العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 25-01-06, 02:06 pm   رقم المشاركة : 61
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(26)

عالم التشات ، عالم آخر !

ولله غيب السماوات والأرض وإليه يُرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافلٍ عما تعملون

سورة هود:123

تملئني النشوة وأنا أستمع للحديث الدائر عني في كل مجلس أكون فيه ! أحب دائماً أن أشارك الحضور في حديثهم وأعطي توقعاتي مثلهم ، وفي منزلنا أطبع الإيميل الذي أرسله كل جمعة لكم وأقرأه على أهل البيت مثلما تفعل جميع البنات ! أشعر في تلك اللحظات بلذة توازي لذة التمدد تحت غطاء سرير ناعم بعد عناء يوم شتوي شاق ، أو لذة من يدير المذياع في لحظة ملل ليفاجأ بأن أغنيته المفضلة تذاع من بدايتها !

**

بدأت علاقة لميس بالإنترنيت منذ كانت في الخامسة عشر من عمرها ، عندما بدأ والدها باستخدام الإنترنت عن طريق البحرين ، ثم مع دخول الإنترنت السعودية وهي في السابعة عشر بدأت تتعرف على ذلك العالم المثير عن قرب . كانت في الصف الثالث الثانوي عندما قام والدها بالاشتراك بخدمة الإنترنت ، فظلت علاقتها بالإنترنت محدودة بحكم خوفها على معدلها في تلك السنة المصيرية ، أما بعد التخرج فصارت تقضي ما لا يقل عن أربع ساعات يومياً على الإنترنت ، 99% منها على برامج المحادثة المختلفة (التشات) من ياهو ، ومايكروسوفت ، وآي سي كيو ، وإم آي آرسي ، وأي أو إل . كانت لميس تشتهر بسرعة بين أعضاء التشات بخفة دمها وشقاوتها ، وحتى مع حرصها على تغيير لقبها في التشات باستمرار إلا أن الكثيرين كانوا يكتشفون أن (السوسة) هي نفسها (عفريت) و (معسل) هي دلوعة بابا و(فرخة الجمعية) هي ( بلاك بيرل)! كانت تضحك من شكوك جميع الشباب الذين تحادثهم والذين لا يصدقون كونها بنتاً! - يا بوشنب اخلص علينا والله مانت بنية . - ليه طيب ؟ - يا خي البنات ما صلات ودمهم ثقيل وانت بصراحة محشش ! - يعني لازم أسوي نفسي تقيلة دم عشان تصدق إني ماني ولد ؟ - لا أنا عندي لك حل ! إن كنت فعلاً بنت ، سمعنا صوتك . - ههههههههههههه لا يا شيخ ؟ كان غيرك أشطر ! العب غيرها . - تكفين بس عطيني ألو ، وإذا ما ودك بالتليفون خليها في المايك ، بس عشان تثبتين لي إنك بنت مانت بولد . - عنك ما صدقت يا حبيبي ! - أخخخخخ . عورني قلبي على هالكلمة ! لا خلاص صدقت إنك بنت ! كلمة حبيبي طالعة من بُقك زي العسل ! - هههههههههه .... لا خلاص خليني أبو شنب أحسن من العسل وبلاويه ! - لا لا لا . أنا أشهد إنك أحلى شنبة ( واحد ما هو عارف وش يختار ولد ولا بنت ! محتاااااااااار ). - أحسن ! - طيب باسألك سؤال بيخليني أعرف إن كنت بنت ولا ولد . - أسأل يا عملي الأسود في حياتي . - رُكبك سود والا بيض ؟؟؟ - هههههههههه حلوة ! طيب أنا كما بأسألك سؤال أعرف منو إزا كنت بنت ولا ولد. - إسألي يا بعد عمري ! - أظافر رجولك سودا والا بيضا ؟؟؟ - هههههههههههه قوية ! وش دراك ؟ عاد هاذي ماركتنا المسجلة ! - شفت كيف؟! قال ركب سودة قال ! روحوا يا حبايبي شوفوا البلاوي اللي فيكو بعدين تعالوا تكلموا ! حصلت لميس من خلال التشات على عدد هائل من أرقام هواتف الشباب الذين عجزوا عن أن يحصلوا منها على أكثر من كلمات على شاشة . صرح لها المئات بإعجابهم بشخصيتها ، والعشرات بحبهم لها ، لكنها ظلت على قناعتها ، التشات مجرد وسيلة للضحك والتسلية و(الاستهبال ) على الشباب في مجتمع لا يسمح بذلك في أي مكان آخر . تعرفت قمرة على التشات من خلال لميس . كانت لميس في بداية الأمر تدعوها للدخول معها أثناء الساعات التي تقضيها على النت لتعرفها بأصدقائها أو لاين ، وشيئاً فشيئاً أدمنت قمرة التشات وصارت تصل الليل بالنهار وهي تحادث هذا الشاب أو ذاك أو ذاك أو ذاك ! منذ البداية ، أوضحت لميس لقمرة حقائق التشات وخفاياه . أخبرتها عن حيل الشباب المعروفة وألاعيبهم المكشوفة والتي قد تنطلي على حديثة عهد بالإنترنت مثل قمرة، حتى أنها قرأت لها بعضاً من الأحاديث القديمة لها مع أصدقائها على الإنترنت والتي تختزن أوتوماتيكياً على جهاز الكمبيوتر في بعض برامج المحادثة . - شوفي يا قمرة ، كل الشباب ستايلهم واحد لكن بينهم اختلافات بسيطة . مثلاُ اللي يجي من الرياض غير عن اللي يجي من الشرقية غير عن اللي يجي من الغربية وكدا . خليني أكلمك عن ستايل شباب الرياض بما إنهم يور مين إنترست : أول حاجة حيقول لك : ممكن أعرف إسمك ؟ انتي طبعاً ما تديلوا اسمك الحقيقي ، إما تديه اسم يعجبك أو تقولي لو سوري ما أبغي أقول اسمي . أنا عن نفسي أشتري دماغي وأقول أية اسم ، بس انتبهي كل واحد أديتيه أي اسم ! أنصحك تعملي زيي ، تسجليهم في دفتر علشان ما تتلخبطي ، أو تختاري اسم واحد ثابت ، بس كده أنا أحسو زهق ! بعد الاسم بكم يوم حيقول لك أنا معجب بشخصيتك وما عمري شفت زيك ، ممكن نتكلم بالتليفون ؟ حيطفشك وزن عليك وما حتوافقي طبعاً بس برضو حيديكي رقمو ! بعد كم يوم حيطلب صورتك علشان يبعث لك صورتو ، بس في الأخير حيمل ويبعتها من غير ما تبعتي لو حاجة . ساعتها ستي حتشوفي واحد من اتنين ! إما واحد جالس ورا مكتب وماسك قلم ووراه علم السعودية ، أو واحد عامل فيها بدوي وجالس جلسة عربية على الأرض ومتلتم وواحدة من ركبتيه مرفوعة ومسند دراعو عليها ، وما ناقصو غير صقر على كتفوا ويطلع في برنامج مضارب البادية ! بعدين حيقول لك إنو حب واحدة قبل سنتين وتزوجت . كانت تموت في دباديبو بس جالها عريس كويس وما قدرت تقول لأهلها لاه ، وهو ياحبة عين أمو كان لسه صغير وما يقدر يفتح بيت فاضطر يضحي سعادتو علشان سعادتها وقال لها يا بنت الحلال لا تربطي نفسك بيا وشوفي مستقبلك ونصيبك والله يوفقك ! بعد الاعترافات راح يبدأ يترك لك مسجات أوف لاين ، أغنية رومانسية والا قصيدة والا عنوان موقع شاعري حلو على الإنترنت ، وكما كم يوم حيتعترفك بحبه . راح يقول لك أنا كنت أدور على بنت متلك من زمان وأبغي أخطبك بس إحنا لازم نعرف بعض أكتر ونتكلم على التليفون (وفي بالو إنو راح يطلع معاك بس ما راح يصرح لك بكده وكفاية التليفونات في البداية عشان ما يخوفك)! بعدين شويه شويه حتبدأ مرحلة تقالة الدم ، واستلمي : ليش مطنشتيني ؟ ليش ما بتردي على مسجاتي بسرعة ؟ لا تكوني تكلمي واحد ثاني ؟ ما أبغاكي تكلمي واحد غيري. با غير عليكي . إزا جيتي مرة ثانية وما لقيتيني لا تظلي أو لاين ، ومن هادا الكلام اللي يسم البدن ويخليكي تديلوا بلوك والا اقنور على وشو زي الحلاوة علشان يبطل يعمل نفسو طرزان علكي مرة تانية ، وتروحي تشوفي غيرو !! أهم حاجة يا قمورة إنك ما تثقي بأحد ولا تصدقي أي واحد . حطي في بالك إنو مجرد لعب وإنو كل هدول الشباب نصابين ويبغو يضحكو على البنات الهُبُل ...). لم يكن أسلوب قمرة في التشات بجمال أسلوب لميس ولذلك فإن من تحمسوا لها بعد معرفتهم أنها صديقة لميس سرعان ما انفضوا من حولها بعد أن اكتشفوا أنها ليست بخفة دم صديقتها وسرعة بديهتها . بدأت قمرة تكوين صداقات جديدة بنفسها ، تعرفت على أناس من بلدان مختلفة ، وأعمار متفاوتة ، ومثل لميس ، لم تتعرف على أي من الفتيات . كان كل من على لوائحها للأصدقاء من الجنس الآخر . في إحدى الأمسيات المملة تعرفت على سلطان ، شاب بسيط ولبق في الخامسة والعشرين من عمره ، يعمل بائعاً في أحد محلات الملبوسات الرجالية . كان حديثه ممتعاً وكان يقرأ ما تكتبه له باهتمام ، ويضحك لنكاتها بمرح ويكتب لها الكثير من أبيات الشعر النبطي التي ينظمها بنفسه . مع مرور الأيام ، صارت تكتفي هي من الأصدقاء بسلطان وصار هو يكتفي من الصديقات بها ، كان يدعوها بلقبها على الإنترنت شموخ . حدثها كثيراً عن نفسه ، وبدا لها صريحاً وصادقاً وخلوقاً ، إلا أنها لم تستطع أن تعترف له بشيء عنها فاكتفت باسم شموخ ، وكذبة صغيرة مفادها أنها طالبة في أحد الأقسام العلمية بالجامعة . في تلك الأثناء ، كانت لميس قد تعرفت عر الإنترنت أيضاً على أحمد ، طالب الطب في جامعتها وكان كلاهما في السنة الثالثة . صار أحمد يضع لها نسخاً من الملخصات المهمة في إحدى المطابع لتستلمها من هناك فيما بعد ، وكانت هي ترسل له رسائل إلكترونية تحمل أهم النقاط التي قام الدكتور بالتركيز عليها قبل الامتحان ، فقد كان الدكاترة يتساهلون مع الطالبات أكثر من تساهلهم مع الطلاب والعكس صحيح ، ولذلك فقد كان الشاطر من تصله أخبار الدكاترة من البنات والشاطرة من تصلها أخبار الدكتورات من الأولاد ! لأسباب مهنية بحتة مثل اقتراب موعد الامتحانات وتقلص ساعات الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر وازدياد الحاجة لردود سريعة تتعلق بسؤال في أحد الامتحانات أو ملاحظة خاصة بأسلوب أحد الأساتذة في الاختبارات الشفوية ، انتقلت العلاقة بين أحمد ولميس من شاشة الكمبيوتر إلى سماعة الهاتف الجوال .







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 25-01-06, 02:07 pm   رقم المشاركة : 62
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(27)


سلطان الإنترنتي

إذا ما كنتش قد الحب ما تحبش !

محمود الميليجي


لم يعد يمر أسبوع من دون أن أقرأ موضوعاً يتناولني في جريدة أو مجلة أو منتدى على الإنترنت . فوجئت عند وقوفي في صف المحاسبة في السيفواي بمجلة شهيرة معروضة وقد كتب على غلافها : آراء المشاهير في القضية الأكثر سخونة حالياً في الشارع السعودي . لم أشك طبعاً بكوني تلك القضية الساخنة . ابتعت المجلة بهدوء وتصفحتها في السيارة وأنا أكاد أطير من الفرح ! أربع صفحات مليئة بصور كتاب وصحفيين وسياسيين وممثلين ومطربين ورياضيين يدلون بدلوهم في قضية الإيميلات ذات المصدر المجهول والتي تشغل الشارع السعودي منذ أشهر ! قرأت بضعة أسطر من حديث الأدباء فلم أفهم شيئاً . قالوا أنني أنتمي للمدرسة الانطباعية بين التناقض بين الانطباعية التأثيرية والتعبيرية إلا أن صاحب الرأي يصر على أنني أول من جمع بين الاثنتين ! لو يدري أنني لا أعرف معنى أي منهما حتى أجمع بينهما ! انتقلت لأسطر اللاعبين والممثلين وقرأت مديحاً يثلج الصدر ، إيه ! هذا الكلام ! ما لنا والسريالية الميتافيزيقية التأثيرية الحنطفيسية !!

**

- سديم تتوقعين إن في أمل راشد يحن على ولده ويجي يشوفه في يوم من الأيام ؟ - ما عليك منه . هماه يرسل فلوس مع أمه والا أبوه ؟ خلاص هو بقريح ! وش تبين به بعد كل اللي سواه ؟ من عافنا عفناه يا قمور لو كان غالي ! تتأمل قمرة بعد انتهاء مكالمتها لسديم ألبوم صور زواجها من راشد . تلاحظ عبوسه في جميع الصور بينما تبدو السعادة الانشراح على محياها . استوقفتها صورة لها وسط أخوات راشد ، ليلى المتزوجة أم لطفلين ، وغادة في مثل سنها ، وإيمان في الخامسة عشرة . توقفت لدقائق أمام هذه الصورة وهي تفكر ، وبعد أن توصلت إلى قرارها انطلقت بسرعة نحو جهاز الكمبيوتر ، وقامت بإدخال الصورة إلى الماسحة الضوئية (السكانر) وفي خلال ثوان ظهرت الصورة على شاشة الكمبيوتر أمامها، وببعض الخطوات البسيطة ، أخفت صورتها هي وليلى وإيمان ، وأبقت على صورة غادة فقط . في المساء ، عندما التقت بسلطان على الماسنجر ككل ليلة ، أقنعته بأنها وافقت أخيراً على إرسال صورتها له ، مقابل صوره الكثيرة التي أرسلها إليها . أرسلت له صورة غادة وهي ترتجف . أخبرته مقدماً أن الصورة قد التقطت لها وصديقاتها في عرس إحدى الصديقات ، وقد أخفت صورهن جميعاً أمانة منها . بعد أن انتهى من تحميل الصورة على جهازه ، وبعدما عبر لها عن مدى دهشته وإعجابه بجمالها الذي لم يكن يتصوره ، ألقت إليه بتتمة الكذبة ، أخبرته أن اسمها الحقيقي هو غادة صالح التنبل !
** تتصل حصة بأختها الكبرى نفلة لاستشارتها في مشاكلها الدائمة مع زوجها خالد : - تخيلي ياختي إنه صار يعيرني بقمرة ! ما غير يقول لي وش سوت الداشرةووش ما سوت !! كله عشان سمع من أخواني إنهم ركبوا لها نت في البيت ! - ما يستحي على وجهه يقول ذا الكلام ! بس وراه ما علمتي أمي من أول ؟ - علمتها بس تدرين وش قالت لي ؟ قالت زوجك ما عليه من قمرة ! البنت ما عندها شي تفرح بوه وكفاية حبستها بهالبيت ليل ونهار . على الأقل مقابل هالكمبيوتر أهون من الدوران في الشوارع بأنصاف الليالي ! - أمي مكسور خاطرها على قمرة ليش إنها تطلقت . - ويعني ما دام قمرة تطلقت تبيني أنا بعد ألحقها وأتطلق ؟؟ رجلي يبيها من الله! إن سمع عنها شي تسذا ولا تسذا ليرمينن أنا وعيالي في الشارع ! - ما يخسى إلا هو ! وشو ما عندتس بيت أهل تقعدين بوه ؟ - من زين قعدة بيت الأهل الحين ! أنا والله كل ما شفت حالة قمرة وهالعيشية اللي عايشتها حمدت ربي على هالبلا اللي عندي ، على قولة المثل : اقضب قريدك لا يجيك اللي أقرد منه ! يالله ، الحمد لله والشكر على كل حال . منذ أن أرسلت له صورة غادة أخت راشد (أو صورتها) وسلطان يكاد لا يفارق النت ! ألح عليها كثيراً حتى تقبل بمحادثته هاتفياً إلا أنها أصرت على الرفض لأنها ليست من (ذلك النوع) من الفتيات . كانت كلما ازدادت رفضاً ، ازداد سلطان تعلقاً بها وتمجيداً لأخلاقها . في الحقيقة ، كانت قمرة قد فكرت ملياً في مسألة المكالمات هذه وقررت أنها لا تستطيع القيام بها لسببين ، أولهما أن هاتفها الجوال باسم والدها ، وهكذا فإن بإمكان سلطان اكتشفا كذبتها ومعرفة أنها ليست صاحبة الاسم الذي تدعيه ، وثانيهما أنها لم تتحمس يوماً لفكرة محادثة شاب غريب هاتفياً ، وإن كانت تشعر بقرب سلطان منها وتحس بصدقه والتزامه ، إلا أن شيئاً ما بداخلها ظل رافضاً للفكرة ومستهجناً إياها . بعد ليالٍ طويلة من السُهاد ، ودموع كثيرة ذرفتها ندماً على فعلتها غير المبررة باستغلال صورة غادة للانتقام من راشد ، وبعدما حدثتها والدتها عن مشاكل حصة مع زوجها بسبب إدمانها هي على الإنترنت ، اتخذت قمرة قرارها الصعب بالانسحاب من عالم التشات السحري والبعد عن طريق سلطان الطيب الذي لا يستحق هذا العبث منها ، خاصة بعد أن بدأ يحدثها عن رغبته بالاقتران بها . اختفت قمرة بلا مقدمات وانقطعت أخبارها ورسائلها عن سلطان الذي ظل يكتب لها إيميلات الشوق والحب والاستعطاف لشهور طويلة دون أن ترد عليه يوماً .







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 25-01-06, 02:08 pm   رقم المشاركة : 63
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(28)

هل أحبها ماتي وهل أحبته؟


عندما تبرد المحبة في قلب المرأة ، لا تعود كل أجواخ العالم تُدفئها .

نيلسون

نصحني القارئ إبراهيم بأن أصنع لنفسي – أو أن يصنع هو لي – موقعاً على الإنترنت أنشر فيه رسائلي منذ الرسالة الأولى وحتى الأخيرة ، حماية لها من السرقة والضياع ، وحتى أضمن المزيد من القراء لرسائلي حيث سيتم وضع إعلانات وروابط وأشياء أخرى في الموقع كتب لي عنها بإسهاب . أشكرك يا أخي على حرصك وتعاونك ولكنني لا أفهم في تصميم المواقع أكثر مما أفهم طبخ البامية ، ولا يمكنني أن أحملك يا إبراهيم عبئاً كهذا قد تحقد علي بعده ، ولذلك فإني سأظل على أسلوبي العتيق في إرسال الإيميلات الأسبوعية بانتظار عرض أفضل ، كعمود أسبوعي في صحيفة أو برنامج إذاعي أو تلفزيوني أو أي اقتراح تجود به قرائحكم! شحاذة وتتشرط !

**

استطاع ماتي أن يجعل من حياة ميشيل مغامرة ممتعة لا تنقطع ، وساعدها معنوياً وعملياً على التأقلم مع نمط معيشتها الجديد . كان يشرح لها ما تستصعبه من دروس سواء في المادة التي يدرسها إياها أو في غيرها من المواد ، وكان يهتم بمتابعة شؤونها في السكن الجامعي ويحاول مساعدتها في حل أية مشكلة تواجهها ، ورغم استمتاعها بسكنها المستقل وتلذذها بطعم الحرية التي تجربها لأول مرة في حياتها إلا أنها كانت تقضي في منزل خالها يومياً أكثر مما تقضيه في غرفتها الصغيرة في سكن الجامعة والتي تشاركها إياها فتاة أخرى . بعد تجاوز صعوبة الأشهر الأولى ، واعتيادها على الروتين الجامعي اليومي ، بدأ تندمج في نشاطات الجامعة وتشرك معها ابن خالها ماثيو (ماتي) الذي كان يُشركها بدوره في نشاطاته الأسبوعية هو ورفاقه . نظمت الجامعة لها ولزملائها رحلة برية للتخييم في حدائق يوسمتي أثناء عطلة نهاية الأسبوع ، وانضم ماتي إلى مجموعة المشاركين بصفته رئيس جمعية أصدقاء الطبيعة في الجامعة . هناك ، بين أحضان الطبيعة الساحرة التي لم تر ميشيل شيئاً بجمالها من قبل ، كان ماتي المرافق المناسب في المكان المناسب . كان يوقظها باكراً حتى تجلس معه فوق الصخور الصغيرة في مكان بعيد ليرقبا شروق الشمس التي تتكسر أشعتها على مياه الشلال المتدفقة أمامهما . كانا يتسابقان لالتقاط أجمل الصور لتلك المناظر الخلابة . تثير غيرته بصورة التقطتها لقبلة بين سنجابين حبيبين ، فيرد عليها بعد قليل بصورة لغزال يسد برأسه قرص الشمس فتبدو أشعتها وكأنها قرون عظيمة تمتد على مرمى النظر . اصطحبها معه في إحدى اللونق ويك إندز إلى نابا فالي التي دعاه إليها ويليام موندافي ، حفيد عائلة موندافي أصحاب أشهر مصانع الخمور في العالم ، وأحد أصدقائه المقربين . في مزرعة ويليام أو بيلي كما يناديه الجميع ، تذوقت أفضل أنواع المربى الطازجة واللحوم المشوية والمكرونة المحضرة من قمح المزرعة إلى جانب أفخر أنواع النبيذ من الشاردونيه والكابرنيه سوفنيو. كانت هذه أمثلة من عطل نهاية كل أسبوع ، أما في العطل الطويلة إلى حد ما والتي لا تسافر فيها للسعودية كعطلة عيد الفصح فقد كان يصطحبها بسيارته إلى لاس فيغاس أو لوس آنجليس . كان خالها يُعد من أبناء الطبقة الراقية أو ما فوق المتوسطة في سان فرانسيسكو ولذلك فقد كان ماتي براتبه الشهري من الجامعة ومساعدة والده ، إلى جانب ما يرسله لها والدها من مصروف شهري كبير ، يرسم لهما معاً خططاً ممتعة لقضاء أية إجازة بشكل غير اعتيادي . أخذها في لاس فيغاس إلى عرض راقص لفرقة لورد أوف ذا دانس الشهيرة ، كما فاجأها بتذكرتين لحضور العرض المائي الباهر (ذي أو شو) للسيرك دو سوليه ، أما في لوس آنجليس فقد كانت هي قائدة الرحلة بحكم زيارتها لها من قبل . أخذته إلى الروديو داريف في النسيت بوليفارد لتمارس أولاً وقبل كل شيء هوايتها في التسوق رغم تذمره ، ثم أمضيا السهرة في تدخين الشيشة في جبسي كافيه ، أما في اليوم التالي فاستمتعا بالسير في البالم بيتش قبل أن يسهرا في مطعم بيبلوس الذي لاحظت تواجد السعوديين فيه بكثرة بصحبة صديقات هنديات وإيرانيات . كان السعوديون يشكون بكونها سعودية بسبب ملامحها ويستغربون وجودها مع شاب أمريكي ، لكن لكنتها الأمريكية المتقنة أثناء حديثها مع ماتي بددت شكوكهم وأبعدتهم عن ملاحقتها بنظراتهم التي تتصيد الفتيات الخليجيات. خلال أيام الأسبوع ، كان يأخذها إلى الحي الصيني حيث الدكاكين الصغيرة والمطاعم الصينية التقليدية . كانا في كل مرة يزوران فيها الحي الصيني يتناولان عصير الكوكتيل الممزوج بالتابيوكا التي تجعل الشراب لزجاً بعض الشيء وأشبه بالصمغ . في فصل الربيع كان يحب اصطحابها لتأمل منظر الغروب من على شاطئ سوساليتو القريب من القولدن قيت . كان يعزف لها أنغاماً ساحرة على غيتاره حتى تنغمس كعكة المس في كوب البحر ، أما في أيام الشتاء فكان كثيراً ما يصطحبها لشرب الكاكاو الساخن في جيراديللي الذي يطل على سجن الكاتراز الشهير العائم وسط البحر ، فيحتسيان شرابهما الساخن وهما يتأملان منارته المضيئة من بعيد والتي تقف دليلاً للسواح والمقيمين على ماضٍ أمريكي مثير للاشمئزاز في قسوته وسواده . كان أكثر ما يعجبها في ماتي احترامه لوجهة نظرها مهما كان الاختلاف بينهما . هي نفسها كانت تلاحظ تسلطها في إقناعه بوجهة نظرها في كثير من الأحيان ، إلا أنه كان دوماً يشرح لها أن اختلافاتهما لا تعني أكثر من كونها اختلافات في وجهات النظر ، وعلى ذلك فليس من المجدي أن يزعجا نفسيهما بمحاولة تغيير أحدهما الآخر من أجل أن يشبها بعضهما في كل شيء ! اعتادت ميشيل في بلادها أن تنسحب من النقاشات بعد أن يتحول الحوار إلى مشادات كلامية ساخنة وتسفيه للآراء ، وكان تتحاشى التعبير عن آرائها صراحة إلا أمام من (تمون) عليهم كصديقاتها المقربات . كانت تلاحظ أن الرأي العام في بلادها لا يعبر بالضرورة عن الرأي العام الفعلي ، لأن الناس كانوا يترددون كثيراً قبل أن يدلوا برأيهم في قضية ما حتى يتحدث أحد الشخصيات القوية أو أصحاب الكلمة المسموعة بين الناس فيقوم الباقون بتأييده . كان الرأي العام علاقة متعدية تترتب على رأي واحد ، رأي الأقوى . هل أحبها ماتي وهل أحبته ؟ لا يمكن إنكار أن كل هذا القرب على مدى عامين متواصلين والاهتمامات المشتركة ساهمت في التقريب بينهما إلى حد كبير ، وأنه مرت عليها لحظات تخيلت فيها أنها تحبه بصدق ، خاصة بعد أمسية شاعرية على رمال المحيط أو بعد نجاحها بتفوق في مادة من أصعب المواد بعد استماتة ماتي في تدريسها إياها قبل الامتحان ، لكن فيصل ظل مخبئاً في أحافير قلبها ، سراً دفيناً لا تستطيع البوح به لماتي الذي يعرف عن السعودية أقل مما أعرف عن أنا عن تصميم المواقع وطبخ البامية مجتمعتين ، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال تخيل القيود التي أحكمت بقسوة على حبها لفيصل ومنعته من الارتباط بها . يظن ماتي الذي ينحدر من بلاد الحرية أن الحب كائن خارق يصنع المعجزات . هي نفسها كانت تعتقد ذلك في بداية صباها ، قبل أن تعود من أميركا للعيش في بلادها التي ثٌعامل الحب فيها كنكتة خارجة يمكن التندر بها لفترة قبل أن يمنع تداولها من قبل جهات عليا .







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 10:55 pm   رقم المشاركة : 64
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(29)


فراس غير

متى أحبت المرأة ، كان الحب عندها ديناً ن وكان حبيبها موضع التقديس والعبادة.

طاغور خالد

(الشريه) بعث لي دعوة للكتابة في مجلة (الديمن) لصاحبها (ابن السبيت) ، والتي ترأس تحريرها الدكتورة شريفة (الهاص) . بما أنني اكتشفت الآن أن الشحاذ قد يحصل على ما يريد عندما يتشرط ، فسأنتظر حتى أحصل على عرض بتقديم برنامج تلفزيوني أو إذاعي مثل برنامج إضاءات لتركي الدخيل . ما فيش حد أحسن من حد ! استمروا في تدليلي ، فأنا بحاجة إلى دفعة أسبوعية من الدلع والتدليل حتى أستمر ، لتستمعوا بما أرسله لكم كل جمعة . تذكروا أنكم أنتم الرابحون أولاً وأخيراً .

