[justify]نقد كتاب التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد(ص)
هذا الكتاب او المقال مأخوذ من مقال تأثيرات زرادشتية(فارسية) فى الأديان ج3 وهو منشور فى موقع الحوار المتمدن باسم سامى المنصورى العدد4345-25/1/2014من11إلى 15
والمنشور متداول على الأخص فى المواقع النصرانية على وجه الكتاب الفيس بوك ويبدو أن أحدهم نقله أو اختصره من البحث المذكور فى الحوار المتمدن
الكتاب أو المقال نقل فقرات كاملة أحيانا من المقال وفى أحيان قليلة لخص ما قاله المنصورى
فى البداية قال الكاتب :
"محمد استنسخ الأديان المانوية و الزرادشتية و طعمها بالتوراة و التلمود و خرافات العرب و معتقاد الجاهليين (الحج و عبادة الحجر الأسود) و أخرجها بكتاب اسمه القرآن -هو باختصار كوكتيل سخيف فارغ روحيا من كل هذه المعتقدات
التطابق الرهيب بين فكر محمد المدون بالقرآن مع الديانات الفارسية التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية شيء يدعو للاستغراب، فهل الوحي المكرر و المنسوخ جدير بان ينعت بأنه إلهي ما دام مأخوذا من ثقافات سابقة و قصص و حكايات و خرافات و أساطير تمت دبلجتها للغة العربية و ملائمتها مع العقلية البدوية و القبلية في الجزيرة العربية قبل 1400 عام بحث جدير بالاهتمام عن التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد و الاديان عامة من الامور التي أخذها محمد من الأديان الفارسية هي أسس عقيدته التي أسسها و أقامها و بناها"
هذه المقدمة ليست من كلام المنصورى فقد قال سطر واحد هو :
"أمور عديدة أخذها محمد من الأديان الفارسية، وتعتبر من الأمور الأساسية التي أقام محمد عليها عقيدته "
بالقطع فى أى بحث علمى المطلوب البراهين على صحة القول وليس قول أى شىء وأول ما قيل أنه نقل للإسلام هو مقولة الباراقليط وهى مقولة التبشير به قبل أن يخلق ويبعث وفى هذا قال الكاتب:
"1 – البارقليط:
قال محمد عن نفسه أنه هو المبشر به من عيسى وهي مقولة رددها من قبل " أتباع ماني" "صيحة أطلقها الفقه المانوي عن "ماني" دفاعا وذودا وفرض على التبع الاعتراف بها بل ليدعم هذا الاعتراف صاغها صيغة أضافها إلى صلواته فهو إذا يهوي ساجدا فليس إلا ليختتم صلاته بالتحية والسلام على هذا النبي قائلا "مبارك هادينا البارقليط رسول النور" (33)"
الكلام ليس منقولا من نص من الكتب المانوية حتى يكون أصلا يعتمد عليه فلا المنصورى ولا من نقل عنه أحضر النص من كتب المانوية وإنما من كتاب اسمه "الدين في الهند والصين وإيران" ص318
المعروف أن النبى(ص) لم يقل حكاية التبشير به وإنما قالها الله فى كتابه ولم يقل عن نفسه أنه الباراقليط الذى هو تعبير كنسى خاص بالنصرانية وليس من دين مانى ومن ثم فالمقولة إذا اقتبستها النصرانية لأنها موجودة فى العهدين القديم والجديد حيث يبشر موسى(ص) بوجود رسول يأتى من بعده ليس من بنى إسرائيل وهو القول التالى:
"قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا، أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به) (التثنية 18 / 17 – 22)
وفى موضع أخر فى سفر يوحنا نجد تبشير برسول دون تحديد له "وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الأب بأسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 14: 15)
إذا المقولة لا يمكن أن تكون اقتباس لأنها تعتمد على أصل فى دين الله من أول آدم(ص)وهو الإخبار بوجود رسول يأتى بعد الرسول الذى نزل فى عهده الكتاب الذى يبشر بالرسول القادم
