مع أن دماء الضحية الأولى لم تجف بعد.. وقتلتها ـ بالصدفة ـ مثلوا أمام المحكمة بنفس اليوم
مأساة آمنة تتكرر في بر الدائري السابع كريمة ياقوت ابنة الثماني سنوات دفعت عرضها وحياتها ثمنا للآيس كريم
كتب جاسم التنيب: مأساة!
هل الكلمة معبرة حقا؟ هل تكفي للتعبير عن هذه الوحشية، واللا إنسانية.. وكل المعاني الشريرة وراء هذه الحادثة البشعة.. التي تنحر القلب.. وتمزق العقل.. وتفجر الأسئلة.
ماذا جرى للعقل البشري والفطرة والطبيعة البشرية؟
هل نعيش في زمن الوحوش..؟
.. فمن المؤسف أنه.. ودماء الطفلة آمنة الخالدي لم تجف بعد، ويا لها من مصادفة سيئة أن قتلة آمنة كانوا يحاكمون في نفس اليوم (أمس) الذي اكتشفت فيه جريمة جديدة مماثلة لبشاعة جريمة آمنة..
.. المأساة الجديدة ضحيتها طفلة باكستانية هذه المرة عمرها 8 سنوات تدعى كريمة عبدالرحيم ياقوت.. عثر عليها عارية من دون ملابس أمس في بر الدائري السابع، خلف أسوار المطار..
فقد أبلغ مواطن عمليات الداخلية بعثوره على الجثة في ساعة مبكرة من صباح أمس.. ولدى معاينة الجثة تبين ان الكلاب الضالة نهشت أجزاء كبيرة متفرقة من جسد الطفلة المسكينة.
الوحشية واللاآدمية التي تعرضت لها كريمة ياقوت تكشف ان الناس في هذا العصر لم يعد لديهم شيء من حياء أو خجل أو ضمير.. فقد اغتصبوا الطفلة البريئة، تماما كما كان مصير آمنة من قبل، ثم بعد ان مارسوا فعلتهم الدنيئة ألقوها في البر.. وكأن شيئا لم يحدث.
ولا عزاء للانسانية.. ولا للفطرة البشرية السليمة.. ووداعا لكل القيم النبيلة والجميلة التي عشناها.. ويبدو ان علينا أن نعتاد على هذه المآسي «وكأننا ناقصين».
ـ كانت كريمة قد استسلمت لمصيرها المحتوم.. منذ ان سمح لها والدها الشيخ عبدالرحيم أبو الاحسان ياقوت امام مسجد عيسى العجيل الذي تصلي فيه الجالية الباكستانية في خيطان، بان تخرج ـ وكانت ترافقه في زيارة لاحدى الأسر الباكستانية يوم 15/10/2002 ـ كما قال لـ «الوطن» كانت ترغب في شراء ايس كريم، ولكنها تعرضت للاغتصاب ونهش الحيوانات من البشر.. والكلاب في البر.. وتركوها كأي جيفة.
كان المنظر قاسيا حتى على افراد الدوريات بالفروانية الذين هرعوا الى مكان الجثة، فور البلاغ بقيادة الملازم أول دعيج خليفة خليفوه والرقيب أول فواز المطيري والرقيب أول حمد علي ووكيل العريف بدر عوض.
إلى مكان الجثة انتقلت ايضا جهات الاختصاص، بدءا بمدير عام الادلة الجنائية العقيد عيد أبوصليب، ومساعد مدير عام الدوريات العقيد خليل الشمالي ومساعد المدير العام للادلة الجنائية العقيد عبدالرحمن الصقير ومدير ادارة مسرح الجريمة العقيد د.فهد الدوسري ومساعده المقدم مجبل المطيري ومدير ادارة الدوريات الشاملة بالفروانية بالوكالة المقدم صباح الظفيري والملازم أول حمد أبو عبيد من الادلة الجنائية ورجال الطب الشرعي.
وتبين بعد المعاينة ان الجثة لطفلة باكستانية سجل تغيبها بمخفر خيطان قبل خمسة أيام، وحضر والدها وتعرف عليها ـ ويالهول المأساة! ـ من قرط اذنها الذي كان لايزال موجودا؟
وطبقا لمصدر أمني تحدث لـ «الوطن» فان كريمة بعد اغتصابها، تم نحرها من رقبتها كما طعنت عدة طعنات في الجسم أدت لوفاتها.
وعلمت «الوطن» ان العميد عبدالحميد العوضي والعقيد فارس البناق والمقدم خالد مندني، يتولون القضية، ويولونها اهتماما خاصا، ويشرفون على التحقيق الذي جرى حتى الآن مع 40 شخصا تقريبا.. افرج عنهم بعد ذلك.
وكانت الأدلة الجنائية قد مسحت مسرح الجريمة كاملا بحثا عن أي أدلة على الجاني.
وتم استدعاء مركبات من طراز معين للتحقيق مع أصحابها ومازال التحقيق جاريا لكشف ملابسات الجريمة النكراء!
وعودة الى حديثنا مع والد الطفلة المغدورة الشيخ عبدالرحيم ابوالاحسان ياقوت حيث ذكر لنا ان كريمة عندما طلبت الخروج لشراء الآيس كريم كانت الساعة تقترب من التاسعة مساء يوم 15/10، وأخذت مفتاح باب المنزل وفتحت وخرجت، وانتظرنا عودتها الا انها تأخرت وانتابنا القلق فخرجنا للبحث عنها دون أن نعثر لها على أثر.. فتوجهت للمخفر لتسجيل قضية تغيب عند الساعة العاشرة من مساء نفس اليوم
وسألته: هل لديك اعداء يا شيخ عبدالرحيم؟
ـ أبدا.. جميع أعضاء الجالية الباكستانية يحترمونني ويوقرونني كوني إماما للمسجد الذي يصلون فيه.
☩ هل لديك بنات أخريات؟
ـ لكريمة 5 شقيقات وجميعهن لا يدرسن في المدارس.
واختتم الشيخ عبدالرحيم حديثه معي بأن تمنى على الداخلية الاسراع في القبض على الجاني، وان يأخذ جزاءه العادل في القصاص.
جريدة الوطن 21/10/2002
اعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقه
العرض العادي
