنفَقِ عليه .
قال صلى الله عليه وسلم : " ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُم الله يَومَ القِيامَةِ ولا يَنْظُر إِليهِمْ ولا يُزَكِّيهِم ولَهُم عَذَابٌ أليم : المنّانُ بِما أَعْطَى , والمسْبِلُ إِزَارَه , والمنفِقُ سِلْعَتَه بِالْحَلِفِ الكَاذِب " رواه مسلم .
فعل رأيتم حفظاً لكرامة الإنسان وكرامة المسلم أعظم من هذه الكرامة حين يشدد الشارع الحكيم على عدم الإساءة لمن أنفقتَ عليه بالامتنان والأذية ؟؟؟
بقيت مسألة واحدة , وهي أن الله تعالى قال في نفس السياق : {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (263) سورة البقرة
فأتى هنا بذكر الأذى فقط , ولم يرد ذكرٌ للمَنّ , مع وروده في الآية التي قبلها وهي : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (262) سورة البقرة , والآية التي بعدها وهي : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } (264) سورة البقرة .
فلماذا جاء ذكر المن في الأولى والثالثة , ولم يرد في الثانية ؟؟
بحثتُ فلم أجد جواباً شافياً فاستعنتُ الله تعالى في إنعام النظر هنا , ولعل قارئاً يكون أوسع إدراكاً فيفيدنا بعلم أكثر .
قلتُ – والعلم عند الله - : أن الآية الأولى كانت الصدقة فيها عامة ( ما أنفقوا ) و ( ما ) موصولية تعم جميع الصدقات , فجاء الشرط هنا مستقصى بذكر المن والآذى , وفي الآية الثالثة كذلك جاء لفظ : الصدقات جمعاً , فناسب ذكر المحذور مفصلاً .
أما في الآية الثانية فجاء لفظ الصدقة مفرداً ( خير من صدقةٍ .. ) فأُتبعتْ باحترازٍ مفرد يناسب لفظها , وكان المفرد أحد لفظين ( المن والأذى ) , فاختير أعم اللفظين وهو الأذى , لأن الأذى يشمل المن وغيره من أنواع الأذى , فكلُّ مَنٍّ أذى وليس العكس .
أمرٌ ثانٍ : وهو أن الآية الأولى في سياق بيان الثواب للمنفق , وبيان الشرط الأساسي لقبول الصدقة وهو خلوها من المن والأذى فناسب أن يؤتى بالشرط مُفَصَّلاً , وفي الآية الثالثة جاءت الآية بسياق النهي والتحذير فانسب أيضاً أن يجيء النهي عما يبطل الصدقة مفصلا ( منا وأذى ) , أما في الآية الثانية فكانت مقارنة بين حالتين : قول معروف ومغفرة ,, وصدقة متبوعة بأذى , فلم يكن للتفصيل هنا مكان , فناسب الإتيان بلفظ عام يشمل الاثنين .
أمر آخر : وهو أن الآية الثانية فيها توازن في المعادلة – إن صح التعبير – فقد جاءت المقارنة بين شيئين مكونين من شيئين : قول معروف + مغفرة في مقابل : صدقة + أذى , فتمت المعادلة هنا , وجاءت الخيرية للأول .
ولو ذُكِرَ لفظ ( المنّ ) مع الثاني لكانت المعادلة : صدقة + مَنّ + أذى , وحينئذ يختل توازن المعادلة لأنها تصبح ثلاثة ف مقابل اثنين , ويختل النظم القرآني العظيم .
والله تعالى أعلم وأحكم , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .







رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 12:58 am   رقم المشاركة : 4
آبو بتال
مشرف عام
 
الصورة الرمزية آبو بتال





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : آبو بتال غير متواجد حالياً

جزاك الله خير
اللهم أجعلة في ميزان حسناتك
وفقك الله كل خير
تقبل مروري







رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 06:08 pm   رقم المشاركة : 5
الافق
عضو قدير
 
الصورة الرمزية الافق






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الافق غير متواجد حالياً

[align=center]مشاء الله تبارك الله ..نفحــات إيمانيــة مفيـدة ومعبرة
وشكراً جزيلاً للدكتــور/علي سليمان الحامد
والشكر موصـول لك أخي أبو صـالح
وبارك الله في جهودكم

تحياتي[/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-08-10, 06:33 pm   رقم المشاركة : 6
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الثامنة : حفظ جناب الأعراض :
قال الله تعالى : {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (15) سورة النساء .
تتحدث الآية عن أحكام النساء الزواني , ومصيرهن في شرع الله , وللعلماء كلام طويل في هذه الآية , وهل هي منسوخة في آية النور أم لا ؟ يراجعُ في مظانِّه من كتب التفسير والأحكام , وقصدي هنا أن أستنبط بعض الفوائد والدلالات .
الآية افتُتِحَتْ باسم الموصول ( اللاتي ) وهو دالٌّ على جمعٍ مؤنَّث , ومُفْرَدُه ( التي ) , ومثله : ( اللائي ) كما قال تعالى : {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ } (4) سورة الطلاق . ويجوز أن يُنْطَقا بحذفِ الياء ( اللاتِ واللاءِ ) , والاسم الموصول في أصل وضعه يدل على العموم .
( يأتين الفاحشة ) فعل مضارع ونون النسوة فاعله , والفاحشة مفعوله , والفاحشة هنا يقصد بها الزنا قطعاً , والجملة صلة الموصول , وفيها دلالتان :
الدلالة الأولى : أن النساء هُنَّ اللاتي تَعَمَّدْنَ فِعْلَ الفَاحِشَة , ولم يُكْرَهْنَ عليها .
الدلالة الثانية : أن فيها شبه إثبات لعملية الفاحشة , بمعنى أن النساء قد وقعن فيها فعلاً , فما العمل ؟
جاء الجواب بما بعده : " فاستشهدوا عليهن أربعة منهن "
أي فاطلبوا الشهادة والبينة على إثبات وقوع الحادثة بأربعةٍ من الشهود الرجال , والدليل أنهم رجال قوله : " منكم " فالضمير المذكر يدل على تذكير الشهود , ويدل أيضاً على إن الشهود مسلمون ؛ إذ لا يؤخذ بقول شهادة كافرٍ على مسلم في مثل هذا { وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} (141) سورة النساء .
فهذا السياق يدلنا على حرص الشريعة على حفظ جَنَابِ عِرْضِ المسلم , وخاصة النساء اللاتي قد يقعن في الفاحشة , ولكن لا يمكن معاقبتهن إلا ببينة مغلظة قوامها أربعة شُهَداء .
فنلحظ أنه في أول الآية أنه استخدم الاسم الموصول الدال على إثبات الحدث , ولكنه ليس إثباتاً قطعياً ؛ لأن الاسم الموصول فيه نسبة تعليق كالشرط , ولكنه ليس شرطاً , فالتعبير بالموصول ليدل على نسبة وتناسب في إثبات الحدث من عدمه , ولو كان التعبير بلفظ الشرط ك ( إنْ ) أو ( مَنْ ) لكان التعليق قطعياً .
ثم قال سبحانه : ( فإنْ شَهِدوا ) صدّرَ الشرط بلفظ ( إنْ ) , وهو لا يدل على الجزم بوقوع الشرط , بل يدل على الاحتمال , بخلاف ( إذا ) الدالة على الجزم , وفي هذا دلالة على أن الشهود قد يشهدون فعلاً على وقوع الحادثة وقد لا يشهدون , وعدم شهادتهم أقرب للواقع كما هو معروف عند أهل العلم .
ثم بين سبحانه وتعالى عقوبة النساء الزواني بعد أن تثبت عليهم البينة , وهي الحبس في البيوت ( فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ ) , وفي هذا دلالة على أن المرأة لا تحبس في بيتها دائما , بل يسوغ لها الخروج لأغراضها وشؤونها , ولا تُحبسُ إلا لعقوبة أخلاقية كما في هنا .
فأين مَنْ يحبسون نساءهم في دورهن غير إخراج ؟ , ظنا منهم أنهم يطبقون قوله تعالى : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } (33) سورة الأحزاب , ناسين أن ( قَرْنَ ) أمر بالقرار الدائم الذي يجلب الطمأنينة النفسية لها , وليس الحبس وعدم الخروج , فالقَرار في البيت لا ينافي الخروج للحاجة , هذا على القول بعموم الآية الأخيرة وأنه ليس مقصوراً على نساء الرسول صلى الله عليه وسلم .
فإن سأل سائل عن معنى : يتوفاهن الموت , والوفاة والموت شيء واحد ؟ فقد أجاب الزمخشري – رحمه الله على ذلك بقوله : " يجوز أن يرادَ حتى يتوفاهن ملائكة الموت كقوله : " الذين تتوفاهم الملائكة " " قل يتوفاكم ملك الموت " , أو حتى يأخُذَهُنَّ الموتُ ويستوفي أرواحهنّ " [ الكشاف : 1 / 487 ] .
( أو يجعل الله لهن سبيلاً ) إما بالزواج , وإما ببيان الحد عليهن الذي نزل بعد ذلك في سورة النور .
من خلال هذا العرض السريع للآية تبيّن لنا كيف حرصت الشريعة على حفظ جناب الأعراض , وأنه لا يصح أن نأخذ النساء بالظِنة والشك , ولا يكفي غلبة الظن والقرائن , بل يجب أن يكون هناك بينة قاطعة , , لأن الحدود تدرأ بالشبهات .
والله أعلم .

