أخي العزيز همزة وصل ...
تقبل خالص شكري وتقديري المتواصل ...
فقد أثلجت صدورنا بهذا الركن المميز ...
من نعمة الله علينا كمسلمين أن أبدلنا بالرؤيا الصالحة عن الكهانة الشيطانية .
فمن خلال هذه الرؤيا يتنفس المكروب وينتبه الغافل ويستبشر المؤمن كيف لا وقد عنها الصادق المصدوق كما في الحديث الذي يرويه عنه أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ))
وأنها من المبشرات التي بقيت لنا بعد النبوة ...
فعن ابن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ))
أخي العزيز همزة وصل ...
أرجو التكرم بإبلاغي عن تأويل رؤيا رأيتها قبل أيام ولكم مني جزيل الشكر وأوفاه ...
رأيت في منامي : أني أطوف بالبيت العتيق معتمرا بصحبة أحد الأصدقاء المقربين , كنت أثناء الطواف أشعر – ولأول مرة – بروحانية عجيبة وانشراح عظيم ؛ ومما أثار دهشتي خلو ساحة المطاف من الناس إلا قليلا حتى خيل إلي أنه لا يوجد سوى عدد أصابع اليد الواحدة , كان صاحبي أمامي بمسافة وأحيانا لا أراه لحيلولة الكعبة بيننا , ولقد تجاوزت الحجر الأسود مرارا دون أن أشعر به ثم أعود أليه وأكبر – وهذا أشعرني بخلوه هكذا ألقي في روعي بالمنام - كنت أطوف حذاء جدار الكعبة أمسح جدارها بيدي تعجبا لا تبركا , ونظرا لقدم عهدي بتقبيل الحجر الأسود في عمراتي السابقة ؛ لم أفطن إلى سنية استلامة وتقبيله إلا في الشوط الثالث أو الرابع فقررت أن أقبله فلما دنوت منه وقد فرغ من تقبيلة رجل مضى أمامي ؛ وحينما طأطأت رأسي لتقبيله راعني ما رأيت داخله من بقية ماء وسخ يميل إلى اللون البرتقالي شبهتها أثناء المنام بغسيل لحم فاسد فكأن لها رائحة أشعرتني بذلك , وراعني أيضا شكل الحجر الأسود الذي لم يكن على ما عهدته ؛ حيث رأيته بشكل مثلث , أعلاه واسع ثم يضيق تدريجيا لينتهي بزاوية ضيقة , عند ذلك فزعت وهرعت إلى عمال النظافة الذين كانوا في ساحة المطاف ليخرجوا ما بداخله وينظفوه ويطيبوه - وبدا لي في الرؤيا أنهم من الجالية البنقالية خلافا لما عهدته - ولكن كلما ناديت أحدا منهم أبى وأشار إلى آخر خلفه دون أن يكلمني مما زادني غضبا على غضبي حتى قابلت آخرهم يمشي حاملا معه بعض القراطيس الوسخة - نفاية كان يقمها من فناء المطاف - فلما استحثثته مناديا إياه ليبادر تنظيف الحجر الأسود فاجأني بإلقاء ما معه من نفاية داخل الحجر الأسود ومضى ليجمع ما بقي من نفايات في الفناء , فاستوقفته وقد أخذ مني الغضب مأخذا شديدا هممت حينها أن أبطش به ؛ فجعل يكلمني بلكنته المتكسرة فهمت منه أنه يريد أن يجمع على الحجرالأسود ما بقى من النفايات التي في الساحة ثم يأخذه بعد ذلك دفعة واحدة !!
وكان يحدثني وإصبعه يعبث بأنفه مما يؤكد بنقاليته – مع احترامي للطيبين – بعد ذلك كدت أن أتميز من الغيظ وقررت البطش به وأخذت بالاقتراب منه انهره وألتفت إلى من حولي في المطاف لأستعديهم عليه معي .... وعند هذه الحد انتبهت من نومي لأجد الساعة الرابعة إلا ربع من فجر يوم الجمعة السابع عشر من شهر صفر للعام السابع والعشرين بعد الأربعمائة والألف من هجرة حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم