الإعلام الأزرق (( أشعر)) من (( جرير))..!!
دخول
ألم ترَ أن السيف ينقص قدره
إذا قيل أن السيف أمضى من العصا..؟!
* سأل رجل الشاعر الأموي الشهير ( جرير ): من أشعر الناس ؟
فأخذ (جرير) بيده وأدخله على أبيه : فإذا هو يرتضع من ثدي عـنـز ، فاستدعاه ، فنهض واللبن يسيل على لحيته
فقال جرير للذي سأله : أتبصر هذا ؟
قال : نعم
. قال : أتعرفه ؟
قال : لا .
قال : هذا أبي ،
وإنما يشرب من ضرع العنز ؛ لئلا يحلبها فيسمع جيرانه حس الحلب فيطلبوا منه لبناً ،
فأشعر الناس من فاخر بهذا الأب ثمانين شاعرا فغلبهم.
* تذكرت هذه القصة التي ترويها كتب الأدب العربي وأنا أتابع هذه الأيام (حمى المقارنات ) بين أسطورة كل الأجيال ( ماجد أحمد عبدالله) وبين غيره من اللاعبين.
* برأيي أن المقارنة ظالمة وفيها إجحاف كبير لـ(ماجد) حتى وإن كان هو المتفوق الطبيعي فيها إلا أن مجرد قولنا أن السيف أحد وأقطع من العصا فيه إجحاف كبير وانتقاص من قدر السيف بوضعه في مقارنة لا تمت للعقل و المنطق بأدنى صلة.
* ولعلكم رأيتم في قصة ( جرير) وكيف استدل على شاعريته بأنه استطاع أن يفاخر بأبيه (خامل الذكر) وغير الجدير بالفخر أكثر من ثمانين شاعراً فغلبهم جميعاً..
وهذه هي القوة الحقيقية..
حين استطاع أن يصنع من اللاشيء شيئاً..
ومن (العادي) أسطورةً خالدةً في شعره تتوارثها الأجيال.
* هنا لدينا في الإعلام المحلي.. أناسٌ ( أشعر) من (جرير) وأفصح منه وأبلغ حيث أنهم استطاعوا أن يصنعوا من أشباه اللاعبين نجوماً..
ومن النجوم الورقية ( أساطير) حية في عالم المستديرة.
* ليس هذا فحسب.. بل إنهم دخلوا بهؤلاء الأساطير (المصنوعة) في مقارنات مع الأساطير (الحقيقية).. واستطاعوا أن يشغلوا الرأي العام الرياضي بهذه المقارنات..
أي نعم أنهم فشلوا..
ولكننا لا ننكر أبداً أن مجرد قدرتهم على الوصول لهذه المرحلة من جعل لاعبيهم في درجة المقارنة مع لاعب بحجم (ماجد) هو قمة النجاح.
* إن كان (جرير) فعل ما فعل وأوصل أباه إلى مجدٍ لا يستحقه من باب أن ( أعذب الشعر أكذبه )..
فإن إعلام (التعصب والافتراء) رفع من شأن لاعبيه وأوصلهم لهذه المرتبة من باب (جرب نار الغيرة).
* صدقوني.. ليست المشكلة في هذه العقليات التي استمرأت وتعودت التطاول على القامات والهامات (الماجدية).. ولكن المشكلة في بعض من يصدقهم تحت شعار ( عنز ولو طارت ).
* أما من يلوم (شلة المتعصبين) فلا أجد أن هذا اللوم يجدي أو ينفع..
فـ(لعل لهم عذراً ونحن نلوم).
خصوصاً من اتخذ من برنامجه (درعاً) لكي يحتمي به كل من أراد النيل من (ماجد)..
فصدقوني أن (لقمة العيش) صعبة.. والرزق يحب (الخفية).
* والله إنني أعذره.. وكيف لا أعذره وأنا أراه يشاهد زميله (السابق) في ذات القناة وقد ألقت به (حياديته) مع ذلك النادي إلى خارج أسوار القناة..
في رسالة واضحة مفادها أن هذا هو مصير كل من يسير في طريق الحيادية والعدل في (القضايا) التي تدور (في الوسط ) الرياضي..
فوجد أن طريق الاستمرارية الوحيد هو أن يخصص (مداده) ليكون (أزرق) اللون والطعم والرائحة.
* أما ذلك الصحفي الغير (عادل) والذي ما برح (يتاجر) ببغضه لـ(ماجد) فلا أرى أن يلتفت أحدٌ لما قاله أو يقوله.. ففاقد الشيء لا يعطيه أبداً..
وإن تكلف أحدٌ بإعارته شيئاً من الاهتمام فلا مانع من توجيه هذا السؤال له:
( هل أطلقت صرختك الأولى في عالمنا واستهليت باكياً في اليوم الذي أبكى فيه ماجد مليار صيني أم أنك لم تكن قد ولدت بعد..؟! )
* ختاماً..
( ماجد أيها المجد ).. يا ذهباً تزيده النار لمعانا.. ويا عوداً يزيده الإحراق طيباً..
أما يكفيك ما مضى من شهرةٍ وإنجازات..؟!
حتى أنك بت حديث اليوم كما كنت فخر الأمس.. وكما أجزم أنك ستبقى رمز الغد..؟!
* بصدق..
أما اكتفيت مجداً يا ( ماجد )..؟!
قفلة
لا يضير البحر أمسى زاخراً
أن رمى فيه صبيٌ بــ((حجر))
سالمـ الشهري
صحيفة الرياضي
السبت 3/6