الأربعاء 8 / 9 / 1431 هـ







رد مع اقتباس
قديم 19-08-10, 04:24 pm   رقم المشاركة : 7
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة التاسعة : التهرب عن مواجهة الحقيقة الذاتية .
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} سورة النساء سورة النساء .
تتحدث الآيات الكريمة حول الهجرة في سبيل الله , وحكم الإقامة بين ظهراني المشركين , والمعذور في ذلك وغير المعذور , وقد أفاض المفسرون في أحكام هذه الآيات الكريمة بما لا مزيد على كلامهم .
ولكني سأتحدث عن جانب واحد فقط تأملتُه هنا , فوجدته جديراً بالتوقف , حيثُ نرى القرآن الكريم يرسخ مفهوم تربوياً عظيماً طالما ردده التربويون المعاصرون , وهو مسألة الاعتراف بتقصير الذات ومواجهة النفس , وعدم التهرب من أخطائها .
ذلك أن الله تعالى حكى لنا عن طائفتين من المؤمنين : الطائفة الأولى تركت الهجرة متعللة بأنهم مستضعفون في الأرض , والطائفة الثانية تركت الهجرة لأنهم مستضعفون في الأرض حقيقة وليس ادعاء , فالطائفة الأولى معاقبة , والطائفة الثانية معذورة .
فالطائفة الأولى عندما سألتهم الملائكة سؤال تقريع وتوبيخ : فيم كنتم ؟ يعني على أي شيء كنتم في دينكم وأنتم بين المشركين ؟
فكان جوابهم : نحن معذورون لأننا مستضعفون , ولأن جوابهم كان تهرباً عن مواجهة الحقيقة , فقد كانوا يستطيعون الخروج لأرض الله الواسعة , جاء العقاب الشديد " فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا " .
أما الطائفة الأخرى فقد كانوا مستضعفين فِعْلاً وليس ادعاءً , فجاء العذر لهم من السماء بأنهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً , وأنهم يستحقون العفو من الله تعالى , وهذا من عظيم كرم الله تعالى , وأنه لا يُكَلِّف نفساً إلا وسعها , وهؤلاءِ فعلوا ما بطاقتهم واستطاعتهم امتثالاً لأمر الله تعالى : " فاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُم " .
أما حين يتعلل المسلم بأمر يخالف واقِعَه , ويُخَالِفُ ما في قَرارَةِ نفسه فإن هذا يعد من الخذلان وهزيمة النفس , ولن ينفعَه ذلك إن هو فَرّطَ في جنب الله , فالله تعالى وصف الطائفة الأولى بأنهم ظالمون لأنفسهم , ولم يظلمهم أحد , لأنهم قادرون على تغيير ما هم فيه , وقادرون على الهجرة , ولَم يُقِرَّهم على ادعاء الاستضعاف , بل جاء التقريع العظيم الدال على قدرتهم الحقيقية على الهجرة : " أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا " .
وفي ظني أن الطائفة الأولى لم تستحق العذاب الشديد بترك الهجرة فحسب , وإنما استحقت العذاب لأنهم كذبوا بادعائهم الاستضعاف , ثم تركوا الواجب ( وهو الهجرة ) بناء على هذه الأكذوبة .
فإن قال قائل : كيف علمتَ أنهم قد كذبوا ؟
فالجواب : أنهم قالوا عن أنفسهم : كنا مستضعفين في الأرض , ثم بعد ذلك جاء العذر من الله للمستضعفين , ولو كان هؤلاء كما يدعون لكانوا معذورين , ولكنهم ظلموا أنفسهم مرتين : بالكذب ثم ترك الهجرة , { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} , ولو أنهم اعترفوا بالذنب والتقصير لربما تاب الله عليهم كما قال تعالى : {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (102) سورة التوبة . والله تعالى أعلم .







رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 06:10 pm   رقم المشاركة : 8
M Z A G E Y ●
، أإركـد فديتك ،






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : M Z A G E Y ● غير متواجد حالياً

[align=center]جـزآكـ الله ألف خير
وشـآكركـ على جـهودكـ
[/align]







رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 11:18 pm   رقم المشاركة : 9
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة السادسة : التسمية الخالدة :
قال تعالى : {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (36) سورة آل عمران .
عشت لحظاتٍ من التأمل حول هذه الآية الكريمة التي بينت لنا بجلاء قيمة المرأة منذ قديم الزمان , وأن لها عند الله تعالى أعلى المراتب , وتعجبت من حال مجتمعنا الذي يغمط المرأة حقها في كثير من الأحيان , وأكثر ما يغمطها اسمها الذي هو أخص خصائصها .
فوقفت متأملاً قوله تعالى : " وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ " فوجدتُ فيه رفعة لشأن المرأة من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن الله قص علينا هذه القصة في سياق المدح والثناء , لأنه أثنى في بداية الكلام على آل عمران : " {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (33) سورة آل عمران .
فأيُّ حَدَثٍ في هذه القصة إنما من قبيل القصص الحسن الذي يقتدى به , والذي ينزل بأعلى المراتب شرفاً لذكره في كتاب الله تعالى .
الوجه الثاني : أن الْمُسَمِّي هنا امرأة , وهي امرأة عمران , فالذي قام بتسمية المولود ليس والدها , وإنما أمها رحمها الله : {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ,فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة آل عمران .
وحينئذ فأي شرف وأي رفعة للمرأة أن يقص الله علينا هذه الحادثة مبيناً أن المرأة هي من يسمي وليدها .
تأملت هذا وأنا أرى بعض بني قومي يأنفون أن تسمي نساؤهم أطفالها , أو بعض أطفالها , وإن حصل أن سمت الأم طفلها باسمٍ تختاره , فإن الأب يكتم هذا أشد الكتمان عن أقاربه وذويه , ويتظاهر أمامهم أن الاسم من اختياره وقناعته , وكأن تسمية الأم لوليدها عيبٌ يوجب التستر منه !!
الوجه الثالث : أن امرأة عمران أعلنتها صريحة مدوية بأن اسم طفلتها ( مريم ) ليعلم الناس كلهم باسم هذه الأنثى الصغيرة , في موقف يضرب العادات البالية عند بني قومي بالصميم ؛ إذ يرون اسم البنت عيباً لا يصح كشفُه , مكتفين بالتورية عنها في أي محفل : الوالدة , كريمتنا , أم فلان , البنت , الولية , المعزبة ... الخ من ألفاظ التعمية عن اسم المرأة وكأنه عار وشنار .
( مريم ) اسم عظيم خالد لامرأة عظيمة جاء ذكرها في القرآن في مواضيع كثيرة , وكانت أماً لرسول الله عيسى عليه السلام خامس أولى العزم عليهم السلام .
( مريم ) اسم بارز لامرأة صرّحتْ أمها بتسميتها , وجاء القرآن ليخبرنا قصة هذه التسمية دون عيب أو خجل , وهو ما فعله المصطفى صلى الله عليه وسلم حين مارس ذلك في حياته فعلاً : " عَلى رَسْلِكُما إِنِّها صَفِيَّة " " أحب الناس إليّ عائشة " " لو أن فاطمة بنت محمد ... " .
فهل بعد هذا ثَمَّ حُجَّةٌ لِمُتَحَجِّجٍ بِأنَّ اسمَ المرأةِ عَيبٌ عِندَ الأصْدقاءِ والخِلان ؟؟

6/ 9 / 1431هـ







رد مع اقتباس
قديم 17-08-10, 06:24 pm   رقم المشاركة : 10
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة السابعة : تنوع الانتصارات .
قال الله تعالى : {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ , وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} (140_141) سورة آل عمران
الآيتان الكريمتان جاءتا في سياق الحديث عن غزوة أحد التي أصيب فيها المسلمون , وقتل منهم الشهداء , وابتلي المؤمنون ابتلاء عظيماً .
وعند التأمل في هاتين الآيتين نجد أن الله تعالى يبين لنا أسباب تدوال الناس الانتصارات , فتارة ينتصر هذا المعسكر , وتارة ينتصر الآخر , حسب سنة الله تعالى .
بدأت الآية الأولى بحرف الشرط ( إنْ ) الدال على عدم تأكيد الشرط في الغالب , بخلاف ( إذا ) الدالة على تأكيد وقوع الشرط , فإذا قلتَ : ( إن زرتني أكرمتك ) فإن الزيارة غير مؤكدة , وإذا قلت : ( إذا زرتني أكرمتُك ) فالزيارة مؤكدة .
فإن يمسسكم قرح : فالبداءة بإن دليل على أن هذا المسّ الذي أصابكم أيها المؤمنون خلاف ما وعد الله به نفسه من نصرته لكم , ولكنه أتى به لحكمة يريدها بينها في آخر الآية .
والقَرح : أَلَمُ الجِراح , ويجوز ضم القاف : القُرْح . وقد نَسَبَ المسّ إلى القَرْح جريا على السنة القرآنية في نسبة المصائب إلى غير الله , وإن كانت من عند الله قطعاً , ولكن من باب التأدب مع الخالق جل جلاله وتربية لعباده بتنزيه الله عن الشرور كما قال تعالى : " {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} (10) سورة هود ( فنسب النعماء إليه , ونسب المس إلى الضراء ) , وقال تعالى : " {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} (36) سورة الروم ( فنسب الرحمة إليه سبحانه , ونسب الإصابة إلى السيئة ) , وقال تعالى : { وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ} (48) سورة الشورى , وهذه مثل تلك . والأمثلة على ذلك من القرآن كثيرة .
ثم بيّن سبحانه أنه إن كان مسكم قرحٌ فقد مسّ القومَ الآخرين وهم كفار قريش قرح مثله , وذلك في غزوة بدر الكبرى , ثم جاءت القاعدة العظيمة : (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) والمراد بالأيام هنا المعارك والحروب , وهذا معنى خاص , ومنه أيام العرب , والمعنى العام : هو الانتصارات بشتى الميادين .
وهذه سنة الله تعالى حيث جعل الناس يتداولون القوى العظمى على هذه الأرض , ولا تكون لأمة وحدها تسيطر على الناس , لئلا تفسد الأرض , ولهذا جعل سبحانه على مدار التأريخ مناوئين ومحاربين لكل أمة مسيطرة , لئلا تفسد الأرض بسيطرة أمة واحدة , حتى ولو كانت هذه الأمة صالحة , لأن عدم المنازعة يجعلها تركن للدعة والضعف والخور , وهذا تفسير لقوله تعالى : " { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (251) سورة البقرة.
ثم بيّن سبحانه الحكمة من مداولة الانتصارات بين المسلمين وغيرهم , وحَصَرها في الأمور التالية :
1. لكي يعلم الله المؤمنين إيماناً حقيقياً , فلا يرتدون على أدبارهم بسبب هزيمتهم في معركة واحدة , بل يثبتون على دينهم , أما المنافقون وضعيفو الإيمان فهم الناكصون على أدبارهم والشاكّون بوعد الله تعالى وأنه حق , قال تعالى : " وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ " أي آمنوا إيماناً حقيقاً بالله تعالى ووعده الحق بالنصرة , حتى وإن اعترى طريقَ الحق بعض الانكسارات , فوعد الله آتٍ , ومثله قوله تعالى في نفس السياق والسورة : {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ , وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ } (166_167) سورة آل عمران , وهاتان الآيتان واضحتان في الدلالة على ما ذكرنا . وفي سورة الأحزاب توكيد آخر لموقف المؤمنين والمنافقين , وأن مواقف الشدة تكشف حقيقة الإيمان من عدمه .
2. أن الله تعالى أراد أن يكرم بعض عباده بالشهادة العظيمة في سبيله , وأي درجة ورفعة أعظم من الشهادة في سبيل الله " وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء " , وذكر الزمخشري معنى آخر للشهادة هنا لا أراه بعيداً حيث قال : " وليتخذ منكم من يصلح للشهادة على الأمم يوم القيامة بما يبتلي به صبركم من الشدائد من قوله تعالى " { لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ } " الكشاف : 1 / 420 . ثم قال تعالى : " وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " وهذه الجملة اعتراض بين بعض التعليل وبعض , ومعناه : والله لا يحب من ليس من هؤلاء الثابتين على الإيمان المستحقين للشهادة , لأنهم قد ظلموا أنفسهم بالشك بوعد الله تعالى . انظر كلام الزمخشري 1 / 420 .
3. أراد سبحانه أن يطهر عباده المؤمنين من ذنوبهم بما يصيبهم من البلاء , وهذا تمحيص لهم " وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ " والتمحيص : التطهير .
4. العلة الرابعة من مداولة الانتصارات أن يمحق الكافرين , وهذه لها معنيان عند أهل التفسير , إما أن يمنحهم الانتصار فيغتروا بأنفسهم ويكون ذلك سببا لمحقهم وزيادة عذابهم بما يفعلونه من كوارث وطغيان ( تفسير ابن كثير ) , وإما أن الله تعالى يجعل الدولة للمؤمنين فيمحق الكافرين ويستأصل شأفتهم بأي المؤمنين ( تفسير الزمخشري ) , ولعل القولين مقصودان , فلا مضادة بينهما , فإن كانت الدولة للمؤمنين كان المحق حقيقيا في الدنيا , وإن كانت الدولة للكافرين كان المحق معنوياً في الدنيا تمهيداً لعذاب الآخرة . والله تعالى أعلم







رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 11:17 pm   رقم المشاركة : 11
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

شكرا للجميع على حظورهم هنا







رد مع اقتباس
قديم 29-08-10, 03:08 am   رقم المشاركة : 12
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الثامنة عشرة : بعضٌ من صفات أهل النفاق :

من المعلوم أن سورة التوبة جاءت فاضحةً للمنافقين , وبياناً لكثير من صفاتهم الدنيئة ومواقفهم السيئة تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين , ولعلي أشير هنا بإيجاز إلى صفتين اتصفوا بهما يعضد بعضهما بعضاً :
الصفة الأولى : أهل النفاق جُبَناء .
قال الله تعالى : {وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ}
(57) سورة التوبة .
تتحدثُ الآيتان الكريمتان عن صفة خسيسة في المنافقين , وهي الخوف والجبن , فهم يحلفون بالله إنهم لَمِنَ المؤمنين , ولكنَّ الله تعالى يبين أنهم ليسوا منكم أيها المؤمنون , بل هم قوم جبناء ( يَفْرَقُون ) عند حدوث المعضلات والخروج للقاء العدو , ويخافون من المشركين فيتظاهرون بالإسلام تقِيّةً .
ومعنى
( يَفْرَقُون)
أي : يخافون , والفَرَق : هو الخوف , وجاء التعبير بالمضارع ( يفرَقون ) لبيان أن الخوف متجدد معهم في كل حالة , ومستمر معهم في حياتهم , فالمضارع أخذ من الفعل التجدد , ومن الاسم الاستمرارية , فدل على الأمرين .
ثم بيَّنَ تعالى أنهم لو يجدون مكاناً يختبئون فيه إما ملجأ , أو مغارة , أو نفقاً يندسون فيه ( مدخلاً ) لأسرعوا إليه لا يلوون على شيء , و
( هم يجمحون )
أي يسرعون .
وفي الآية تبكيتٌ لأهل النفاق وبيان أنهم جبناء , وليسوا مثل المؤمنين الصادقين المتصفين بالشجاعة والإقدام , وهكذا هم أهل النفاق على مر الأزمان والعصور , لا يستطيعون مواجهة الأزمات لخوفهم الذي يأكل قلوبهم , فيتركون التصدي للمثلاتِ لأهل الإيمان الشجعان .