***

تضع أم نوير صحن الحلاوة الطحينية (الرهش) وإبريق الشاي أمام سديم وتصب هذه الأخيرة بيالة لكل منهما ، لترشفاها مع قطع الحلاوة الدسمة . - تصدقين يا خالتي ، ما عرفت أن وليد ما يسوي إلا بعد ما تعرفت على فراس . - عسى بس ما ييي(يجي) اليوم اللي تعرفين فيه إن فراس هم ما يسوى ، بعد ما تتعرفين على اللي وراه ! - فال الله ولا فالك !الله لا يقوله !! أنا ما أبغي من هالدنيا إلا فرسا . فراس وبس. - كنتِ تقولين نفس هالكلام عن وليد ، وبييي (يجي) يوم واذكرج ! - بس فراس وين ووليد وين يا خالتي أم نوري ! - ويه ما لت عليهم اثنينهم ! على قولة المصارية : إيش جاب لجاب ؟ بين الشبشب والقبقاب . - مدري وش فيك ما تحبين فراس ، مع إنه وش ملحه ! - أنا ما أحب كل الرياييل . سليمة صكتهم واحد واحد ! نسيتي لما قلت لج إن وليد مو عاجبني وما عاجبج كلامي ؟ - لا ما نيسيت . كنت خبلة وعلى نياتي ، وإلاّ واحد يجي يقول لي في الملكة إنه راقب كل تليفونات البيت الثابتة والنقالة قبل ما يخطبني ، وفحص سجلات المكالمات الصادرة والواردة لمدة 6 أشهر قبل الخطوبة ، وأنا بكل غباء أقول له الحمد لله إني نجحت بالامتحان ! لا وفخورة بنفسي بعد ! مالت عليّ ! - مدمغة! قلت لج يومها هاللي يسوى جذيه مريض بالشك ومعقد بس ما صدقتيني ! ذبحتينا أحبه وأحبه ! قلت لج باتشر (باكر) يسوي أكثر وما بتخلصين من هالامتحانات ، تشنج (كإنك) داخلة ثانوية عامة مو زواج !وهذا هو ، سوّى لج امتحان آخر شي مثل ويهه(وجهه) ولما ما يبتي (جبتي) النتيجة اللي كان هو يبيها قطج(رمى بك) على صخر! قطوة بجهنم الحمراء قولي آمين ! - بسم فراس غير يا خاليت ، والله عمره ما عرّضني لموقف مثل كذا ولا عمره سألني أسئلة من طقة أسئله وليدوه . فراس مخه نظيف وما يشوف كل شي بوصاخة مثل وليد ! - بس يا سدوم ما يصير تحسسينه إنه كل شي بحياتج ! إنتي صايرة تسوين له (تبسط كفيها وتؤرجحهما أمامها) يا دهينة لا تنكتين ! - وش أسوي يا خالتي تعودت عليه !صار كل شي بحياتي ! أول صوت أسمعه أول ما أقوم الصباح وأخر صوت أسمعه قبل ما أنام ، وطول اليوم هو معاي وين ما كان . يا خالتي تخيلي إنه يسألني عن امتحاناتي قبل أبوي ، ويتذكر البحوث اللي علي أكثر مني ، وإن صارت لي مشكلة بدقيقة حلها لي بعلاقاته ووساطاته ، وان احتجت لشي حتى لو بيبسي بنص الليل قام ووصى أحد يجيبه لي . تخلي إنه مرة من المرات راح بنفسه للصيدلية الساعة أربعة الفجر عشان يجيب لي (أولويز) لأن سواقي كان نايم ! راح بنفسه وشراه لي وحط الكيس عند باب بيتنا ومشى ! يعني معقول يا خالتي بعد كل هالدلع اللي مدلعني إياه ما تبينه يصير كل حياتي ؟ أصلاً أنا وربي ما عدت أذكر كيف كنت عايشة بدونه ! - عدال يا معوده سويتيه حسين فهمي ! إنزين . الله لا يغير عليكم ، ويعطيج خيره ويكفيج شره ! بس والله إن قلبي مو مرتاح له . - ليش بس ؟ علميني ! - الحين ما دامه يحبج على قولتج عيل ليش ليما الحين ما خطبج ؟ - هذا اللي محيرني يا خالتي . - انتي ما قلتي لي إنه تغير من يوم ما دري إنج كنتي عاقدة على وليد ؟ - هو ما تغير بس ، يعني ... حسيت إنه فرق علي شوي . هو ما زال على حنانه ورقته وحرصه علي ، لكن كإن في شي بداخله ما صار يطلعه قدامي ، يمكن يكون هالشي غيرة ! أو قهر إنه ما هو أول إنسان بحياتي مثل ما أنا أول بنت بحياته . - وانتي من قاص عليج بالله وقايل لج إنج أول بنت يحياته ؟! - مجرد إحساس ! قلبي يقول لي إني الحب الوحيد بحياته ، وحتى لو كان عرف بنات قبلي بحكم سنه وعيشته برا ، فأنا متأكدة إنه ما حب واحدة وتعلق فيها ودمج حياته بحياتها مثل مجرد إحساس ! قلبي يقول لي إني الحب الوحيد بحياته ، وحتى لو كان عرف بنات قبلي بحكم سنه وعيشته برا ، فأنا متأكدة إنه ما حب واحدة وتعلق فيها ودمج حياته بحياتها مثل ما سوا معي . الواحد ما يحب ويوصل لهالمستسوى من العطاء والبذل وهو في هالسن إلا إن كان شايف إن اللي حابها ومتعلق فيها واحدة غير ! واحدة من جد تستاهله ، لأنه ما عاد صغير ، وتفكيره في هالسن ما هو تفكير شاب توه في العشرينات ! الرجال في هالسن إذا حب على طول يفكر بالاستقرار والزواج ، ما عنده لعب وتعالي نتعرف على بعض ونشوف ومن هالحكي حق العيال ، والدليل إنه إلى الآن ما عمره طلب مني إنه يشوفني بعد أيام لندن غير هذيك المرة اللي على طريق الشرقية ! - أنا ما دري شلون تجرأتي تخلينه يمر يمكم (جنبكم) بالسيارة وانتي راكبة مع أبوج ! مينونة ! افرضي إن أبوج صادج ؟ اش كان سويتي ؟!. - أنا ما تجرأت ولا شي ، المسألة كلها صارت بالصدفة ! كان المفروض إني أسافر الشرقية بالسيارة مع أبوي عشان نحضر عزاء ، وفراس كان رايح لأهله يقضي الويك إند معهم وطيارته فاتته فقرر يروح بالسيارة . أبوي طلع من الشغل بدري يومها وقال خلينا نمشي وفراس اللي كان المفروض يمشي من الظهر تأخر للعصر بسبب الشغل ! صدفت ساعتها إننا صرنا أنا وهو على الخط ، وظلينا على المسجات وكل واحد يقول للثاني كم كيلوا باقي له ويوصل ، وأنا أحاول أقنعه يبطل يكتب مسجات وهو يسوق! فجأة لقيته يوقل لين وش سيارة أبوك ؟ قلت له لكزس سماوي ، ليه ؟؟ قال أبد بس التفتي يسار بعد خمس ثواني وبتشوفيني !!! آه يا خالتي ... ما قدر أوصف لك شعوري لحظة ما شفته ! عمري ما تصورت إني ألقى إنسان أحبه للدرجة هاذي . مع وليدوه الزفت كنت أحس أني مستعدة أقدم أي تنازلات علشان يرضى عني ، لكن مع فراس المسألة معاه رغبة في العطاء بلا حدود. ودي أعطيه وأعطيه وأعطيه ! تصدقين يا خالتي ، أحياناً تجيني أفكار أستحي منها .. - مثل شنو ؟ - يعني مثلاً أتخيل نفسي وأنا أستقبله كل يوم في بيتنا بعد الزواج وهو راجع من الدوام تعبان . أجلّسه هو على الكنب وأجلس أنا على الأرض قدامه . أتخيل نفي أغسل رجوله بموية دافية وأبوسهم وامسح بهم على وجهي ! مدري كيف يثيرني هذا الخيال يا خالتي ، يثيرني بدرجة جنونية ! مع إن عمري ما تخيلت إني ممكن أفكر أسوي كذا لأي رجال مهما كان ! مدري كيف هالفراس قلب كل مفاهيمي يا خالتي وخلاني أعشقه بهذا الشكل المتطرف ! - ما أقول غير الله يعطيج على قد نيتج يا حبيبتي ويكافيج الشر قولي آمين .


نهاية الجزاء التاسع والعشرون







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 10:56 pm   رقم المشاركة : 65
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(30)

: قمرة التي لم تتغير

وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهوة الغفور الرحيم

سورة يونس :107

تردني رسائل كثيرة تحوي قدحاً في أم نوير ، وتذم أهالي صديقاتي الذين سمحوا لبناتهم بالتردد على منزل امرأة مطلقة وحيدة . هل الطلاق كبيرة من الكبائر ترتكبها المرأة دون الرجل ؟ لم لا يُضطهد الرجل المُطلق في مجتمعنا كاضطهاد المرأة المُطلقة ؟ أعرف أنكم تستنكرون أسلتي الساذجة ولكنها أسئلة منطقية جديرة بإجابات عادلة تحمي أم نوير وقمرة وغيرهن من المطلقات من هذه النظرة الفوقية التي يتصدق بها المجتمع عليهن ، فيما الرجال المطلقين يعيشون حياتهم دون معاناة أو رقابة .

***

لم تتغير حياة قمرة بعد ولادة طفلها كثيراً ، فأعباء العناية به كانت ملقاة على عاتق المربية الفلبينية التي استقدمتها أم قمرة خصيصاً لهذا الشأن ، لمعرفتها بكسل ابنتها وإهمالها حتى لنفسها فكيف بطفل حديث الولادة ؟ بقيت قمرة على حالها ، بل عادت إلى حالها قبل الزواج . كان يكفيها الاكتئاب الحاد الذي أصابها بعد انقطاعها عن التشات . ظلت تفكر بسلطان لمدة ليست بالقصيرة . كانت كثيراً ما تشعر برغبة عارمة في محادثته لكنها كانت تعدل عن ذلك بعد أن تتذكر وضعه ووضعها اللذين يصعب اجتماعهما بسهولة. تأخذها الأفكار بعيداً كل ليلة . تلاحق صديقاتها الثلاث وتقارن حياتها بحياة كل واحدة منهن ، فهذه سديم غارقة في حب سياسي ناجح وشخصية معروفة ، قد يتقدم لخطبتها في أية لحظة بناءً على ما تخربه إياها سديم عن حبهما الرائع وتفاهمها حول كل شيء ... والله وبتطيحين واقفة يا سديم ! أحسن من هالشباب الصغار اللي ما يعرفون وش يبغون من الدنيا ؟! لميس في سنتها الجامعية الثالثة وستصبح عما قريب دكتورة قد الدنيا ! لا باس إن تأخر زواجها ، فتأخر سن الزواج شائع في أوساط الطبيبات وقد اعتاد المجتمع على ذلك حتى صار من المستهجن والمستغرب أن تتزوج طالبة الطب صغيرة ! إن أرادت الفتاة أن تعنّس دون أن تنال لقب (عانس) فما عليها إلا أن تدرس الطب ، فالأبصار مغضوضة عن هؤلاء ! أما طالبات الكليات الأدبية والدبلوم ومن لا تلتحق بأية جامعة ، فأصابع الاتهام بالعنوسة تبدأ في الاتجاه نحوهن بمجرد بلوغهن العشرين . بس لميس محظوظة بأمها ما شاء الله . أمها فاهمة ومثقفة ودايم تقعد وتتكلم معها ومع تماضر ، ومتعودين يسولفون لها عن كل شي بدون مِستحى . الله يخلف على أميمتي اللي على قدها وما تعرف لهالخرابيط وكل ما قلنا لها شي قالت لا ، وما كنا نسوى تسذا وما كنا نقول تسذا وكل شي تنقد عليه ! ذاك اليوم لما اشترت شهلاء شوية قمصان نون وبيجامات حرير تقول كل صديقاتها عندهن مثلها هاوشتها وأخذت منها كل الحاجات ورمتهن بالزبالةوهي تصارخ : بعد ما بقى إلا ذا ! تبين تلبسين (قلة حيا) وانت ما بعد أعرس !؟من بكرة راحت شرت لها درزن ملابس داخلية من طيبة وعويس وجابتهن لها بزعمها تراضيها !عطتها الأغراض وقالت لها : الحين ما لك إلا ذولي ، والخرابيط ذيك لاحقن عليها لين أعرست !. حتى ميشيل التي تخلى عنها فيصل كانت أوفر حظ منها ، فأهلها قد سمحوا لها بالدراسة في أميركا بينما هي لا يُسمح لها حتى بالخروج من المنزل وحدها ، وفي زياراتها القليلة لبيت سديم ، كانت أمها تجبر أحداً من إخوتها على إيصالها بنفسه والعودة بها رغم وجود السواق ! ( يا حظك يا ميشيل ) بتاخذين راحتك وتعيشين حياتك مثل ما تبين ! ما وراك أحد يسأل وين رايحة ومنين جاية !بتكونين حرة نفسك وما عليتس من أحد ولا عليتس من كلام الناس اللي ما ينخلص منه . كانت إذا اجتمعت بصديقاتها الثلاث شعرت بالفرق الشاسع الذي طرأ عليهن بعد دخولهن الجامعة . لميس صارت تفضل الاجتماع بصديقاتها من كلية الطب على الاجتماع بهن ، ثم أنها لا تدري ما الذي جرى لعقل هذه الفتاة حتى تلتحق بدورات في الدفاع عن النفس وفي اليوغا ! أصبحت لميس بعيدة عنهن في تفكيرها منذ التحاقها بالكلية الغبراء ، كلية الطب . ميشيل أصبحت ترعبها أحياناً بحديثها عن الحرية وحقوق المرأة ، وقيود الدين والأوضاع الاجتماعية وفلسفتها للعلاقة بين الجنسين ونصائحها لها بأن تكون أقوى وأشرس في الدفاع عن حقوقها وعدم تقديم تنازلات في حق الذات ! سديم الأقرب إليها هي الأخرى بدت أنضج بكثير بعد العطلة الصيفية التي قضتها في بريطانيا ، لعل سفرها وحدها والعمل الصيفي والقراءة قد أفادوها ، أو لعل تلك الثقة بالنفس مصدرها حب رجل بمكانة فراس لها . أياً كانت الأسباب ، فقد شعرت قمرة أنها الوحيدة التي لم تتغير منذ أيام المرحلة الثانوية ، اهتماماتها لم تتغير وأفكارها لم تتطور وأولوياتها لم تتبدل . ما زال حلمها الوحيد هو الزواج من رجل ينتشلها من وحدتها ، ويعوضها عن أيام الشقاء التي عاشتها . كم ودت لو استمدت من ميشيل بعض صلابتها ومن سديم بعض ثقافتها ومن لميس بعض جرأتها ! كم أرادت أن تصنع من نفسها شخصية تحاكي شخصيات صديقاتها وتستطيع الدخول معهن في نقاش عميق ، لكنها ظلت عاجزة عن مجاراتهن . يبدو أنها خلقت بهذه الشخصية الضعيفة التي تحتقرها لتظل سائرة وراء الركب طوال حياتها . ذهبت لتلقي نظرة على صالح قبل أن تنام . دخلت الغرفة التي وضع فيها فراشه الصغير المزركش إلى جانب سرير المربية . اقتربت من فراشه بهدوء حتى لا توقظه أو توقظها ، وإذا بعيني الطفل تلمعان لها وسط ظلام الغرفة وهو يتلفت نحو مصدر الصوت ببراءة ودعة . مدت إليه يديها فتعلق بهما لتلتقطه بحنان وتحمله . حالما حملته شعرت بملابسه المبللة وفخذيه الرطبين وشمت الرائحة النفاذة المنبعثة من حفاظته الصغيرة . حملته إلى الحمام لتجد مؤخرته الغارقة في البلل مغطاة ببقع حمراء صغيرة . لم تعرف قمرة كيف تتصرف في ظرف مثل هذا ، هل توقظ أمها أم توقظ شهلاء ؟؟ ما أدرى شهلاء بالأطفال ! إذا كانت هي نفسها لا تعرف ما تفعل ! هول توقظ المربية ؟ الله يقطعها! كله بسببها!! نايمة ومخلية ولدي غرقان بالبول ! كان الولد أمامها يلعب ببطته الصفراء المطاطية التي ناولته إياها دون أن تبدو عليه معالم الألم أو الضيق ، لكن الأمر كان أقسى على قمرة من مجرد طفح جلدي! كل شيء كان قاسياً عليها ، راشد ، ونظرة المجتمع ، وأمها وحصة ، وزوج حصة ، وموضي ، وصديقاتها ! الكل يستضعفها ويعيب تفاهتها وتخلفها ، حتى المربية الفلبينية أهملت العناية بطفلها بعد أن لاحظت عدم حرصها هي عليه !يا لها من حياة قاسية أخذت منها كل شيء ولم تمنحها شيئاً في المقابل ! أخذت منها شبابها ومرحها لتستبدلهما بلقب بشع وطفل ليس له من سند في هذه الحياة سواها ، هي الأمس منه حاجة للسند ! سقطت البطة من كف صالح الصغيرة عندما احتضنته قمرة بكل ما فيها من قهر وندم وعذاب ، وهي تبكي .



30







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 10:57 pm   رقم المشاركة : 66
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(31)

(حش) في الرجال

يكفي المرأة رجل واحد لتفهم جميع الرجال ، ولكن لا يكفي الرجل مئات النساء حتى يفهم امرأة واحدة جورج برنارد شو لقد أصبحت هذه القصة حياتي . أصبح يوم الجمعة أكثر قداسة من ذي قبل وأصبح لجهاز الكمبيوتر موقع أساسي في غرفتي بعد أن كان ينتقل من غرفة إلى أخرى دون أن أكترث ، وصرت أضحك كلما أغاظتني زميلة أو أستاذة من أساتذة الجامعة اللواتي يحرقن الدم ! كل هذا لا يساوي شيئاً أمام ما أفعله . كل هؤلاء المتعجرفات يلتصقن بشاشة الكمبيوتر كل جمعة ليقرأن ما أكتب ، فلأدعهن لتفاهاتهن ، ويكفيني ما أحس به في داخلي من فرح واعتزاز !

**

اجتمعت الصديقات الأربع في مننزل قمرة في آخر أيام العطلة الصيفية ، وكل واحدة منهن تحمل بين يديها لعبة أو قطعة حلوى لصالح تحثه بها على المشي نحوها بخطواته المتعثرة وساقيه السمينتين كساقي البطة . اندفعت قمرة توبخ لميس على ما اكتسبته في شاليهات جدة من سمرة برونزية : - قسماً بالله إنك مجنونة ! الحين الناس تدوّر البياض وانتِ تتسدحين بالشموس! - أيش أسوي اشتهيت أعمل برونزاج ! والله إنو أتراكتف ! - بالله يا بنات ردوا عليها ، ذا المهبولة ! تتدخل ميشيل التي يعجبها اللون البرونزي على لميس : - آكتشولي ... آي لايك آت . تثور قمرة وتحاول إقناع سديم بتأييدها : - سديم ! شوفي هالمجانين وش يقولون ! بالله أحد يعوف البياض ويروح للسواد برجلينه! عمرتس سمعتي بحرمة تدور على عروسة سودا لولدها ؟ - يا شيخة خلي كل واحدة تسوي اللي على مزاجها . إلى متى وحنا نسوي اللي على مزاج الحريم واللي على مزاج عيالهم ؟؟ أنا أقول سوي تان يا لميس زي ما تبين وإذا ودك تولعين بشعرك بقاز بعد لا يردّك إلا يدينك ! - جبتس عون صرتي لي فرعون ! ترد قمرة بغيظ . - لا عون ولا فرعون . بس من جد زهقت من هالتبعية اللي فينا ! كلٍ يمشينا على مزاجه ! ما صارت عيشة ! الواحد ما له راي حتى على نفسه ! تسألها صديقاتها : - سدومة أيش فيك ؟ من اللي مضايقك ؟ - أكيد متضاربة مع فراس . هوا أكيد ما في غيرو ! - وش سوى لك ذا القرد ؟ - إنتِ شفتيه في باريس ؟ حاولت سديم تهدئة انفعالها الذي فاجأ صديقاتها وراحت تسرد عليهن ما يربكها من أفكار : - شفته مرة واحدة . أصلاً هو جا هناك يوم واحد بس عشان يشوفني ، وأنا طبعاً ما قدرت أقول له لأ . ما أكذب عليكم ، بصراحة أنا بعد ما كنت ميتة أبغي أشوفه ! طول السنة اللي فاتت ما شفته بسبب دراستي وشغله ، ولأننا اثنينا متفقين على إن المقابلات بيننا في الرياض بتكون صعبة ومحرجة وغير مريحة مثل برا . برا الواحد ياخذ راحته وأقدر أقابله بأي مكان لكن هنا لأ . قابلته في مطعم رايق وجلسنا نسولف مع بعض . كانت جلسة حلوة . ترد ميشيل : أكيد بعدها قال لك كيف رضيتي تطلعين معي ؟ وإلا شك فيكِ عقبها وصار يعاملك ببرود ! أنا عارفة هالحركات حقة شبابنا المعقدين!! ذي آر مينتالي تويستد ! هو أنا هجيت من بلدكم من شوي!. بالعكس هو عمره ما عاملني بهالطريقة ، مع إنه كان يتكلم عن بعض البنات قدامي كنت ألاحظ أحياناً إنه فيه شوي من خصلة هالشك ، لكن مو معي أنا . فراس عارفني زين . - أبو طبيع ما يغير طبعه ( تقولها قمرة بثقة). - لا صدقوني ، ما كانت هنا المشكلة ! إني من مدة وأنا ملاحظة إنه يلمح لي تلميحات غريبة بخصوص ارتباط ، يوم يقول لي إن أهله لقوا له عروس ويوم يقول لي إذا جاكِ عريس مناسب لا تردينه ! مدري كيف يطاوعه قلبه يقول لي هالكلام وهو عارف أنا وش كثر أحبه ! في الأول كنت أحسبه يمزح وبس قصده يرفع ضغطي ، بس في باريس قلت له إن صديق بابا وده يخطبني لولده ، وهالشيء فعلاً صاير . تخيلت إنه بيعصب وبينقهر ويدق على أبوي في نفس اليوم يخطبني منه ! قال لي خلي أبوكِ يسأل عنه وإن طلع الرجال زين توكلي على الله ! - باللهِ قال كذا ! تتساءل قمرة غير مصدقة. - وانتِ إيش قولتي لو لما قال كده ؟ قالت لميس . - ولا شي . - ولا شي !! - تنحت ، وقعدت أناظره بغباء لين دمعت عيوني ، بعدين قلت له آسفة لازم أمشي ! - وأيش قال هو ؟ - قال لا تصيري زعولة وحلف علي إني ما أقوم ! قال لي ترى إن قمتِ مانيب مكلمك عقبها مرة ثانية ! - وجلست ؟؟ - جلست ! لين ما خلص أكله وقام معي وطلعنا من المطعم سوا ، وجاب لي تاكسي يوصلني للفندق ! - والحين لسّاتكم مع بعض ؟ - مع بعض بس على نفس الحال ! يلعب بأعصابي وأنا ماني عارفة وش أسوي علشان أرضيه وأرجعه مثل أول ! ليه دائماً يصير معي كذا ؟ ليه الرجال بعد فترة يقلبون علي ؟ أكيد فيني شي ! الظاهر إني أول ما أبدأ آخذ راحتي معهم يبدون يكشون مني ! تؤمن لميس أن تسلط الرجل لا يأتي من فراغ ، وإنما بعد عثوره على امرأة تحب هذا التسلط منه وتساعده على الاستمرار فيه : - أنا أعتقد إنو الرجال ما بيكزبوا لكن همّا لؤما شوية . الواحد يبدأ يتهرب من البنت بعد ما تصير سهلة معاه وبعد ما يحس إنو خلاص ما صارت تمسّل تحدي بالنسبة لو ، لكن ما يقول لها هادا الكلام في وشهّا ، ولا يخليها تحس إنو هوا الغلطان ، لأ! يقنعها إنها هيا اللي عندها مشاكل مش هوا ! بعضهم يدّو البنت إشارات علشان تنهي العلاقة بنفسها ، لكن إحنا البنات الأغبياء عمرنا ما نلقط هادي التلميحات ! نظل نشتغل على العلاقة لطلوع الروح ، حتى لو باين عليها من أولها إنها رايحة في ستين داهية ! عشان كده في النهاية ناكل على روسنا ونتهزأ . احنا اللي ما احترمنا نفسنا من البداية وانسحبنا بكرامتنا . تعطيها مشيل تحليلها المنطقي للموقف : - يا حبيبتي هاذي سياسة تطفيش معروفة عند العيال . تلاقينه فكر وقال وش يخليني آخذ واحدة مطلقة وأنا ما قد تزوجت ؟ إذا الرجال المطلق نفسه يدوّر على بنت ما تكون تزوجت قبله ، تبغين هذا يقتنع بمطلقة ؟ تلاقينه حسبها في مخه وقال بكرة أنا إذا بغيت أصير وزير والا وكيل وزارة يبغى لي واحدة تشرفني اسم وشكل ونسب ومركز اجتماعي وفلوس !ما آخذ واحدة معيوبة (مطلقة) علشان الناس تاكلني بألسنتها ! هذا تفكير شبابنا مع الأسف ! تلاقين الواحد مهما تطور والا ارتقى بفكره ومهما حب وعشق يظل يعتبر الحب مجرد كلام روايات وأفلام وما يثق في كونه دعامة تصلح لبناء أسرة ! تلاقينه مثقف ومتعلم وشايف وعارف ومتأكد بداخله إن الحب غريزة إنسانية طبيعية وما هو عيب إن الواحد يختار شريكة حياته بنفسه ما دام مقتنع فيها ، لكن يظل خايف إنه يسلك طريق غير اللي سلكه أبوه وعمه وجده قبله ، دامهم عايشين مع حريمهم إلى الآن أجل تجربتهم هي الناجحة والمضمونة ، يتبعهم زي الحـ......... ولا يخالفهم علشان ما حد يجي في يوم ويشمت فيه إذا فشل ! لا تدري أيهن من أين تأتي ميشيل بكل هذه التحليلات لعقلية الشباب ، لكن ما كن أكيدات منه أن كلامها يجد عندهن دوماً آذاناً صاغية ويقابله اقتناع شبه تام بما توصلت إليه من استنتاجات لم تسبقها إلهيا أي منهن .


31







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 10:59 pm   رقم المشاركة : 67
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(32)




الطائر المهاجر

سيدتي ! سيدتي ! أنا الأول نعم لقد أدركت ذلك عُد مطمئناً إلى مكانك ولا تتحدث قبل أن يأتيك الدور في هذا المساء ، عبر درس التاريخ لك أن تسرد كل ما تعرف عما حدث من قبل .

شعر هولندي

إلى من أزعجوني بحكاية أنني لا أمثل فتيات السعودية : كم مرة ينبغي لي أن أعيد عليكم كلامي ؟! أنا لا أكتب شيئاً عجيباً أو مستنكراً ! كل ما أقوله تعرفه البنات جيداً في مجتمعي أو في محيطي ، والدليل أن كل واحدة منهن الآن تقرأ إيميلي كل أسبوع وتقول هذه أنا ! وبما أني أكتب لأعبر عن هؤلاء البنات ، فأرجو ممن لا ناقة لهم ولا جمل عدم حشر أنوفهم فيما لا يعنيهم ، وأن يتفضلوا هم بالكتابة عن البنات إن أرادوا من أي زاوية أخرى غير التي أراهن منها !


** اكتشفت ميشيل أن وباء التناقض في بلدها قد استفحل حتى طال أبويها ، فوالدها الذي كانت تجده رمزاً نادراً للحرية المغتصبة في هذه البلاد قد حطم بنفسه هذا الإطار الفخم الذي وضعته بداخله ليثبت أن (من عاشر القوم صار منهم ). ثار أبوها بشكل لم تكن تتوقعه بعد سماعه تلميحها عن إعجابها بماتي ابن خالها ، حتى أمها التي ليس لها سوى أخ وحيد هو والد ماتي ، والذي تحبه حباً جماً وتعتبر أبناءه امتداداً لها ، حتى هذه أثارها تصريح ابنتها بطريقة مفاجئة ! لم تعتقد ميشيل أن السبب ديني وراء هذه الثورة ، فأبوها لم يكن يوماً من المتشددين وأمها التي اعتنقت الإسلام بعد ولادة ابنتها لم تهتم يوماً بتطبيق الأحكام الدينية ، فما بالهما الآن يعاملانها هذه الحدة ويحاولان إقناعها بأن ماتي لا يصلح لها ؟ يبدو أن والدها قد نالا نصيبهما هما الآخرين من هذه البيئة المتناقضة التي انغرسا في تربتها كل هذه السنين . ماذا لو أن ماتي كان يحبها فعلاً ؟ هل كانت لتتخلى عنه من أجل أسرتها كما تخلى عنها فيصل من أجل أسرته ؟ المشكلة مع ماتي أعقد بكثير ، فهي لا يمكنها الزواج شرعاً منه لكونه مسيحياً ، هل تستطيع أن تتزوجه مدنياً في أمريكا ؟ تعرف أن أباها يستحيل أن يوافق على مثل هذه الفكرة مهما بلغ به التحرر . عموماً ، الحمد لله أن ماتي لم يفاتحها يوماً في موضوع الحب هذا ، ربما كان لا يشعر نحوها بأكثر من عاطفة الصداقة أو الأخوة ، لكن السنوات التي قضتها في السعودية جعلتها تفسر أي اهتمام من أي رجل بها على أنه حب . قرر والدها اتخاذ الخطوة التي كانا يؤجلانها حتى عودة ميشيل النهائية بعد حصولها على البكالوريوس من سان فرانسيسكو . تذرعاً بخوفهما عليها من تداعيات الموقف في أميركا بعد الحادي عشر من سبتمر ، إلا أن إحساس ميشيل كان يؤكد لها أن تلميحاتها عن علاقتها بماتي كانت أكبر دافع لهما إلى تعجيل السفر . الهجرة إلى دبي ، قرار اتخذه الأبوان بعد عجزهما عن الانسجام مع المجتمع السعودي المتزمت ، وتدخل الجميع في شؤون الجميع . لم يكن بيدها الخيار هذه المرة ، لو رفضت الانتقال مع أبويها وأخيها لزاد الشك في نفس والدها من ناحية علاقتها بابن خالها الذي تشعر في قرارة نفسها باعتباره إياها أختاً صغيرة مدللة يعمل على إسعادها ، بطبيعته المالية لإمتاع الآخرين خاصة القريبين منهم إليه . جاء القرار مربكاً لها بعد أن أتمت عامين من دراستها الجامعية في سان فرانسيكو ، لكن كان من الواضح أن والديها قد أعدا العدة مسبقاً لكل شيء ، سوف تكمل دراستها في قسم الاتصالات المرئية في الجامعة الأمريكية بدبي حتى لا تضيع عليها أي من السنوات الدراسية كما ضاعت سنتها الجامعية الأولى عند انتقالها من الرياض إلى سان فرانسيسكو ، وسوف يلتحق مشعل الصغير بمدرسة خاصة ، ووالدها ينوي الاستثمار في دبي مثل كثير من أصدقائه ، أما والدتها فستنال قسطاً أكبر من الحرية والتقدير اللذين حُرمتهما أثناء معيشتها داخل السعودية . هذه المرة كان الانتقال أصعب من سابقه . هذه المرة ستودع صديقاتها دون أن تعدهن برؤيتهن في عطلة رأس السنة . قد يظل منزلهم في الرياض على حاله إلا أنها متأكدة أنها لن تعود إليه إلا بقرار جماعي ، ولن يعود لها ما يربطها بالرياض سوى أقرباء لا يحبذ والدها أو والدتها زيارتهم . أقامت لميس حفلة كبيرة في منزلها لوداع ميشيل ، وقدمت الصديقات ساعة ماسية ثمينة لصديقتهن التي ستهاجر للعيش في عاصمة الحرية الخليجية . بكين وهن يعانقن أيام مراهقتهن وبداية الشباب التي ستنتزع منهن بسفر ميشيل وانفصالها عن الشلة انفصالاً أبدياً كانت أم نوير تذكر فتياتها بوجود الإنترنت وإمكانية المحادثة يومياً بالصوت والصورة فتهدأن قليلاً ، لكنهن كن أكيدات أن علاقتهن بميشيل سوف تتغير بعد سفرها إلى دبي كما تغيرت بعد سفرها إلى أميركا وأكثر ، فهي لا تنوي الرجوع هذه المرة ، ولذلك فإن جذوة العلاقة التي ظلت مشتعلة لسنوات سوف تخبو رغماً عنهن مهما حاولن وحاولت هي المحافظة عليها ، لأنه لن يعود هناك ما يذكيها بعد أن تنتقل ميشيل للعيش في مكان آخر بعيد عنهن . كانت لميس أكثر الصديقات حزناً . جاء سفر ميشيل في وقت تعاني فيه من مشاكل متراكمة ، مشاكل في الجامعة مع بعض الأساتذة المتسلطين ، ومشاكلها المعتادة مع تماضر التي لا تمل انتقادها ولا تخفي غيرتها من أي نجاح تحصده ، ومشكلتها مع أحمد الذي اكتشفت أنه ينقل لأصدقائه في الجامعة جميع ما يدور بينهما من حوارات هاتفية ، بكل ما يدور خلالها من نقاشات لا تتعلق بالدراسة ! كان يخبرهم كل ما تقصه عليه من باب التسلية من قصص صديقاتها في الدفعة ، حتى بلغت الأنباء صديقاتها اللواتي ثرن عليها ثورة قاسية وامتنعن عن الاختلاط بها . في السنوات الأخيرة كانت لميس قد ابتعدت كثيراً عن ميشيل ، وقد عانت من الحيرة طويلاً وهي تقارن بين ميشيل وصديقاتها في كلية الطب ، لكنها في ذلك اليوم شعرت بأن ميشيل وحدها القادرة على فهمها جيداً ، وأنها وحدها التي اقتربت من حقيقة شخصيتها بشكل لم يقترب منه الآخرون . كانت ميشيل تشبهها في كثير من الأمور ، وكانت بئر أسرارها الوحيد . تحملتها كثيراً وكان معها كل الحق في أن تشعر بالغضب لإهمالها إياها بعد دخولهما الجامعة ، لكن ما لفائدة الآن ؟ سوف تسافر ميشيل وقد لا تعود ، وستخسر لميس إلى الأبد صديقتها الأقرب إلى قلبها ، والتي لم تعرف قيمتها إلا بعد فوات الأوان .


32







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:00 pm   رقم المشاركة : 68
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(33)


أبو مساعد والشرط


حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا سفيان عن زياد بن سعد ، عن عبد الله بن الفضل ، سمع نافع بن جبير يخبر عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الثيب أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأمر ( أي تستأذن) ، وإذنها سكوتها .

صحيح مسلم :3477

عرض علي أحد القراء أن أجمع رسائلي بعد الرسالة الأخيرة وأصنع منها فصولاً لرواية مطبوعة حتى يتمكن من قراءتها الجميع . يا سلام ! أتصبح لي رواية من تأليفي ؟ تعرض في المكتبات وتدفن في غرف النوم؟ يوصي بعضكم بعضاً بجلب نسخ منها من لبنان ؟ على افتراض مسبق بأنها ستكون رواية ممنوعة ! وهل سأرى صورتي الفاتنة تزين غلافها الخلفي كما تزيّن (أو تشين)! صورة الكتاب رواياتهم ؟ أعجبني الاقتراح لكنه أدهشني وأخافني في نفس الوقت ، فأما الدهشة فهي لأنني كنت أعتقد أنه لم يتبق أحد – في السعودية على الأقل – لم تصله إيميلاتي ، بحكم حرصي على أن أبعث بها منذ البداية إلى جميع مستخدمي الإنترنت في المملكة ، عن طريق الإيميلات الرسمية على عناوين شركات الإنترنت ، وإلى جميع مستخدي الياهو والهوتميل وغيرها من كبريات الشركات العالمية التي توفر خدمات البريد الإلكتروني ، بعثت بها لكل الذين أدرجوا أسم السعودية ضمن بياناتهم الشخصية ، ومع هذا فقد فوجئت بمن يقول أنه لم يقرأ الإيميلات إلا ابتداء من الإيميل العاشر الذي وصله عبر ال(فوروورد) من أصدقائه! أما الخوف فهو من حكاية النشر والتوزيع التي تستلزم الكشف عن اسمي بعد أن أخفيته عنكم طوال هذه الشهور ! هنا يأتي الجد : هل تستحق صديقاتي مثل هذه التضحية ؟ هل يستحققن كل ما سيكال لي من تهم علاوة على ما قد كيل مسبقاً – إذا عُرف اسمي الحقيقي ؟ بانتظار آرائكم ونصائحكم ، راسلوني .
** كانت أم قمرة تدفع ابنتها دفعاً لمقابلة أبو مساعد ، العقيد في الجيش وصديق خالها منذ سنين . كان أبو مساعد في السادسة والأربعين ، سبق له الزواج لكنه على السنين الثماني التي قضاها مع زوجته لم يرزق منها بأطفال (ورغم ذلك فالجميع يكنونه أبو مساعد) . قرر الزواج بعد أن بلغته أنباء حمل زوجته السابقة من زوجها الثاني . عرض الموضوع على أصدقائه فما كان صديقه أبو فهد – خال قمرة - إلا أن رشح له ابنة أخته وهو يظن نفسه باراً بها بفعلته تلك . جلست قمرة غير بعيدة وراحت تتفحصه بدقة لم تتفحص بها راشد عندما أتى لخطبتها قبل ثلاث سنوات . ما عاد يعتريها ذلك الخجل القديم ولم تعد تتعثر في مشيتها . لم يكن الرجل عجوزاً كما تخيلته ، يبدو في نهاية الثلاثينات . لا شيب في شاربه لكن بعض الشعيرات الفضية فرت من تحت غترته البيضاء لتبدو واضحة عند جانبي وجهه. كان خالها يعرف أبو مساعد جيداً ولذلك بدا دور والدها ثانوياً . أراد الأب أن ينهض من مكانه لدقائق كما أوصته الأم حتى يتيح لابنته فرصة التحدث إلى خطيبها والتي لم يتحها لها قبل زواجها السابق لكنه كان بانتظار نهوض الخال الذي لم يتحرك من مكانه، ضارباً بتوسلات أخته التي تشير له من خلف درفة الباب عرض الحائط . ظل خال قمرة متوجساً ومتيقظاً بانتظار أي لفتة أو نظرة أو همسة منها ، كي يصب جام غضبه عليها وعلى أمها بعد انصراف أبو مساعد . أهمل هذا الأخير وجود قمرة وانصرف للحديث مع خالها عن آخر أسعار الأسهم . اغتاظت قمرة كثيراً من أسلوبه وأوشكت أن تغادر الغرفة مع أنها لم تدخل عليهم إلا قبل دقيقتين ، لكن قنبلة فجرها أبو مساعد حملتها على البقاء حتى ترى شظاياها : - أنا مثل ما انتم عارفين عسكري بدوي وما أعرف لكلام الحضر المزبرق وسوالف اللف والدوران . أنا سمعت منك يا بو فهد إن بنتكم عندها ولد من رجلها الأول . وأنا شرطي في هالزواج إن الولد يظل في بيت جده وما يسكن في بيتي . أنا بصراحة مانيب مستعد أربي ولد مهوب من صلبي . يرد والدها : - بس يا بومساعد الولد توه صغير ! - صغير والا كبير . هذا شرطي يا بو محمد ، والحق ما ينزعل منه . يحاول خاله تهدئة الوضع قائلاً : - طوّل بالك يا بو مساعد وما يصير إلا الخير إن شاء الله . كانت قمرة تقلب ناظريها بين أبيها وخالها وأبو مساعد . لم يفكر أحدهم أن يشاور صاحبة الشأن الجالسة إلى جانبهم كلوح من الخشب ! قامت وانصرفت من الغرفة بعد أن جحدت خالها بنظرة حارقة ! في غرفتها كانت أمها بانتظارها بعد أن سمعت كل شيء . شكت لها قمرة برود خالها وسلبية أبيها وغرور هذا الرجل الملقب بأبو مساعد . هونت عليها والدتهاوطيبت خاطرها بالقدر الذي تستطيع ، ثم آثرت أن تصمت بعد أن رددت على ابنتها ما ملت هي من كثرة ترديده وملت ابنتها من كثرة سماعه . ظلت قمرة ثائرة على هذا الذي يطلب منها بكل صفاقة أن تتخلى عن ابنها من أجله ، مع أنه غير قادر على الإنجاب كما هو جلي وواضح ! كيف يريد أن يحرمها من ابنها الوحيد الذي لن تشعر بأمومتها مع غيره ؟ كيف يسمح لنفسه بأن يأمرها أن تضحي بابنها فوق تضحيتها بالإنجاب إن هي قبلته زوجاً !؟ ثم من يظن نفسه هذا العسكري البدوي حتى يكلم أباها بتلك الطريقة المتعجرفة ؟ لقد سمعت عن رجال البدو وعن العساكر وطباعهم الصعبة لكنها لم تصادف في حياتها أحداً بهذه الصفاقة ! جاء خالها مع أبيها بعد انصراف الرجل اً من طريقة انصرافها بلا استئذان ، وكما أهمل وجودها أمام الرجل ، أهمل وجودها هذه المرة أمام أمها : - بنتس(بنتك) ما تستحي يا أم محمد . الله يهداتس مدلعتها واجد . أنا أقول نتوكل على الله ونزوجها إياه . الرجال ما يعيبه شي ، والحمد لله البنت عندها ولد يعني ما نقصها أولاد ، وحنا كلنا عارفين إن قعدتها في ذا بدون رجال يضفها ويستر عليها ما تنبغي . كلام الناس كثير وحنا عندنا بنات نبي نزوجهن . انتي فيتس الخير والبركة يا أم محمد والله يطول لنا بعمرتس وتربين عيالتس وعيال عيالتس . ولد قمرة نخيله يتربى عندتس وأمه تجي تشوفه كل ما بغت وما ظن رجلها بيمانع . وش رايك يا خوي يا بو محمد ؟ - والله انت تعرف الرجال يا بو فهد وانت أبخص به . إذا انت مانت شايف عليه خلاف ، توكل على الله . انصرف خالها بعد أن أعطى رأيه كاملاً ومفصلاً في أمر ليس من شأنه ، وانصرف والدها هو الآخر ليبدأ سهرته مع أصدقائه في المزرعة (الاستراحة) ، وبقيت قمرة تهدر في وجه أمها بعصبية : - وش اللي رجال يضفني ويستر علي ؟ أخوتس شايفني مفضوحة والا فيني عيب يبي يخبيه ؟ هذا وأنا يقال لي حرمة الحين وعندي ولد والمفروض يوخذ بكلمتي وينسمع رأيي ! شكل الدنيا عندكم ماشيتن عكس الناس ! بزواجي الأول ما سويتوا فيني تسذا! بعدين وش هالرجال اللي انت ما خذته ؟ ما له أي كلمة على بنته قدام أخوتس ؟؟ وأخوتس هذا أنا وش دخلني ببناته اللي يبي يزوجهن ؟؟ إن شاء الله لا عمرهن تزوجن ! يبي يذبني على ذا العلة المستعلة عشان يخلص من همي ويزوج بناته ؟ جعله ينهد هو وبناته ! - استحي على وجهتس ! مهما كان هذا خالتس ، بس ما عليتس منه . استخيري واللي ربتس كاتبه بيصير . سلمي أمرتس لربتس وتوكلي على الله . لم تنصحها أمها بأن تستخير قبل زواجها الأول . هل كانت مواصفات راشد بالروعة التي تغني عن الاستخارة فيها ؟ صلت قمرة ركعتين مساء تلك الليلة بعد أن علمتها موضي صفة صلاة الاستخارة ، ثم افترشت سجادتها وراحت تدعو : - اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإن تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من أبو مساعد خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن فيه شر لي ، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه . واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به . أخبرتها موشي أنه ليس بالضروري أن ترى حلماً يدلها إلى الاختيار السليم كما كانت تظن ، لكنها وبتكرار الاستخارة سوف يشرح الله صدرها للأمر الذي استخارته فيه فتتمه ، أو يقبض صدرها من ناحيته فتعرف أنه ليس من صالحها وتنصرف عنه ، ظلت قمرة تكرر صلاة الاستخارة مرات ومرات في الأيام دون أن تهتدي إلى قرار . بعد عشرة أيام أو ما شابه ، بعد أن توضأت وصلت ثم خلدت إلى النوم ، حلمت بأنها نائمة في سرير غير سريرها ومتلحفة بغطاء سميك لا يكشف سوى عن رأسها وقدميها . كانت تطل في وجه نفسها وكأنها تطل في وجه صديقتها سديم ، مع أنها متأكدة أنها هي المستلقية في الفراش رغم ملامحها التي كانت تتسدمن في الحلم بشكل غريب ! كان شعر النائمة مبيضاً وكان عندها لحية بيضاء طويلة (لكن العجيب أنها لم تستهجن وجود اللحية أثناء الحلم ) ، ثم رأت كأنها توقظ نفسها النائمة وتصيح فيها: قومي قومي فاتت الصلاة! ظلت تتقلب في فراشها حتى أفاقت من نومها في الحلم وفي الحقيقة . عندما قصت حلمها على موضي اتصلت تلك بأحد المشائخ المختصين بتفسير الرؤى والأحلام لتقص عليه قمرة حلمها . أخبرتقمرة الشيخ أن الحلم قد جاء بعد استخارة بشأن خاطب متقدم لها . سألها الشيخ إن كانت متزوجة فا<ابته (كنت يا شيخ ولكنني طلقت منه) سألها إن كان لها أطفال منه فردت (عندي منه ولد) . قال لها الشيخ : - إن هذه الفتاة النائمة هي أنت وليست صديقتك كما خُيل لك في الحلم . أنصحك يا ابنتي قبل كل شيء بالرجوع إلى الدين ، الذي فيه العصمة من كل بلاء والنجاة من كل شر ، لأن انحسار غطاء السرير عن رأسك إنما هو دليل على ضعف دينك . أما اللحاف فهو دليل على أمنك واستقرارك في زواجك الأول ، وكشف شعرك أيضاً دليل على عدم رجوع زوجك إليك وهذا خيرٌ لك لأن الشيب إنما يشير إلى فسقه وخيانته لك ، أما لحيتك فتبشرك بأن ابنك سيكون ذا شأن وسيادة بإذن الله بين أهله وقومه ، أما عدم لحاقك بوقت الصلاة فمعناه عسر في الأمر الذي استخرتي من أجله ، فأنصحك بعدم قبول هذا الرجل المتقدم لخطبتك والخيرة فيما اختاره الله والله أعلم . اقشعر بدن قمرة بعد سماعها تفسير الشيخ وأسرعت لإخبار أمها التي أخبرت بدورها أخاها فثار وتوعد ، لكن أم محمد امتصت غضبه بخبرتها حتى انتهى الأمر وصرف الجميع نظرهم عن هذه الخطبة التي لم يكتب الله إتمامها .


33







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:02 pm   رقم المشاركة : 69
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(34)



العــزاء

آه ! يا قبلة أقدامي إذا شكت الأقدام أشواك الطريق

إبراهيم ناجي

وتستمر سلسلة العروض المغرية والاقتراحات التي لا أميّز صدقها من كذبها : جاءني اقتراح من أحد المخرجين السعوديين بتحويل إيميلاتي إلى مسلسل رمضاني! لِمَ لا؟ إن كنا سنطبعهم كرواية ، فلم لا نصورهم تلفزيونياً ؟ بما أنني أتفق مع ناقدنا عبد الله الغذامي في كون الأدب بورجوازياً والصورة ديموقراطية ، فأنا أفضل المسلسل على الرواية لأنني أريد أن تصل قصة صديقاتي إلى الجميع ، وهكذا تكون البداية . هنا يأتي السؤال المهم ، من ستقبل التمثيل في مسلسلي ؟ هل سنستعين بممثلات من الدول الخليجية المجاورة فنضحي بالحوار السعودي اللهجة ؟ أم سنجعل شباباً سعوديين يتنكرون للقيام بأدوار الفتيات فنضحي بالمشاهدين ؟!
** امتلأ منزل الشيخ عبد الله الحريملي أكبر عمومة سديم بالمعزين في والدها عبد المحسن ، الذي وافته المنية في مكتبه وسط المدينة إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة ، لم تمهله طويلاً . هناك ، في أبعد ركن من صالة استقبال الضيوف ، جلست سديم تجاورها قمرة ولميس اللتان تواسيانها ودموعهما أكثر من دموعها . كيف ستعيش سديم ولا أم لها ولا أب لها يرعيانها ؟ كيف ستنام وما من أحد معها في هذا المنزل الكبير ؟ هل ستتمكن من العيش في كنف أحد عمومتها الذين سيجبرونها بالتأكيد على العيش في منزل أحدهم ؟ أسئلة كثيرة لا تعرفان ولا تعرف سديم إجابتها في تلك اللحظات العصيبة . ماتت أمها قبل أن تتعرف إليها ومات أبوها وهي في أمس الحاجة إليه . إنا لله وإنا إليه راجعون ، الله لا لا اعتراف . كانت أم نوير تقف إلى جانب زوجات أعمام سديم وخالتها بدرية لاستقبال المعزيات، وعيناها تبحثان عن سديم بين الفينة والأخرى لتطمئن على حالها الذي يقطع القلب . تتأمل سديم بأسى النساء اللواتي ملأن الغرفة ، لا تبدو على أي منهن ملامح الحزن، بعضهن جئن بكامل الزينة والأناقة ، وبعضهن انصرفن للحديث حتى بلغت منهن قلة الذوق أن يفلتن ضحكات خافتة من هنا وهناك !! هل هؤلاء من قدمن لتعزيتها في مصابها الجلل ؟ أتجلس لاستقبال التعازي ممن لا يتعاطفن معها حقاً وتترك الذي يحترق قلبه نكداً على ألمها ويتفتت قلبه حزناً لحزنها دون أن يستطيع الاقتراب منها ومواساتها كما يحق للباقين ! هربت سديم من الغرفة التي لا يشعر فيها أحد بما يعتصر قلبها من ألم . لا يفهمها سوى فراسها . لا أحد يدرك مدى تعلقها بأبيها غيره . فراس وحده الذي يستطيع التخفيف عنها . هو من تبقى لها بعد رحيل أبيها . يا لحاجتها له ! رسائله على هاتفها الجوال لم تنقطع . كان يحاول باستمرار أن يشعرها بوجوده إلى جانبها . يذكرها بأنه يشاركها الحزن والخسارة . أبوها أبوه ، وهي روحه ، ولن يتخلى عنها مهما حصل . في الثلث الأخير من الليل ، أمسك فراس بكتيب الأدعية وراح يقرأ على سديم عبر الهاتف طالباً منها أن تؤمن وراءه : - اللهم إن عبد المحسن الحريملي في ذمتك فقه فتنة القبر وعذاب النار ، واغفر له وارحمه ، إنك أنت الغفور الرحيم . اللهم إنه عبدك ، ابن عبدك وابن أمتك ، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك . اللهم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلود . اللهم ارحمه تحت الأرض ، واستره يوم العرض ، ولا تخزه يوم يبعثون . اللهم يمن كتابه ، ويسر حسابه ، وثقل بالحسنات ميزانه ، وثبت على الصراط أقدامه ، وأسكنه في أعلى الجنات بجوار نبيّك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم ، يا أرحم الراحمين ، يا حي يا قيوم ، يا بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ...) كان فراس يقرأ الدعاء بصوت متحشرج ولبه يتفطر من نحيب سديمه ،لكنه لم ييأس من محاولة انتشال حبيبته من حزنها ، وظل يطببها بحنان أبوي وتفاني مطلق وكأنه متفرغ لها ورهن إشارتها . لم تشعر للحظة ببعده أو عجزه عن احتوائها فعلياً . بقي فراس مع صغيرته سديم حتى ابتلعت لقمة الحزن الأولى الفاجعة ، ثم بقي بعد ذلك إلى جانبها يساعدها حتى تتمكن مع مرور الأيام من هضمها .


34







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:03 pm   رقم المشاركة : 70
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(35)


الدلو الدلو الدلو الدلو !

وما دمتم نفساً في فضاء الله ، وورقة في غابته ، فحري بكم أن تستريحوا في العقل وتتحركوا في الهوى

جبران خليل جبران

اسمحوا لي أن أنتشلكم من أحزانكم بعد إيميلي السابق لأبارك لكم هذا الأسبوع بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك ، أعاده الله علينا وعلى المسلمين كافة وأعاننا على صيامه وقيامه . أعتذر لكم عن إرسال الرسائل خلال هذا الشهر ، وأعدكم بمتابعة قصة صديقاتي بعد انقضاء الشهر الفضيل . أعترف لكم مسبقاً بأنني سأشتاق إليكم ، سأعود محملة برسائل خطيرة بعد رمضان بإذن الله ، فانتظروني .
** بعد انتهائهما من سنتهما الجامعية الرابعة ، قرر لميس وتماضر أن تستغلا العطلة الصيفية في التدرب بإحدى المستشفيات بجدة . لم يكن مسموحاً لهما ولبقية المتدربين والمتدربات بالتعاطي مع المرضى كأطباء مرخصين ، وإنما كانت مهماتهم تقتصر على مراقبة الأطباء المقيمين والاستشاريين أثناء فحصهم للمرضى وأحياناً أثناء إجراء العمليات ومحاولة التعلم والاستفادة منهم . لم يكن معهما في المستشفى من المتدربين سوى طالبين من طلاب الطب البشري وبضعة طلاب وطالبات من كلية طب الأسنان يمضون فترة التدريب في قسم الأسنان بالمستشفى . في بداية الأمر ، كانت تماضر تشعر بالإحراج لكونها وأختها الفتاتان الوحيدتين مع طالبي الطب البشري ، حتى أنها كانت تتعمد التأخر عن الحضور للمستشفى في الصباح وتخرج منها قبل نهاية الدوام الرسمي ، بعكس لميس التي كانت دقيقة في مواعيدها وحريصة على ألا يفوتها شيء من تلك المغامرة الجديدة . كان أطباء وموظفو المستشفى في غاية اللطف معهما ، لكن تماضر ظلت تستحي من أن تشارك الطالبين جلوسهما في الغرفة الصغيرة أثناء ساعات الفراغ كما كانت تفعل أختها الجريئة ، ولم تكن لتستطيع أن تنضم إلى الأطباء أو الطبيبات المنتظمين في استراحاتهم ، ولذلك فقد ظلت على ارتباكها وحيرتها ، محافظة على الحدود التي رسمتها بينها وزميليها ، وعاجزة عن التأقلم مع هذا الوضع المزعج الذي لا يناسب سوى أختها المندفعة التي تغيظها بانسجامها السريع مع جميع موظفي المستشفى ! بعد حوالي أسبوع من بداية تدريبهما الصيفي ، انقطعت تماضر عن الذهاب إلى المستشفى مع أختها ، واعتذر أحد الطالبين عن إكمال برنامج تدريبه للسفر إلى الخارج ، وهكذا بقيت لميس الطالبة المتدربة الوحيدة إلى جانب زميلها نزار . لاحظت لميس أن وجودها مع طالب واحد أفضل بكثير من وجودها مع طالبين تشعر عند اقترابها منهما بالتطفل ، فحال نزار الآن ليس بأفضل من حالها ، كلاهما لا يجد سوى الآخر ليمضي معه الوقت الضائع ما بين مواعيد المرضى والعمليات . كشف لها هذا التقارب الذي لم تخطط له شخصية نزار الرقيقة . كانت معاملته لها تختلف عن معاملة أحمد أو بقية أصدقائها لها على الإنترنت . كان يتصرف بعفوية آسرة ، مع أنها كادت تسيء فهم نواياه في البداية ، مثل ذلك اليوم عندما دعاها لتناول طعام الغداء معه في بوفيه المستشفى ، وكان ذلك في أول يوم لهما بعد غياب زميله . رفضت لميس دعوته متذرعة بقراءة كتاب طبي بين يديها ، وأخبرته بأنها ستتناول غداءها بعد دقائق ، فما كان منه إلا أن ذهب إلى البوفيه وعاد منه بطبقين ، أحدهما له والآخر لها ، قدم الطبق لها بأدب وهو يذكرها بموعد العملية التي ينويان حضورهما بعد ساعة ، ثم حمل صينيته وتناول طعامه في إحدى غرف المرضى الخالية . لم تحتج لميس لفترة طويلة حتى تعتاد على عفوية نزار وتعجب بشخصيته المهذبة . بدأ الحوار ما بينهما يتجاوز خطوط الطب وطرق العلاج وتأثيرات الأدوية وآخر العمليات التي حضراها معاً ، ثم سرد أحلام كل منهما لنفسه وتصوراته لحياته بعد التخرج ، ليصل إلى حياتهما الشخصية وجذور عائلتيهما وعدد الإخوة والأخوات والمشاكل اليومية الصغيرة وغيرها من الأحاديث التي تشير إلى أن ثمة ثلجاً قد تكسر . على إحدى الطاولات المنتشرة في البوفيه كانت البصّارة لميس تخمن البرج الفلكي الذي ينتمي له نزار ، وهو يتابعها بحماس من يتعلم لعبة جديدة : - انتا أكيد إما قوس أو دلو . أتوقع دلو ... لا قوس !لا لا دلو دلو !! - طيب قولي لي أيش صفات هدا وأي صفات داكا ؟ (يعقب نزار بخبث) علشان أعرف مين أختار ! - لا لا ما يصير . أمانة أيش برجك ؟ - حزري ! - قولتالك ! دلو أو قوس . ما شكلك عذراء ، رجال العذراء دمهم تقيل بالمرة ورومانسيين بزيادة ! يرفعوا الضغط ، وما شكلك تور . - ربي يطمنك يا ستي ! - جايز حمل ؟ صح ! ممكن تكون حمل ! - إيوه كملي ! وإيش كمانه ؟ ما خليتي برج ما قلتيه ! وعاملة فيها بتفهمي في الأبراج يا بكاشة ! - خلاص خلاص ، يا حمل يا قوس . - خلاص ؟ هدا آخر كلام ؟ - إيوه . - طيب .. - طيب أيش ؟ - طيب ما أبغي أقهرك وأقول لك إني دلو ! - يا ....!! أنا من الأول قلت دلو بس انت لخبطتني !! - أنا لخبطتك ! والا انت اللي كل شوية تغيري رأيك! - يا دُب! - يا نعم ! - نعم الله عليك يا خويا . يالله قوم ورانا راوند . - أقولها لك دحينا . رجال الدلو وحشين وشايفين حالهم ودمهم تقيل بس في بنات من برج الميزان بيدّوهم وش ! - يا بختهم ! - مين ؟ رجال الدلو؟ - لا ... اللي بيدوهم وش يا فالحة !! كان أول ما فعلته لميس حال عودتها للمنزل ذلك اليوم هو البحث في كتب الأبراج عن نسبة التوافق بين برجي الميزان والدلو . وجدت أن النسبة تصل في أحد الكتب إلى 85% وفي كتاب آخر لا تتجاوز الـ 50% ، فقررت أن تصدق النسبة الأولى ، لكنها هذه المرة ستحسن التخطيط والتكتيك حتى تصل إلى مرادها ، سوف توقع نزار في شباكها بذكائها ، وسوف تثبت لقمرة أن بعض الفتيات بإمكانهن أن تحلمن بأي شخص تردنه ، وبقليل من الجهد والصبر ، يمكنهن أن تحصلن عليه ! لم تنم تلك الليلة إلا بعد صلاة الفجر ، بعد أن ملأت مذكراتها بخطط حربية وقوانين يجب عليها السير وفقها وتذكير نفسها بها إذا ما أراد القلب أن يشطح مع الأيام . كانت هذه عادتها ، أن تدون أفكارها على الورق لتلتزم بقراراتها فيما بعد . كانت عادة علمتها إياها والدتها الدكتورة فاتن . كتبت ملاحظات عامة من مشاهداتها في الحياة ومحاذير استخلصتها من تجاربها وتجارب صديقاتها وقريباتها مع الرجال ، ونصائح سمعتها أو قرأتها في يوم ما وظلت قابعة في ذاكرتها بانتظار التنفيذ ... بدأ جميع توجيهاتها لنفسها بـ (لن) : - لن أسمح لنفسي بحبه قبل أن أشعر بحبه لي . - لن أتعلق به قبل أن يتقدم لي رسمياً ! - لن أتبسط معه في الحديث ولن أحدثه عن نفسي ، سأظل غامضة بالنسبة إليه (هكذا يفضل الرجال المرأة) ولن أشعره بأنه على علم بما ما يدور في حياتي مهما شعرت بالحاجة لفعل ذلك ! - لن أكون سديم ، ولا قمرة ، ولا ميشيل ! - لن أكون أبداً البادئة بالاتصال ، ولن أرد على الكثير من مكالماته . - لن أملي عليه ما يفعل كما تفعل بقية النساء بالرجال . - لن أتوقع منه أن يتغير من أجلي ، ولن أحاول تغييره . إن لم يعجبني بجميع عيوبه فلا داعي لأن نستمر معاً ! - لن أتساهل في حقوقي ولن أسامحه على الخطأ حتى لا يعتاد على ذلك . - لن أعترف له بحبي (إن أحببته) قبل أن يصرح هو لي بحبه أولاً . - لن أغيّر نفسي من أجله . - لن أغمض عيني عن أية مؤشر للخطر !! - لن أعيش في وهم ، إن لم يصرح لي بحبه خلال مدة أقصاها ثلاثة شهور ، ويخبرني بوضوح عن مصير علاقتنا ، فسوف أنهي العلاقة بنفسي .


35







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:05 pm   رقم المشاركة : 71
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(36)



ميشيل تتحرر من القيود


لا أدعي أني قلت هنا الحقيقة كاملة ، ولكني أرجو أن كل ما قلته هنا حقيقة .

غازي القصيبي (حياة في الإدارة)


كل عام وأنتم بخير . تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم . اشتقت إليكم جميعاً ، حلفاء وأعداء ، وتأثرت بسؤال الجميع الذي لم ينقطع عني طوال الشهر الفضيل . ها قد عدتُ إليكم عودة الصائم إلى الفطر في شوال . ظن البعض أنني سأقف عند هذا الحد ولن أكمل القصة بعد رمضان . أحب أن أطمئن المحبين وأغيظ الحاسدين بأن هذه ما زالت البداية ، وما زال فتيل الاعترافات طويلاً بداخلي ، وكلما طال احتراقه ، ازدادت كتاباتي توهجاً . تأقلمت ميشيل مع حياتها الجديدة بأسرع مما كانت تنتظر ، وحاولت أن تضع وراء ظهراها تجارها السابقة التي لم توفق في أي منها لتبدأ من جديد . صحيح أن الغضب والسخط على العالم بأسره ظلا قابعين بداخلها لكنها استطاعت أن تتعايش معهما حتى بدت طبيعية بالنسبة لمن هم حولها . ساعدها أن دبي كانت أجمل مما توقعت ، وأن تعامل الجميع معها ومع أسرتها كان أرقى مما كانت تنتظر. تعرفت في جامعتها الجديدة على جمانة ، طالبة إماراتية في مثل سنها تدرس تقنية المعلومات . كانتا تشتركان في دراسة بعض المواد ، وكانت جمانة تلفت انتباهها دائماً لجمالها وأناقتها ولكنتها الأمريكية المتقنة وسرعان ما توطدت العلاقة بينهما . فرح والد ميشيل بعلاقة ابنته بابنة أحد أكبر رجال الأعمال في الإمارات وفي الخليج وصاحب واحد من أنجح القنوات الفضائية العربية . كان ميشو(مشعل) أخو ميشيل يخبر جمانة في كل مرة تأتي فيها لزيارتهم أنها تكاد تكون نسخة من أخته ، نفس الطول والجسم وتسريحة الشعر ونفس الذوق في اختيار الملابس والأحذية والحقائب والإكسسوارات ، وكان ميشو محقاً ! كانت الفتاتان تشتركان في كثير من الأمور ، وقد ساعدهما ذلك على التقارب إلى حد كبير وحررهما من عقدة الغيرة بين الصديقات اللواتي لا يمتلكن نفس الإمكانات الجمالية والعقلية والمادية . اقترحت جمانة على ميشيل أن تعمل معها في بداية العطلة الصيفية في محطة والدها الفضائية ، فوافقت ميشيل التي تحمست للفكرة كثيراً . شاركت الفتاتان في إعداد أحد البرامج الخاصة بالشباب والتي تبث أسبوعياً على الشاشة الصغيرة . كانت كل منهما تبحث عن أحدث الأخبار الفنية على مواقع الإنترنت الأجنبية والعربية ، وتعدان تقاريرهما يومياً لتقديمها لمعد البرنامج الذي لاحظ حماسهما البالغ ونشاطهما المميز ، فأوكل لهما إعداد الفقرة الفنية بأكملها . حدث ذلك في الشهر الأخير من العطلة الصيفية ولذلك فقد ألقيت المهمة على عاتق ميشيل وحدها بعد أن سافرت جمانة مع أسرتها لقضاء الشهر المتبقي من العطلة في أسبانيا . انهمكت ميشيل في إعداد الفقرة الفنية كل أسبوع واستمرت في تلك الوظيفة حتى بعد انقضاء العطلة الصيفية وبدء الدراسة . كانت الفقرة تختص بأخبار الفنانين والفنانات العرب والأجانب . حصلت من مُعد البرنامج على أرقام وعناوين عدد كبير من مديري أعمال الفنانين والفنانات في العالم العربي ، فصارت تتصل بهم للتأكد من صحة هذه الإشاعة أو تلك أو لترتيب لقاء هاتفي أو مباشر مع أولئك الفنانين . ساعدتها هذه المهمة وأسلوبها اللبق في الحوار على تكوين علاقات كثيرة مع عدد من المشاهير الذين صاروا يعرفونها شخصياً ويجتمعون بها أثناء زياراتهم لدبي ، وصارت تُدعى إلى حفلاتهم بشكل دائم . تطور بها الأمر حتى عُينت رسمياً معدة للبرامج في تلك القناة وصار لها برنامجها الخاص الذي تقوم بتقديمه مذيعة لبنانية شابة ، بعد أن رفض والدها السماح لها بتقديم برنامج على شاشة قناة فضائية يصل بثها إلى منازل أقاربه في السعودية . فتح لها العمل في المجال الإعلامي الذي يعد اختصاصها آفاقاً جديدة . شعرت لأول مرة بتحررها الفعلي من جميع القيود التي كانت مفروضة عليها من قبل . تعرفت على أنواع مختلفة من البشر وشعرت بأنها أكثر ثقة بنفسها وبأنها تستطيع تحقيق كل ما تريد بصداقتها الواسعة وعلاقاتها الكثيرة . كان الجميع يحبونها وكانت تقابل محبتهم بالمزيد من التميز والنجاح . ظلت جمانة صديقتها المقربة لكنها لم تكن تهوى العمل الإعلامي بشكل كبير فاستلمت وظيفة إدارية في المحطة بعد تخرجها الذي سبق تخرج ميشيل بحوالي عامين .


36







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:06 pm   رقم المشاركة : 72
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(37)



رجل كالآخرين ؟!


