أخي لنفترض شيئاً . .
اننا من قبيلة واحدة وأنت تشكك في نسبى للقبيلة وتطالب بتحليل الـ dna وكأنك تطعن في نسبى وشرف أهلي وكذلك سأفعل أنا وأطالبك بنفس التحليل وسيثور أهلي وعزوتي ومعارفي لنصرتي وكذلك أهلك ومعارفك وهلم جرة، والكل سيطعن في نسب الكل دفعاً للعار وهى قد بدأت بإثنان وستنتهى بدولة، فهل تحب ذلك ؟؟
كما أنك تسوق الأحاديث والآيات ولكن في غير موضعها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "الولد للفراش وللعاهر الحجر"
أخرجه البخاري في كتاب الحدود- باب للعاهر الحجر (6818)، ومسلم في كتاب الرضاع- بابالولد للفراش وتوقي الشبهات (1458)، من حديث أبي هريرة.
فأي مولود يُثبت لصاحب الفراش (الزوج) حتى وإن لم يكن ابنه فعلاً ، فقط إن لم يعترض الزوج وينفى نسب المولود له وتبدأ مرحلة اللعان بينه وبين زوجته كما ورد فى الشريعة.
إذا كان الزوج ينتمى لقبيلة وولد له ولد من زنى وهو لا يدري وولده هذا من رجل من خارج القبيلة تماماً، فبأى طريق نأخذ تحليل الـ dna أم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم ؟؟
كما أن العلم الحديث ليس علم قطعى الثبوت وكل يوم نكتشف حقائق تنفى ما كان مُسلّم به لعشرات السنين، وما أعلمه أن الـ dna ليس قطعى الثبوت لكون نتائجة تصل إلى 98% وليس 100%، اذا هو ليس قطعى شرعياً لكون هناك نسبة ولو بسيطة قد تثبت العكس.
وأيضاً ليس من المتخيل أن كل شخص يكره ويبغض شخص لسبب أو لأخر يخرج ويقول فلان مشكوك في نسبه للقبيلة وكأنك تطعن في شرف أبيه وأمه وأهله أجمعين، ثم من العاقل الذى سوف يسمع ذلك ويقبل به دون أن تراق حوله دماء ؟؟
أى مولود أتى من زواج واعترف أبواه ببنوته فليس لأحد أخر كائن من كان أن يشكك في هذا النسب طالما أن خلفه زواج شرعي.
لقد سقت لك منطق العقل لإستحالة تنفيذ ذلك عملياً وخُلُقياً وعرفياً حتى، وقلت لك مثال بسيط أن رجل من عشرات السنين كان سبباً رئيسياً في مصاهرة بين ثلاث قبائل وتزوج أبناءه من قبائل مختلفة ودخلت كل تلك القبائل في مصاهرة وحلف بنيت على نسب أولاد ذلك الرجل والذى إعترف بنسبهم إليه، ثم إخذنا مجازاً بما تقول واكتشف "علمياً" عدم نقاء نسب هؤلاء الأبناء، وانتشر الخبر بين القبائل الثلاث، أعتقد أن النتائج ستكون كارثية وسنعود لما قبل الإسلام تقريباً من تشرذم وتفكك وقبلية يبغضها الإسلام ودماء ستراق دون وجه حق فقط بسبب أننا تركنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأخذنا بعلم ليس قطعي الثبوت وحتى وإن كان فالأمر مجهد ويفتح باب للتلاعب في المعامل وهو باب فتنة عظيمة يا أخي وكثير من الناس قد يبيع ضميره من أجل بضعة دراهم فهل نضع مصير قبائل ومجتمع تحت رحمة دعوى ليس ورائها أي منطق .
يا أخي خذ بقول العلماء "المخلصون" وأرض بقول الله وحب لأخيك ما تحب لنفسك وإن كان من غير القبيلة وإن كان ذا لون مختلف وإن كان فقيراً فقر مضجعاً وإن كان من كوكب أخر طالما أنه مسلم وهنا قد تنتقل بدينك من مرتبة الإسلام لمرتبة الإيمان، هذا والله أعلى أعلم.
أخي الإسلام حرم التبني وهى توافق كل الاحاديث والآيات التي سقتها في ردودك السابقة، ولكن ما تطالب به لا تنطبق عليه تلك الأحاديث النبوية الشريفة ولا الآيات القرآنية فلا تضعها في غير موضعها لتوافق رأيك وفقط، هذا والله أعلم.