الصفة الثانية : مشابهة النساء والاقتداء بهنّ :

قال الله تعالى : {وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} (87)
سورة التوبة سورة التوبة .

فبيّنَ الله تعالى أنَّه إذا أمر المؤمنون بالجهاد في سبيل الله جاء أهل الثراء والطَّوْل والسعة من أهل النفاق يستأذنونه بعدم الجهاد , وقالوا : ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ لنحمي الديار بعدكم , ولكنهم كانوا كاذبين , وإنما رضوا أن يكونوا مع النساء والقَعَدَةِ من ضَعَفَة المسلمين , وهذا من أكبر الإهانة لهم والتبكيت , لأنك إن كنتَ رجلاً فكيف ترضى أن تقعد كالنساء ؟

قد يقول قائل : من أين أتيتَ بكلمة النساء , ولا ذكر لها في الآية ؟

فالجواب : من قوله : الخوالف , والخَوالِفُ : جمع خَالِفَة , وهي المرأة تخلف الرجل في بيته
[ مفردات الراغب الأصفهاني : 296 ( خلف )]
, لأن فواعل جمعٌ لفاعِلَة كما تقول : قاعدة وقواعد , وفائدة وفوائد , ناعسة ونواعس , جارية وجواري .
وهذه الصفة لهم ( الجلوس مع النساء ) ترجع إلى الصفة الأولى وهي الجبن والخوف , فأي صفتين ذميمتين فضح الله بهما أهل النفاق ؟؟

ونستنتج من قوله سبحانه : ( الخوالف ) أن النساء لا تخرج للقتال مع الرجال , بل تتخلف عنهم في ديارهم , لا كما يدعي بعض المتعالمين أن النساء كنّ يشاركن الرجال في المعارك في بدء الإسلام , وإن حصل موقف أو موقفان فليسا حجة أو سنة دائمة , بل على قدر الحاجة والضرورة .

وقد أعاد الله تعالى هذا المعنى مع الأغنياء من المنافقين , وبين أنهم يرضون بالدنية في دينهم , فيجلسون متخلفين كالنساء , قال تعالى : {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}
(93) سورة التوبة .
وهذا الرضا بهذا الصنيع كان نتيجته أن طبع الله على قلوبهم فلا يستقبحون قبيحاً , ولا يأنفون من مسبة أو مذمة .
نعوذ بالله من النفاق وأهله , ونستجير بالله من الجبن والخوف .
ولو استعرضنا سورة التوبة لوجدنا صفاتٍ للمنافقين كثيرة , ولكن أكتفي بهذا القدر من الوقفة الرمضانية , وأسأل الله تعالى أن يَعلِّمَنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علَّمَنا إنه سميعٌ مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .
18 / 9 / 1431هـ







رد مع اقتباس
قديم 29-08-10, 06:56 pm   رقم المشاركة : 13
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة التاسعة عشرة : بعض الوقفات في آخر سورة التوبة ( التصنيف , والهجرة , والنفس والمال ) .
هذه الوقفة مكونة من ثلاث وقفات موجزة :
الوقفة الأولى : التصنيف :
يأخذ كثير من الكتاب والمثقفين على أهل العلم والإسلاميين شغفهم بالتصنيف , واهتمامهم بالتفريق بين الناس حسب توجههم الأيديولوجي ( كما يقولون ) , بل يشنعون التصنيفات القديمة حسب التوجه الفقهي كالحنفي والشافعي .. والسني والمعتزلي .. وقال بعض الكتاب : إن التصنيف ليس له أصل في الشرع , فالجميع مسلمون , وهم سواسية .
وهذا الكلام فيه شيء من الصحة , فالمسلمون سواسية في العبادة , وأكرمهم عند الله أتقاهم , ولكن الشارع جاء ببعض التصنيفات التي لا تنقص من قدر المسلمين , ولا تضر في التعامل مع المسلمين بعضهم ببعض .
قال الله تعالى :
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
(100) سورة التوبة .
فصنف الله تعالى الصحابة إلى صنفين : السابقون الأولون , وهذا صريح الآية , والصنف الآخر : المسلمون المتأخرون من الصحابة , وهذا مفهوم الآية , وجاء مصرحاً به في موضعٍ آخر :
{ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
(10) سورة الحديد .
فجعل الصحابة قسمين : مُسْلِمَةُ ما قَبْلَ الفَتْح , ومُسْلِمَةُ ما بعد الفتح .
والصنف الأول : السابقون الأولون , جعلهم الله فريقين : المهاجرون , والأنصار , ويفهم من سياق القرآن أن المهاجرين أفضل من الأنصار ؛ لأنه قدم المهاجرين على الأنصار في كل موضع ورد فيه الصنفانِ معاً , ومنه هذه الآية , وقول الله تعالى :
{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (117) سورة التوبة , وقوله تعالى : {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (8) سورة الحشر {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (
9) سورة الحشر , والذين تبوؤا الدار هم الأنصار .
إذن , فالتصنيف موجود في صدر الإسلام , ولا غضاضة من وجوده شريطة ألا يستلزم التصنيف عداواتٍ وبغضاء , وتحزبات مقيتة , إلا ما جاء الشارع بإثباته كالمنافقين والكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس ونحوهم .
الوقفة الثانية : التقويم الهجري :
اختلف الصحابة في موضوع التقويم الهجري , متى يبدأ , وانتهى اختلافهم إلى اتفاق على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فجعلوه أول عام للمسلمين , كما هو معروف في مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - , وقد تأملت قول الله تعالى : {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (108) سورة التوبة , فوجدت الآية تتحدث عن مسجد قباء كما هو معروف عن المفسرين , وهو المسجد الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم أول الهجرة حين قدم المدينة , وجاء التعبير هنا ( أسس على التقوى من أول يوم ) , فأول يوم هو وقت التأسيس , وكأن الله تعالى يشير إلى أن يوم في تاريخ الأمة الإسلامية هو يوم الهجرة العظيم , و ( مِنْ ) الجارّة هنا تكون بمعنى ( في ) أي لمسجد أسس على التقوى في أول يوم , وقد رجح ذلك الرضي في شرح الكافية 4 / 264 , وأراه قولاً وجيهاً كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا }
(9) سورة الجمعة , أي : في يوم الجمعة .
والله تعالى أعلم .
الوقفة الثالثة : النفس والمال :
جميع آيات القرآن التي وردت فيها الأموال والأنفس في موضوع واحد , قُدِّمَتْ فيها الأموال على الأنفس كما قال تعالى : {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً } (95) سورة النساء , وقوله تعالى : {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } (81) سورة التوبة , وقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } (72) سورة الأنفال , وقوله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (15) سورة الحجرات , إلا في موضعٍ واحد جاء تقديم الأنفس على الأموال , وهي قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ }
(111) سورة التوبة , ولعل السبب في ذلك والله أعلم أن السياق سياق معاوضة وشراء بين الله تعالى والمؤمنين , ( إن الله اشترى ) فقَدَّمَ الله تعالى أغلى الصنفين , وهو الأنفس قطعاً , والجود بالنفس أقصى غاية الجود .
نسأل الله تعالى التقى والهدى , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
19 / 9 / 1431 هـ







رد مع اقتباس
قديم 29-08-10, 09:20 pm   رقم المشاركة : 14
>ريانه<
عضوة قديرة
 
الصورة الرمزية >ريانه<






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : >ريانه< غير متواجد حالياً

جزاك الله الف خير







رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 06:48 pm   رقم المشاركة : 15
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

اقتباس:
 مشاهدة المشاركةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة >ريانه< 
   جزاك الله الف خير

وياك مشرفتنا الفاضله






رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 10:04 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة