الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
من الضواهر الدخيلة على مجتمعنا والمخزيه في نفس الوقت والتي أخذ بعض الشباب بتقليدها إطالة الشعر من الخلف وربطه مثل النساء , مقلدين بذلك أخلاقيات أهل الفسق والفجور من الكفرة والمشركين .
فأين الرجوله التي يدّعونها وهم يقومون بتقليد النساء في أمور خاصة بهم . وقد لعن الله سبحانة وتعالى المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال .
ولا شك أن ماحملهم على هذا الفعل هو التقليد الأعمى لقرنائهم من قرناء السوء الذين يرون فيهم القدوة والمثل الأعلى للرجولة والفتوة والخروج عن المألوف بموضات وتقليعات شاذة يرون فيها أنها من علامات الشباب العصري وأنة لاينتمي إلى مرحلة الشباب من لايقوم بهذة التصرفات .
ولاشك أن هذا الفعل وغيرة من التصرفات الشاذة لاتصدر إلا من شخص ناقص العقل والأدراك لايستطيع التمييز بين الصح والخطأ وبين الحق والباطل , فهو بالسفة موصوف وبالحماقة معروف , وإلا لما أتخذ التصرفات الشاذة والغريبة القادمة من بلاد الكفر والفسوق والتي لايعملها هناك إلا من هم من سقطة المجتمع وحثالته الذين يعيشون على الأرصفه وفي في الشوارع وتحت الجسور , فكيف للمسلم الذي علمة هذا الدين الحنيف النظافة والسلوك القويم أن يتخذ هؤلاء قدوة ويحتذي حذوهم في الشكل والملبس .
نرجو أن تكون لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقفة مع هؤلاء الشباب الذين يجاهرون بهذة المناظر الفاشله بالتأديب والحلاقه على الزيرو لكل من يضبط بهذه القصّات والتسريحات .
وصلى اللهم وسلّم على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة وسلم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن كان له شعر فليكرمه ) . رواه أبو داود (4163) وحسَّنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/368) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أرجِّل رأسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض . رواه البخاري (291) .
والترجيل هو تسريح الشعر .
وكان شعره صلى الله عليه وسلم يصل إلى شحمة أذنيه ، وإلى ما بين أذنيه وعاتقه ، وكان يضرب منكبيه ، وكان – إذا طال شعره - يجعله أربع ضفائر .
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعرُه منكبيه . رواه البخاري (5563) ومسلم (2338) .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أذنيه وعاتقه . رواه البخاري (5565) ومسلم (2338) .
وفي رواية عند مسلم : ( كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة . رواه الترمذي (1755) وأبو داود (4187) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"ليس من السنة – إطالة الشعر - ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه حيث إن الناس في ذلك الوقت يتخذونه ، ولهذا لما رأى صبياً قد حَلَقَ بعض رأسه قال : (احلقه كله أو اتركه كله) ، ولو كان الشعر مما ينبغي اتخاذه لقال : أبقه .
وعلى هذا فنقول : اتخاذ الشعر ليس من السنة ، لكن إن كان الناس يعتادون ذلك فافعل ، وإلاَّ فافعل ما يعتاده الناس ؛ لأن السنة قد تكون سنة بعينها ، وقد تكون سنة بجنسها : فمثلاً : الألبسة إذا لم تكن محرمة ، والهيئات إذا لم تكن محرمة ، السنة فيها اتباع ما عليه الناس ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها اتباعاً لعادة الناس ، فنقول الآن : جرت عادة الناس ألا يُتَخَّذ الشعر ؛ ولذلك علماؤنا الكبار أول من نذكر من العلماء الكبار شيخنا عبد الرحمن بن السعدي وكذلك شيخنا عبد العزيز بن باز وكذلك المشايخ الآخرون كالشيخ محمد بن إبراهيم وإخوانه وغيرهم من كبار العلماء لا يتخذون الشعر ؛ لأنهم لا يرون أن هذا سنة ، ونحن نعلم أنهم لو رأوا أن هذا سنة لكانوا من أشد الناس تحرِّياً لاتباع السنة . فالصواب : أنه تَبَعٌ لعادة الناس ، إن كنت في مكان يعتاد الناس فيه اتخاذ الشعر فاتخذه وإلا فلا " انتهى.