أدري طريقي صعب وأدري فراقك صعب حتى رجوعي صعب ما به حلول لكن با قول تعذبي يوم ، يمكن شهر انسي السهر وانسي القهر ، وانسيني عيشي حياتك كلها ، بحلوها وبمرها يمكن تلاقي لك حبيب يصير لجروحك طبيب وترجع فرحتك ثاني وتنسي الحب وتنساني وتترك ديرة احزاني

بدر بن عبد المحسن

الأخ عادل الفايق – الذي يبدو لي أنه متخصص في مادة الإحصاء – أرسل لي منتقداً رسائلي لأنها تأتي بأطوال متباينة وغير متناسقة كأطراف الفساتين حسب موضة هذه السنة . يقول الأخ أنه كي تكون أطوال إيميلاتي متناسقة فإنه يجب أن يتم توزيعها توزيعاً طبيعياً ، وحسب الأخ عادل فإن التوزيع الطبيعي هو ما تتمحور 95% من البيانات فيه حول المعدل الطبيعي ، مع مراعاة عامل التنوع أو (الستاندرد ديفيشن) ، وأن تكون نسبة البيانات الخارجة عن منطقة التمحور هذه – سواء المنخفضة عنها أو المرتفعة – لا تتعدى ال 5ر2% في كلتي الناحيتين ، لما مجموعه 5% . أحد معاه ريال ؟

** أتت النهاية التي ظلت سديم تغمض عنها عينيها لمدة ثلاثة سنوات ونصف السنة . بعد أن أهداها فراس جهاز الكمبيوتر المحمول (اللاب توب) الذي وعدها به في عطلة نصف العام الدراسي بعد تخرجها بأيام ، أخبرها بصوت خافت وكلمات تقطر ببطء كقطرات الماء من صنبور مقفل ، بأنه قد خطب فتاة تقرب لأحد أزواج أخواته الخمس. ألقت سديم بسماعة الهاتف غير عابئة بتوسلات فراس . شعرت بدوامة عنيفة تشدها لأسفل ، تشدها لما تحت الأرض ! حيث يسكن الموتى الذين تمنت أن تكون إحداهم في تلك اللحظة . ايعقل أن يتزوج فراس من غيرها ؟ كيف يمكن لمثل هذا أن يحدث !!؟ بعد كل هذا الحب والسنوات التي عاشاها معاً ؟ أيعقل أن يعجز رجل بقوة فراس عن إقناع أهله بزواجه من فتاة قد سبق لها الارتباط برجل قبله ، أم أنه عجز عن إقناع نفسه بذلك قبل كل شيء ؟ أتكون فشلت بعد كل هذه المحاولات في أن تصل إلى درجة الكمال الذي يليق برجل مثل فراس ؟؟ لا يمكن أن يكون فراس نسخة أخرى من فيصل حبيب ميشيل ! كانت تراه أكبر وأقوى وأكثر شهامة من ذلك المتخاذل الذي تخلى عن صديقتها بلا رجولة ، فإذا به من نفس الفصيلة . لا فرق بين أفراد تلك الفصيلة سوى بالشكل . يبدو أن الرجال جميعهم من صنف واحد وقد جعل الله لهم وجوهاً مختلفة حتى يتسنى لنا التفريق بينهم فقط ! كان فراس قد اتصل بها على هاتفها الجوال ثلاثة وعشرين اتصالاً خلال سبع دقائق لكن الغصة التي في حلق سديم كانت أكبر من أن تسمح لها بالحديث معه ! لأول مرة لا ترد سديم على اتصال لفراس بعدما كانت تهرع إلى الجوال لحظة أن تسمع نغمة اتصاله المميزة ، (لقيت روحي بعدما أنا لقيتك ... وبعد اللقا أرجوك لالا تغيبي ...) راح يكتب لها رسائل نصية رغماً عنها ، يحاول أن يوضح فيها ما حدث ، فتقرأ ويزداد غضبها بدلاً من أن تهدأ . كيف استطاع أن يخفي عنها نبأ خطوبته لمدة أسبوعين هي مدة امتحاناتها النهائية؟! كان يحادثها عشرات المرات كل يوم ليطمئن على سير مذاكرتها وكأن شيئاً لم يكن !ألهذا السبب كان قد كف عن الاتصال بها باستخدام هواتفه الخاصة وصار يتصل بها بواسطة البطاقات المسبقة الدفع حتى لا يكتشف أهل خطيبته ما بينه وبينها من علاقة إذا ما حاولوا مراجعة فواتير هواتفه الخاص ؟؟ إذن فقد كان يعد لهذا الأمر من شهور !! كتب لها أنه أصر على ألا يعلمها بالأمر قبل أن يطمئن إلى تخرجها من الجامعة بتفوق ، وكان هذا ما حدث ، فقد حصلت في ذلك الفصل على أعلى الدرجات ، مثل عادتها منذ أن تعرفت على فراس . كان فراس ينصب نفسه مسؤولاً عن دراستها وتفوقها وكانت هي تسلم له زمام الأمور وتكتفي بطاعة أوامره بسعادة ، فهي تصب دائماً في مصلحتها . لقد تفوقت في هذا الفصل على الرغم من وفاة والدها قبل موعد امتحاناتها النهائية بعشرة أسابيع . ودت حينها لو أنها لم تتفوق ولم تنجح ولم تتخرج . لو أنها رسبت ، لما شعرت بهذا الذنب الثقيل بسبب تفوقها رغم وفاة والدها القريبة ، ولما استطاع فراس أن يتركها ليتزوج إلا بعد فصل دراسي آخر !! هل سيرحل فراس عنها إلى الأبد كما رحل والدها قبل أسابيع ؟ من سيرعاها بعدهما في هذه الحياة ؟؟ خطرت ببال سديم وفاة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاة السيدة خديجة رضي الله عنها في عام واحد ، وتسميته بعام الحزن . استغفرت الله وهي تفكر بأن أحزانها هذا العام تعادل أحزان كل البشر على وجه الأرض . انقطعت عن تناول الطعام لثلاثة أيام متواصلة ، ولم تقوى على مغادرة غرفتها إلا بعد أسبوع كامل من سماعها للنبأ الذي شل مشاعرها وأفكارها وجوارحها وتركها لأول مرة منذ سنين بحاجة لاتخاذ قرارات دون استشارة المستشار فراس . ألمح لها في رسائله النصية المتواترة بأنه مستعد لأن يبقى حبيبها طوال العمر . هذا هو ما يريده بالفعل ، لكنه سيضطر لإخفاء ذلك عن زوجته وأهله ! أقسم لها أن الموضوع ليس بيده ، وأن الظروف كانت أقوى منه ومنها ، وأنه يتألم لهذه النتيجة التي وصلا إليها أكثر منها ولكن ما باليد حيلة ! ليس أمامهما إلا الصبر . حاول إقناعها بأنها ستظل حبيبته مدى الحياة ، وأنه لن تتمكن امرأة أياً كانت من احتلال مكانها في قلبه . أخبرها أنه يرثي لحال خطيبته منذ الآن لأنها ارتبطت برجل قد تذوق طعم الكما في امرأة قبلها ، وسيظل الطعم باقياً على لسانه ، يستحيل على امرأة عادية أن تمحوه ! بعد سنين من سعيها وراء الكمال الذي لا يليق برجل مثل فراس سواه ، ركل فراس كمالها بقدمه والتفت إلى العادية ، بل التفت إلى الابتذال حتى يخلص نفسه من عناء المقارنة بين أية فتاة قريبة من الكمال وبينها . اعترف فراس لنفسه ولها أنها وحدها التي تشبع كل عاطفة وغريزة بداخله . حاول إقناعها وإقناع نفسه قبلها بأنه قد أعلن استسلامه أمام مشيئة الله التي أبت اجتماعهما ، ولذلك فقد تساوت في نظره جميع النساء ولا فائدة من التنقيب عمن توازيها ، فهي الوحيدة التي اختزلتهن جميعاً في روحها ، ومن الصعب عليه التفكير باحتمالية وجود من تشبهها على وجه الأرض . كان قرار الابتعاد أول قرار اتخذته بعد الصدمة ودون أن تفكر بعواقبه . حال سماعها لخبر خطبته لم تستطع أن تستمر في التمثيل . أنهت تلك المكالمة دون توديعة لأول مرة في حياتها ، ورفضت الرد على مكالماته ورسائله المستعطفة بعد ذلك رغم كل الألم الذي كان يعتصرها بعنف شيطاني . كانت تلوذ بدموعها الساخنة التي لم تجف دقيقة واحدة على مدى أسبوعين . كانت تداري حزنها على فراس بحزنها على والدها الذي اشتد قسوة بالفعل بعد انقطاعها عن حبيبها . حاولت بصدق أن تتجاوز محنتها دون مساعدة فراس . كانت تجلس إلى مائدة الطعام مع خالتها بدرية فلا تمر دقيقة حتى تنهار باكية ، أمام طبق من السمك الذي تحبه أو صحن من المهلبية التي تعشقها .كانت تكتم غصتها وهي تشارك خالتها مشاهدة التلفاز فتنفلت الدموع رغماً عنها ، يتبعها أنين لا تقوى على كتمانه . لو كان الأمر بيدها ، لو لم يكن بها بقية من عقل وأشلاء كرامة ، لكانت ذهبت برجليها إليه وارتمت بين أحضانه لتفرغ ما في قلبها من حقائب البكاء على صدره الذي ليس لها سواه في هذا العالم ، لراحت تشكوه إليه وتستنجد به منه . خالتها بدرية التي كانت قد انتقلت للسكن معها في المنزل بعد وفاة أبيها حتى تنتهي سديم من تقديم امتحاناتها النهائية تصر الآن على أخذها للعيش معهم في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية ، لكن سديم ترفض . لن تنتقل للسكن في مدينة فراس مهما كلف الأمر ! لم تعد تطيق العيش معه تحت سماء واحدة بعدما فعله بها وبعد الجرح الذي سببه لها ، فكيف تعيش في نفس مدينته ؟ تقسم خالتها بأنها لن تدعها وحدها في الرياض مهما فعلت ومهما قالت ومهما تذرعت بمنزل أبيها والذكريات التي يعز عليها فراقها . لم يمض على انقطاعها عنه سوى أيام وهاهي تشعر منذ الآن بحاجة ماسة إليه . لم يكن مجرد شوق وحنين ، وإنما كان شعور المخنوق بعد انقطاع الهواء عنه . كان فراس الهواء الذي تتنفسه على مدى سنوات ، وكان الشخص الوحيد الذي تسرد له تفاصيلها اليومية بإسهاب مذنب يجلس على كرسي الاعتراف أمام كاهنه . كانت تحكي له عن كل شيء حتى يسخر منها بسبب أحاديثها التي لا تنتهي ، ويضحكان معاً وهو يذكرها بالأيام الخوالي في بداية علاقتهما ، عندما كان يجرجر فيها الكلمات من فمها بطلوع الروح !


38







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:07 pm   رقم المشاركة : 73
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(38)


الصبر مفتاح ال ... زواج

الرجل له مصباح هو الضمير ، والمرأة لها نجم هو الأمل ، فالمصباح يهدي ، والأمل ينجي .

فيكتور هوجو

حزن البعض على فراق سديم وفراس ، وفرح البعض لأن فراس اختار زوجة صالحة بدلاً من سديم التي لا تصلح لأن تكون أماً لأبنائه . قرأت ضمن الرسائل التي وصلتني عبارة تقول أن الحب الذي يأتي بعد الزواج هو الحب الذي يدوم ، وأن ما قبل الزواج من مشاعر ليس إلا عبث وضحك على الذقون ، فهل هذا صحيح برأيكم ؟
** لم تعتقد لميس أن خطتها أو (رسمها ) على نزار سوف يتطلب منها كل هذا الصبر وبرودة الأعصاب ! كانت في البداية تظن أن مهلة الأشهر الثلاث كافية لإيقاعه في شباكها ولكنها مع الوقت اكتشفت أن الأمر يتطلب منها الكثير من الحنكة والصبر ، وهذان في تناقض مستمر مع ازدياد إعجابها بنزار ! لم تتصل به أبداً وكانت تحاول جاهدة أن لا ترد على بعض اتصالاته الشحيحة . كانت تشعر بقواها الخارقة تضعف مع كل رنة من هاتفها الجوال ، تظل عيناها معلقتين برقمه الظاهر على شاشة الجوال حتى يكف الجهاز عن الرنين ويكف قلبها عن الخفقان على وزن رنة الجوال ! كانت النتيجة مُرضية في البداية ، فقد أرضى اهتمامه بها غرورها . حذرته بحزم منذ البداية من أن يتدخل في حياتها ، وأفهمته أن صداقتهما لا تعني أن من حقه أن يتطفل عليها ويسألها عن جدولها اليومي . كان يعتذر لها باستمرار مبرراً اهتمامه بحرصه على معرفة أوقات فراغها حتى لا يزعجها أثناء انشغالها ، ثم أنها لا ترد على الرسائل النصية التي يبعثها إليها ! أخبرته أنها لا تحب كتابة الرسائل النصية فهي تتطلب منها وقتاً ليست في غنى عنه (لو وقع هاتفها بين يديه لوجده مليئاً بالرسائل المرسلة والمستقبلة من صديقاتها وقريباته ) !. بدأ اهتمامه بها يخفت تدريجياً باعثاً في نفسها القلق والخوف ، فاتصالاته قلت بشكل ملحوظ وحديثه أصبح أكثر جدية ورسمية وكأنه بدأ يضع لعلاقتهما حدوداً لم يكن يضعها من قبل . اعتقدت لميس أن الوقت قد حان للاستغناء عن خطتها المتشددة لكنها خافت أن تندم بعد ذلك على استعجالها وفي التي تنتقد سذاجة صديقاتها وقلة صبرهن على الرجال . ظلت تواسي نفسها بكون نزار ليس من نوعية الشباب السهل ، وأن هذا على الأرجح أكثر ما يشدها إليه ، وما سيملؤها فخراً فيما بعد إن هي نجحت في الحصول عليه ! حاولت أن تحتفظ بإيجابيتها طوال الشهور الثلاثة التي حددتها للعلاقة . كانت تذكر نفسها بمدى إعجاب نزار بها وهي تنبش في ذاكرتها عن كل صغيرة تشير إلى ذلك . بدا الأمر سهلاً خلال الشهر الأول من عودتها إلى الرياض ، فالأحداث التي مرت بهما في جدة ما زالت طازجة بعد في عقلها . كان يحسن الاستماع إلى حديثها ، وكان يستمتع بما تقول وما تفعل حتى وإن كان ما تقوله أو تفعله غاية في الغباء أو التفاهة ، كنكتة سخيفة أو صنع فنجان من النسكافيه كل صباح حتى أحاديثهما الهاتفية خلال الشهر الأول من بداية الدراسة كانت تدل على إعجاب مبطن ، فرغم أنها كانت جافة معه في كثير من الأحيان وكانت تختلف معه في كثير من الأمور إلا أنه كان دوماً من يبادر بالاتصال والاعتذار إن استدعى الأمر . في الشهر الثاني كانت قد استهلكت جميع الذكريات الواضحة وتحولت إلى تلك الدقائق التي لم تلاحظها إلا بعد أن أجهدت ذهنها في التفكير ، مثل ذكرى آخر يوم لها في المستشفى بجدة ، عندما ذهبا لتناول الغداء في البوفيه ، فسحب لها الكرسي قبل أن تجلس على إحدى الطاولات وما كان قد فعل ذلك لها من قبل ، ثم جلس هو في الكرسي المجاور وليس المقابل كعادته ، وكأن الكرسي المقابل أبعد من اللازم في يوم الوداع ، ثم استدراجه إياها مرات عديدة لأن تنطق ببعض الكلمات التي يحب سماعها منها بسبب طريقة لفظها المميزة لها ، مثل كلمة Water اللي تنطق حرف ال T فيها كحرف D مثلما يفعل الأمريكان ، وكلمة Exactly التي يصر على تقليدها فيها بشكل مبالغ فيه ليبدو مضحكاً جداً Eg-zak-ly! ، وكلمة أربعين التي لم تكتشف أنها من ضمن ألاعيبه حتى سألها في ذلك اليوم : - أقول لك ، كم كان عمر المريضة اللي شفناها من شويّة ؟ - سبعة وأربعين سنة على ما أذكر . - بكم البيتزا الكبيرة ؟ - بخمسة وأربعين ، ليش تبغانا نطلب بيتزا بعد ما شربنا كل دا الأكل يا فجعان؟ - (وهو يغالب ضحكته) : لا لا طنشي . طيب عشرة زائد تلاتين يساوي كم ؟ - أربعين ! يوه ! إش بك يا نزار ؟! ترى إزا ما قلتاللي أيش الحكاية راح أزعل منك! ينفجر نزار ضاحكاً وهو يخبرها أنه يحب كثيراً طريقة لفظها لتلك الكلمة بالذات : أريعين ! في بداية الشهر الثالث كان قد مر على آخر اتصالاته أسبوعان كاملان ، تعبت خلالهما لميس من إيجابيتها وخططها التي لا تلتزم بها إلا من لا قلب لها ، لكنها ظلت خائفة من التراجع ، وقد قطعت في تنفيذ سياستها شوطاً لا بأس به ! أقنعت نفسها بأن نزار سيعود في يوم ما ولكن فقد في حال كونه مكتوباً في صفحة قدرها . لم يخيب القدر ظنها ، والخطة التي كانت تنوي إيقاف العمل بها إن لم يصرح نزار بحبه لها في غضون ثلاثة أشهر ، نجحت في دفعه إلى التقدم لخطبتها رسمياً من أهلها قبل نهاية المهلة المحددة بثلاثة أسابيع !


38







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:08 pm   رقم المشاركة : 74
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(39)



صفحات من الدفتر السماوي


لا توقظوا المرأة التي تحب . دعوها في أحلامها حتى لا تبكي عندما تعود إلى الواقع المرّ .

مارك توين


صديقي بندر من الرياض حانق علي لأنني أحاول – وفق رأيه – أن أصور رجال المنطقة الغربية كملائكة منزهين عن الخطأ وكرجال غاية في الرقة والأدب وخفة الدم ، بينما أصور البدو ورجال المنطقتين الوسطى والشرقية كرجال متوحشين وهمجيين في تعاملهم مع المرأة ، وأرسم بنات الرياض على أنهن معقدات ومحرومات بينما بنات جدة غارقات في السعادة التي يحصلن عليها بمنتهى السهولة ! ليس الأمر متعلقاً بالجغرافيا يا بندر . إنها قصة أرويها كما حدثت ، وأنا متأكدة من أنه لا يجوز التعميم في مثل هذه الأمور ، ففي كل منطقة نرى أصنافاً متنوعة من الناس ، وهذه طبيعة بشرية لا يمكننا إنكارها ، وأتمنى أن تكون أنت يا عزيزي قاعدة جيدة لهؤلاء الذين تدافع عنهم تعادل حموضة أبطال هذه القصة .
** في صفحة من صفحات دفعترها الأزرق بلون السماء ، حيث اعتادت أن تلصق ثور فراس التي تجمعها بعناية من صفحات الجرائد والمجلات ، كتبت سديم : آه ... يا عوار القلب ، يا حبي الوحيد يا ن وهبته العمر ، الماضي والجاي حبك بصدري ينوح ، والعين تبكيك مالي سوى ذكراك ، هي زادي بدنياي أطلمتي يا دنياي ، والتعت يا قلب ومليتي يا روح من ثرة معاناي وش يصلب الجسم ، والقلب مذبوح ؟ ما عاد لي بعدك ، حس ولا راي يا روح روح الروح ! يا أغلى من لي يا بعد قلبي ، ويا غاية نواياي لا من تعبت ، ووسادتي ملتّ من دمع عيني ، ومن حر شكواي قمت وتوضيت ، وابليس هجّدته وربي حمدته ، حتى على بلواي يالله يا رحمان . ما بيك تردّه ! بس ما بيك تهنيه ! ولا يحبها شرواي جعله يذوق الظيم والغيرة مثلي ! ويظل يحبين ! ويتحلم برؤياي للحين أحبه ... ما هقيته نساني الله كريم .. يعوضني ، عن البايع بشرّاي لم تعتد سديم كتابة خواطرها قبل أن تبدأ علاقتها بفراس . حبه كان يدفعها لدباجة رسائل حب تقرأها عليه بين الحين والآخر حتى يتطوس ويمشي مختالاً بريشه الذي تلونه له سديم بنفسها ريشة ريشة ، لكن شيئاً ما حدث بعد خطوبة فراس ، جعلها تنزف أبياتاً كل يوم في سكون الليل الذي اعتادت لثلاث سنوات ونصف أن يشاركها ساعاته صوت فراس، كتبت : إلى صديقي العزيز ، وأغلى ما لدينا إلى القلب الحنون ، وتوأم الروح أيا نجمة سقطت ، يوماً بين كفيّا لم أكتب الشعر يوماً ، ولم أكن أبداً سعاد أو بدراً ، ولا إيليّا لكنك اليوم أنت تلهمني زواجك حرّك كل ما فيّا سنين طويلة قضيناها معاً ثلاثاً سعيدة ، والرابعة ها هيّا تفجرت فيهن كل المشاعر وعشت فيهن أحلى لياليّا حب ، وشوق ، وحرمان طويلٌ قربٌ وبعدٌ ، قهرٌ وحنّيّة تفرقنا الأقدرا ، لنعود ونلتقي الحب يبقى ، مهما استكبروا غيّا قالوا وقلنا ، وانتصروا همُ أه لو عرفوا ، ما قاسيته ُ ليّا آه لو يدرون .. لو عانوا ، من الحب الذي يحطم كل الجسور يفتت كل الصخور يبسّط كل الأمور ليجمعنا علانية ! صديقي العزيز ، ماذا نقول لهم ؟ الله يسامحهم ؟ أو لا يسامحهم ؟ ما عدتُ أفرح ، ولا عدت أحقد شيءٌ بداخل صدري ... تكسّر الشيّا ! إذا الله لم يكتب لنا أن نكون معاً فالله أكبر . لا اعتراض لديّا دعني أبارك لك ، وبارك لها عني يحقق لك الله كل الأمانيّا يا إلى ما لدي ، ويا زوجة الغالي يا رب اجعل كل أيامهما هنية صديقي ستبقى معي دائماً لن تصبح الذكرى يوم منسية ضحكاتنا ، دمعاتنا تبقى ما دام الذهن صافيّا والقلب يبقى محباً ، عاشقاً أبداً حبنا الأول لا يمحوه تاليّا ! صديقي سنصبح أبطال الحكايات نقصها على أطفالنا بأسماء وهمية صديقي تظل صديقي .. صديقي أيا نجمة سقطت ، يوماً ، بين كفيّا الصراع الداخلي الذي عاشته سديم وتذبذب مشاعرها في تلك الفترة ما بين الصفح والغفران جعلا من حياتها كابوساً مريراً . كانت عاجزة عن تحديد مشاعرها الحقيقية ، فهي تسب فراس وتبصق على صوره لتعود بعدها لتقبيل الصور بحنان وهي تطلب الصفح منها !كانت تتذكر مواقفه معها طوال تلك السنين فتبكي ثم تتذكر تلميحه العابر قبل سنتين عن مفاتحته لوالديه في موضوع الارتباط بمطلقة وردهما الذي جرحها يومها فتعمدت تناسيه ، هذا ما كانت ميشيل ولميس تحذرانها منه ، فتبكي المزيد وهي تتحسر على سنوات عمرها الضائعة وتدعو على وليد سبب كل شيء ! لاحظت قمرة ولميس وأم نوير أن سديم أصبحت أكثر تهاوناً في أداء صلاتها مؤخراً وأنها صارت تكشف عن شعرها عند ارتدائها للطرحة أكثر من ذي قبل . كان اهتمام سديم بالدين مرتبطاً بفراس ، وحنقها عليه جعلها حانقة على كل شيء يذكرها به ، حتى الدين . في تلك الفترة ، كانت خالتها بدرية تقضي أياماً معها في الرياض وأياماً مع أسرتها في المنطقة الشرقية ، ولم تكف أثناء ذلك عن محاولات إقناع سديم بالانتقال معها للعيش في الخُبر بشكل دائم حتى يأتيها النصيب . عندما رأت الخالة إحباط ابنة أختها الوحيدة وممانعتها فكرة السفر ، قررت أن تلمح لها برغبتها في تزويجها من ابنها طارق ، علها تبث في قلبها الطمأنينة للمستقبل ، لكن ذلك لم يزد سديم إلا غيظاً ومرارة . أيريدون أن يزوجوها من ذلك الصبي المراهق طالب طب الأسنان الذي لا يكبرها سوى بعام واحد ! ما تفعل به ؟ تلعب معه عروسة وعريس ؟ لو أنهم يعرفون شيئاً عن فراسها لما تجرؤوا بتقديم مثل هذا الطلب إليها ! إنهم يستغلون وحدتها وحاجتها لمنزل تعيش فيه باطمئنان دون أن تطالها انتقادات الناس بعد وفاة أبيها ، حتى خالتها بدرية تريد أن تضمن بتزويجها من ابنها بقاء سديم تحت مراقبتها ، ومن يدري ؟ قد يكون طارق بانتظار ما سترثه عن أبيها من أموال ليسلبها إياها بحريض من والدته ! مستحيل ! لن تتزوج لا منه ولا من غيره ! سوف تترهبن في دار أبيها ، وإن كانت خالتها بدرية مصرّة على ألا تتركها تعيش في منزلهم بالرياض فإنها ستقبل فكرة السفر والعيش معهم لكنها ستملي عليهم شروطها ولن تسمح لأحد بأن يعاملها كشيء مسلّم به ، مثلما كان فراس يعاملها !


39







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 03-02-06, 11:09 pm   رقم المشاركة : 75
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(40)



ِحمدان بو مداوخ

ليس أصعب من حياة المرأة التي تجد نفسها حائرة بين راجل يحبها ، ورجل تحبه.


جبران خليل جبران

أصاب بتوتر كلما تخيلت شكل حياتي بعد أن أنتهي من سرد هذه القصة ! ماذا سأفعل بعد أن تعودت على رسائلكم التي تملأ فراغ أيامي ؟ من سيشتمني ومن سيطبطب علي ؟ من سيذكرني بعد ذلك ؟ هل سأستطيع العيش في الظل بعد أن اعتدت أن أكون مثار الجدل في كل مجلس في البلاد على مدار شهور طويلة ؟ يحز في نفسي مجرد التفكير فيما سيكون . صحيح أني بدأت بنية توضيح بعض الحقائق التي تخفى عن كثير منكم ، إلا أنني تعلقت بالقصة كثيراً ، وصرت أنتظر ردودكم على كل إيميل بفارغ الصبر ، وأغضب إن لم تصلني تعليقات كافية ، وأفرح إذا ما قرأ عني خبراً في جريدة أو مجلة أو صفحة على الإنترنت . سأفتقد كل هذا الاهتمام بالتأكيد ، وقد أشتاق إليه إلى درجة تحملني على الكتابة من جديد ، فماذا تريدون مني أن أكتب إن فعلت ؟؟ أنا على استعداد دائم لأن أكتب ما يطلبه القارؤون .

** لا تصدق ميشيل أن صديقتها سديم تعتبر السعودية الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم . فالإمارات دولة إسلامية في نظر ميشيل لكنها توفر الحرية الدنية والاجتماعية لشعبها وهذا هو الصحيح في نظرها . تحاول سديم أن توضح لها أن كون الدولة مسلمة لا يعني بالضرورة كونها إسلامية . السعودية هي الدولة الوحيدة التي تحكم بالشرع وحده وتطبقه في جميع النطاقات ، أما الدول الأخرى فإنها تعمل وفق الشريعة الإسلامية في القوانين العامة لكنها تدع القرارات الفرعية لحكم البشر وذلك لمواكبة التطور المتضطرد في شتى جوانب الحياة . ترى ميشيل الفجوة تزداد اتساعاً بينها وبين صديقاتها حتى تشعر في بعض الأحيان أنها لم تنتمي يوماً لتلك البيئة التي لا توافق أياً من أفكارها ولا ميولها ولا طموحاتها . طموحها أن تستمر في العمل الإعلامي وأن تحصد المزيد من النجاح والشهرة . كانت تحلم بأن ترى صورتها يوماً على غلاف إحدى المجلات وهي تقف إلى جانب براد بت أو جوني ديب ! وأن تتسابق المطبوعات والقنوات الإذاعية والتلفازية لإذاعة ما تسجله من لقاءات مع المشاهير ، وأن تُدعى لحضور حفلات الأوسكار والإيمي والغرامي أووردز مثلما صارت تدعى لحضور المهرجانات العربية التي لا يسمح لها والدها حتى الآن بحضورها ، ولكنها سوف تقنعه مع الوقت . لن ترضى بأن تصبح مثل صديقاتها البائسات، سجينة المنزل مثل قمرة أو سجينة الرجل مثل سديم أو سجينة الطب مثل لميس. قررت أنها لن ترتبط بأي رجل بعد تجربتها الفاشلة مع فيصل وشبه تجربتها مع ماتي ، حتى وإن كان هذا الرجل بملاحة حمدان وثقافته ، ذلك المخرج الشاب الذي يقوم بإخراج برنامجها الأسبوعي ، والذي درس الإخراج بجامعة تفتس في بوسطن . اعترفت ميشيل لنفسها بميلها لحمدان منذ بداية عملهما معاً ، فقد كان من ذلك النوع الذي يتجمع حوله طاقم العمل حال وصوله إلى موقع التصوير وهم فرحين لحضوره لما يشيعه على المجموعة من بهجة ومرح . كان حضوره صاخباً دوماً : - مرحبا الساع ! شحالكم شباب ؟؟ أسرّت لها جمانة عن إعجابها به ، وهما تتأملانه من بعيد وهو يدخن مداوخه (سيجارته) في أول أيامهما في المحطة ، لكنها كانت تحب أحد أقاربها وتنوي الزواج منه بمجرد حصوله على شهادة الماجستير من بريطانيا وعودته إلى الوطن ، لذلك فقد حرضت صديقتها ميشيل على التقرب من حمدان ، لكنه سبقها . لاحظت إعجابه بها ولم تستغرب ، فقد كانا الأكثر توافقاً وانسجاماً ضمن طاقم العمل ، وكانا الأنسب لبعضهما بشهادة الجميع . كان حمدان في الثامنة والشعرين من عمره . أجمل ما فيه أنفه المسلول كالسيف ، ولحيته الخفيفة المرتبة ، وضحكته المجلجلة التي تدفع كل من يسمعها إلى الضحك ! كان حمدان يأتي للعمل متأنقاً مثلها . كان غالباً ما يأتي ببنطال جينز وتي شيرت من إحدى الماركات الشهيرة ، وأحياناً يطل عليهم بكندورته البيضاء (الثوب) مع عصامة (عمامة) الرأس . رغم حرصه الدائم على أناقته إلا أنه لم يكن يتحمل غطاء الرأس لمدة تزيد عن نصف ساعة أو ساعة على الأكثر ، فكان ينزع العمامة ليظهر شعره الذي كان يفوق شعرها طولاً بعد أن قامت بتقصير شعرها على طريقة هالي بيري ، وهي القصة التي طالما نهاها فيصل عن تنفيذها أسفاً على شعرها الجميل وتموجاته الرقيقة التي كان يحب لفها حول أصابعه . تحدثنا كثيراً حول عملهما والبرنامج وحول مواضع أخرى من كل نوع ، وصارو يخرجان معاً بحكم العمل إلى أماكن مختلفة من مطاعم ومقاهي وأسواق ومهرجانات محلية ، ودعاها مرات كثيرة لمشاركته رحلات الحدائق (الصيد البحري) على طرّاده السريع الذي يهتم به أكثر من اهتمامه بسيارته ، ورحلات القنص (الصيد البري) التي تستهويه أيضاً إلى حد كبير ، لكنها لم تكن تشاركه هذه المغامرات وتكتفي منها بالسمع ومشاهدة الصور .







40







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 10:36 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة