الملاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك فئة من المتطفلين يريدون أن يتكسبوا على حساب التنقص لأهل الخير والدين , وهذا في الحقيقة يدل على أن هؤلاء المتطفلين أعجزتهم الحيلة عن أن يرتقوا إلى القمة , فلم يجدوا في هذا الزمن الملئ بالمتناقضات إلا أهل الدين ليتكسبوا من ورائهم , وليقتاتوا على حساب سبهم وعيبهم , وقد جاء أن المنافقين في زمن النبي عليه الصلاة والسلام كانوا ينتهزون الفرصة في أي ضائقة تصيب المسلمين في ذلك الوقت يرون أن لهم فيها فرصة يحاولون من خلالها أن يلمزوا ويتنقصوا أهل الإسلام , وقد فضحهم الله في سورة براءة بما جعل بعضهم يشك انه لو سب المسلمين أو لمزهم أن أحدا يراقبه لينقل ما يقول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من احد ) ما أن يقولوا في المسلمين ما يقولوه حتى ينزل فيما قالوه آية يفضحهم فيها , حتى صار الواحد منهم يلتفت خلفه وهو يتكلم في المسلمين يظن انه يراه احد ينقل كلامه .
ولم يترك أهل النفاق في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا يظنون أنهم به يهتكون ستر المسلمين إلا ولجوه , ولكن الله أبى إلا أن يفضحهم مع أنهم وجدوا في زمن هو من خير الأزمان .
نعم .. نحن لا نشك أن هناك من المنتسبين للدين يخطئ في بعض تصرفاته , أو قد تظهر عليه معصية , لكن هذا لا يعني أن يعمم هذا الأمر على أهل الدين كلهم , وهذه القاعدة لا تخص المتدينين , بل غيرهم سواء من الأسر أو الفئات أو المؤسسات أو الجمعيات أو غيرها .
ولهذا ليحذر الإنسان أن يدخل نفسه في مثل هذا المضيق حتى لا يهتك الله ستره , وليبحث له عن أسلوب وطريقة أخرى يحاول فيها أن يسترزق دون أن يظلم أحدا كائنا من كان .
دمتم بخير
العرض الشجري