والبشارة فى القرآن(ص)منسوبة للمسيح(ص) كما قال تعالى " ومبشرا برسول من بعدى اسمه أحمد"
ومن ثم لو افترضنا أن بشارة يوحنا صحيحة فالمفروض أنها نفس البشارة القرآنية وساعتها تسقط كونها مأخوذة من المانوية وعلى النصارى أن يكذبوا كتابهم قبل أن يكذبوا القرآن لأن الموضعين معناهما واحد
هذا المطلوب لإثبات صحة السرقة أو الاقتباس من المانوية هو ذكر نص الكتاب المانوى وليس نقلا عن كتاب مؤلف فى ديانات ثلاث دول
الأمر الثانى هو تشابه بدايات الدعوة:
"2 - بدايات الدعوة:
روي عن زرادشت "ويروي أهل دينه كثيرا عما صحب ولادته من المعجزات وخوارق العادات والإشارات، وأنه انقطع إلى منذ صباه إلى التفكير، ومال إلى العزلة، وأنه في أثناء ذلك رأى سبع رؤى، ثم أعلن رسالته فكان يقول: إنه رسول الله بعثه ليزيل ما علق بالدين من الضلال، وليهدي إلى الحق وقد ظل يدعو الناس للحق سنين طوالا فلم يستجب لدعوته إلا القليل، فأوحي إليه أن يهاجر إلى بلخ " (34)
وفي كتاب "الدين في الهند والصين وإيران" تتكلم الكاتبة عن حال زرادشت في بدء الدعوة والكلام الذي تورده هو جزء من "الأفستا"
"عن هذه النبوة والرسالة والوحي المنزل ينبعث قسم من "الجاتها" الحديث الفقهي وهو عن هذا النبي الرسول يحدث: إن إلى التفكير والعزلة انقطع زردشت منذ درجت به مدارج الحداثة من الصبا إلى الشباب وحتى تخطت به مراحل الشباب للشباب فجرا وللشباب غروبا
وعن الحقيقة باحثا راح يطوي طيات الصحراء تهجدا ومتجهدا طواه غار في جبل سبالان حيث بدأت أولى بشائر نبوته ورسالته حوالي سن الأربعينمن العمر، بالرؤيا ثم بالكلام ثم بالإسراء أو المعراج إلى السماء! " (35)وفي بحث "فراس السواح" عن زرادشت
"بعد تلقيه الرسالة انطلق زرادشت يبشر بها في موطنه وبين قومه مدة عشر سنوات، ولكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد فلقد وقف منه الناس العاديون موقف الشك والريبة بسبب ادعائه النبوة وتلقي وحي السماء، بينما اتخذ منه النبلاء موقفا معاديا بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة، ووعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفا على النخبة في المعتقد التقليدي ولما يئس النبي من قومه وعشيرته عزم على الهجرة من موطنه، فتوجه إلى مملكة خوارزم القريبة، حيث أحسن ملكها فشتاسبا استقباله، ثم اعتنق هو وزوجته الزرادشتية وعمل على نشرها في بلاده" فهل كانت "سيرة زرادشت" مصدر إلهام لنبي الإسلام في حياته وأفعاله؟ "
الكلام المنقول هنا كلام بلا دليل من الكتاب المنسوب لزرادشت وهو الإفستا فكل واحد ينقل عن الثانى المقولة الخاطئة على اساس أنها صحيحة وهذا هو ديدن الكفار فى الكتاب ة فى الشبهات فأحدهم يلقى كلمة ويأتى من بعده ليتسجوا حول الكلمة تصورات وأوهام على اساس كونها صحيحة وبدلا من ان يعرفوا أصل الكلام كل واحد يبنى على الوهم الأول
هل قرأ أحد منهم الإفستا ليعرف إلى ماذا تدعو ؟
الإفستا كتاب فى عبادة تعددية فأهورا مازدا هو الرب الأعلى ومعه أرباب أخرى كالبقرة والكلب والحصان وأرباب أخرى كثيرة وليس فى عبادة الله الواحد
كل ما فى الأمر هو الوهم التالى الرسالة استمرت عشر سنوات وحكاية المعجزات المحيطة بولادة النبى(ص)
بداية ينفى القرآن تماما وجود آيات أى معجزات للنبى(ص) فى حياته وبعد موته فيقول " وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
فلا يوجد نص من الوحى يقول بوجود معجزات عند الولادة او غيرها والموجود هو فى كتب بعيدا جدا عن الوحى وهى ما يسمونه زورا كتب السيرة خاصة لابن اسحاق ويكفى أن الرجل حسب المصادر التاريخية مجروح الكلام وأصوله من ديانة أخرى معادية
ثانيا حكاية عشر سنوات هل لمجرد التشابه فى المدة يوجد اقتباس مع العلم أن هذا ليس نصا من وحى الله وهناك ثلاث نصوص فى عمر النبى(ص) فى الروايات هى 60و63 و65 سنة والثابت فيها هو 11 سنة بعد الهجرة وهو ما يعنى أنه لا يوجد نص أصيل يثبت المدة التى حسب الرواية فى بداية الرسالة9 سنوات و12سنة و14 سنة فحتى هذه النصوص المتضاربة لا يوجد فيها رقم10 على الإطلاق وهى :
روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي وهو ابن ثلاث وستين». (رواه البخاري: 4466)، وفي حديث آخر عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين». (رواه مسلم: 2353)، ووردت رواية عن أنس -رضي الله عنه-: «أنها ستون سنة». (رواه البخاري: 5900) وقال الإمام النووي «توفي -صلى الله عليه وسلم وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون سنة، والأول أصح وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة في الصحيح"
ثالثا أن حكاية المعجزات موجودة فى ولادة يسوع نفسه كالنجم الذى سار خلفه المجوس وتحويله الماء لخمر وهى موجودة تقريبا فى كل الشخصيات المشهورة عالميا كبوذا وغيره فهل هذا دليل على السرقة او الاقتباس أم دليل على أن قوى الضلال التى اخترعت تلك السير الحياتية الشعبية للرسل(ص) كانت واحدة ووزعتها فى كتب مختلفة حتى يختلف الناس فى مصدرها فيقال أن الااحث أخذ من السابق مع أن عندى فكرة وهى أن معظم الكتب المقدسة لدى الأديان الحالية اخترعت فى هصر واحد
المر الثالث:
"3 - آخر الأنبياء:
قال نبي الإسلام عن نفسه أنه آخر الأنبياء والمرسلين
وبهذا قال زرادشت أيضا "أيها الناس إنني رسول الله إليكم لهدايتكم بعثني الإله في آخر الزمان أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا فجئت إلى الحق هاديا ولأزيل ما علق بالدين من أوشاب بشيرا ونذيرا بهذه النهاية المقتربة جئت " (36)ثم كرر الأمر ذاته "ماني" وقال عن نفسه أنه آخر الأنبياء"
كلام بلا دليل فالنص المنقول عن زرادشت منقول عن نفس الكتاب بلا بيان لوجوده فى كتاب الإفستا وكذلك ما نقل عن مانى
وكما قلنا أن من عادات الكفار فى إلقاء الاتهامات أن يلقى أحدهم كلمة ويبنى عليها الأخرون مع أنها ليست موجودة من الأساس
المطلوب هو النص فى الإفستا وكتاب مانى المقدس ليكون برهانا على صحة كلامهم
زد على هذا أن النص المنسوب هنا لزرادشت هو دليل على كذبه والمراد قولهم "أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا"فلو كان صحيحا أنه نهاية الدنيا فلماذا عشنا نحن بعده ؟
مثل هذه الكلمة ليست دليلا على صحة النقل المزعوم فالرسول(ص) لم يقل أن به تنتهى الدنيا وإن كان قال وهو لم يقل فعلى الكاتب أن يجلب هذا النص الغير موجود
الأمر الرابع :
"4– التوحيد
دعا نبي الإسلام إلى التوحيد ونبذ باقي الآلهة المزيفة "فلا إله إلا الله"
ودعا زرادشت إلى التوحيد ونبذ كل الآلهة الأخرى "فلا إله سوى أهورا مزدا"
كما قلنا الكفار يبنون كلامهم على وهم فلم يقل زرادشت أن هناك إله واحد والإفستا طافحة بتعدد الآلهة مثلها قولها فى كون آهورا والد البقرة:
"نحن نقوم بزيادة الماشية هو أبو البقرة "ص186
وفى ألوهية الثور قال :
"التحية لك أيها الثور السخى التحية لك أيها الثور الخير يا من تصنع الوفرة والنماء يا من يمنح حصته للمؤمن القويم وللمؤمن الذى لم يولد بعد التحية لك يا من قتلتك زاهى وآيشما الكافر والطاغية الشرير ص38
الأمر الخامس هو :
"5 - أسماء الله:
قال نبي الإسلام بأن لله أسماء وعددها99
وكذلك قال زرادشت "فسأله زرادشت أن يعلمه هذا الاسم فقال له أنه "هو السر المسئول" وأما الأسماء الأخرى فالاسم الأول هو "واهب الانعام" والاسم الثاني هو "المكين"،والثالث هو "الكامل"،والاسم الرابع هو "القدس" (37)،والاسم الخامس هو "الشريف"،والاسم السادس هو "الحكمة"، والاسم السابع هو "الحكيم"،والاسم الثامن هو "الخبرة"،والاسم التاسع هو "الخبير"،والاسم العاشر هو"الغني"،والاسم الحادي عشر هو "المغني"،والاسم الثاني عشر هو "السيد"،والاسم الثالث عشر هو"المنعم"،والاسم الرابع عشر هو "الطيب"،والاسم الخامس عشر هو"القهار"،والاسم السادس عشر هو"محق الحق"،والاسم السابع عشر هو "البصر"،والاسم الثامن عشر هو"الشافي"،والاسم التاسع عشر هو "الخلاق"/والاسم العشرون هو"مزدا" أو العليم بكل شيء" (38)"
كلام كله مبنى على أوهام فلا صحة لرواية99 اسما والدليل أنه يوجد فى القرآن اكثر من 130 اسما وما ذكر منسوبا إلى زرادشت هو 20 اسما فما هو وجه الشبه؟
كما ان بعض الأسماء المنسوبة لزرادشت وهى السر المسئول وواهب النعام والمكين والكامل والشريف ليست موجودة فى 99 اسم ولا هى موجودة فى القرآن
ونفس الأمر القوم يبنون على وهم فلا تجد نص من الأفستا وإنما النص من نفس الكتاب الذى بنى عليه الوهم والباحث عن الحقيقة ديدنه أن بنقل من المصدر الأصلى وليس من مصدر يقول أنه نقل من المصدر الأصلى
الأمر السادس:
"6 - الإسراء:
قال نبي الإسلام أنه قد عرج به إلى السماء والقصة نجدها مروية في سيرة "زرادشت"
"ثم أخذ الملاك بيد زرادشت وعرج به إلى السماء حيث مثل في حضرة أهورا مزدا والكائنات الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛ وهناك تلقى من الله الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر" (39) "صفحات "الجاثا" سجل آخر لهذه العقيدة "عقيدة الإسراء إلى السماء" عقيدة على صفحات الجاثا تسجلها سطور تقول إن زرادشت نفسه قد تحدث بهذا الحدث قائلا:
أيها الناس! إني رسول الله إليكم فإنه يكلمني يكلمني وحيا بواسطة رسول من الملائكة به وإليه رفعني فإليه بي أسرى كبير الملائكة وإلى حضرته قادني ولي هناك، متجليا، تجلى الإله وعرفني الشريعة وعلمني ما هو الدين الحق فقد سلمني إليكم هذا الكتاب" (40)
لا ندري إذن هل كانت قصة إسراء ومعراج نبي الإسلام مجرد "حلم"، أم ادعاء واقتباس من قصص مماثلة قديمة؟
وهي بالطبع لم تكن حادثة واقعية حتى في نظر بعض المسلمين
(أنظر تفسير "ابن عربي"،وحديث عائشة "ما فقد جسد رسول الله قط") "
الرجل هنا يبنى على اوهام فهو يعتمد فى التشابه المزعوم على نصوص قليلة جدا وكلها ليست من المصدر الأصلى الإفستا
زرادشت هنا ما نقله عنه يثبت شىء واحد وهو صعود الملاك به لتلقى الرسالة من السماء وهو ما يخالف الإسلام فالإسلام تلقاه النبى(ص) على الأرض على مدار سنوات طويلة حتى تم الوحى قبل وفاة النبى 0ص) لمدة وفيه قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم"
فالرسالة لم يتلقاها فى السماء وهذا اختلاف كبيرفى أصل الحكاية
الأمر السابع:
"7 - بعض العبادات:
فرض نبي الإسلام خمس صلوات على المسلمين يوميا، الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء وفي الدين الزرادشتي
"دعا زرادشت المؤمنين إلى خمس صلوات في اليوم، تقام عند الفجر والظهيرة والعصر والمغرب ومنتصف الليل" (41)
وفي الدين المانوي
"الصلاة في الدين المانوي فريضة تؤدى في مواقيت معلومة وبحركات جسدية معينة من القيام والركوع والسجود صلوات أربع في اليوم-الصلاة الأولى، عند الزوال والثانية صلاة العصر فصلاة المغرب عقب غروب الشمس ثم بعد المغرب تجيء صلاة العشاء وكل صلاة تؤدى في اثنتي عشر ركعة وسجدة ولكل ركعة من الركعات وسجدة من السجدات صيغة معينة ومن الكتاب الكريم تلاوة أي أيضا بطريقة خاصة ولهجة معينة ورنة موقعة " (42)
وللمسلمين قبلة هي المسجد الحرام
وللمصلي "في الزرادشتية والمانوية" قبلة هي مصدر الضوء، الشمس أو القمر
والمسلم عليه بالوضوء قبل الصلاة والزرادشتي كذلك
"وتسبق الصلاة عملية الوضوء التي تتضمن غسل الوجه واليدين والقدمين" (43)
وأيضا في المانوية يسبقون الصلاة بالوضوء
فرض نبي الإسلام على المسلمين صوم ثلاثين يوما في السنة
وفرض "ماني" على أتباعه الصوم
"الصوم في الدين المانوي فريضة ثلاثون يوما من كل سنة، وسبعة أيام من كل شهر – وشريعة الصوم تنحصر في أن يمسك الصائم إذا نزلت الشمس الدلو وأما الفطر فعند الغروب" (44)"
ما سبق عن وجود شبه بين الصلاة فى الإسلام والصلاة الزرادشتية والمانوية هو كلام ليس صحيح تماما فالصلاة فى القرآن وفى بعض الروايات ليست خمسا وليست فيها ركوع وسجود وقيام فهنالك فى القرآن صلاتى الفجر والعشاء وفى رواية " صلوا صلاة كذا فى حين كذا وصلاة كذا فى حين كذا" وفى رواية " من صلى البردين فقد دخل الجنة" كما أن الصلاة تؤدى من وضعية الجلوس فقط إلا فى حالة الخوف فتصلى من وضعية القيام أو الركوب كما قال تعالى" فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون"وفى رواية موجودة فى البخارى ومسلم " صلى النبى(ص) متربعا"
والصوم ليس شهرا وسبعة أيام من كل شهر فى الإسلام حتى يكون مشابها للمانوية وإنما هو شهر رمضان
وكما سبق القول فإن الرجل يعتمد كما قلنا على مصادرغير أصلية وهى كتاب الدين فى الهند والصين وإيران وكتاب ميلاد الشيطان فالكلام منقول عن تلك الأديان من غير المصادر الأصلية فهى أوهام مبنية على أوهام
ثم قال :
"-القيامة والصراط والثواب والعقاب وكتاب الإنسان
من الأمور التي طال القرآن في وصفها "الأخرويات" القيامة والحساب والثواب والعقاب إلخ نجد هذه الأمور في الدين "الزرادشتي" للإنسان حياة أخرى غير حياته "الدنيا"، فللإنسان روح تبقى بعد موته، ثم تعود لتلتقي بجسدها الذي كانت قد فارقته "فالأرواح بعد مغادرة الأجسام عقب الموت تبقى في برزخ المينوغ تنتظر يوم القيامة بشوق وترقب لكي تلتقي بأجسادها التي تبعث من التراب" (45)
والإنسان في حياته يكون مخيرا بين عمل الخير أو الشر، وفي الحياة الأخرى يكون الجزاء، فكل أعمال الإنسان إنما هي محفوظة
"إن على الإنسان موكلة من الملائكة "حفظة" تحصي عليه السيئات وتحسب له الحسنات وتسطرها في هذا "الكتاب" سيجد الإنسان إعماله وفكره مسجلة، له وعليه، في هذا الكتاب الذي جرت بتسطيره أقلام "الحفظة" من الملائكة التي تحصي أعماله وفكره" (46)
والحساب يكون على أساس عمل الإنسان في حياته الأولى، خيره وشره
"فبعد مفارقتها الجسم تمثل الروح أمام ميترا قاضي العالم الآخر (وهو رئيس فريق الأهورا الذين يشكلون مع الأميشا سبنتا الرهط السماوي المقدس) الذي يحاسبها على ما قدمت في الحياة الدنيا من أجل خير البشرية وخير العالم ويقف على يمين ميترا ويساره مساعداه سرواشا وراشنو اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب، فيضعان حسناته في إحدى الكفتين وسيئاته في الأخرى وهنا لا تشفع للمرء قرابينه وطقوسه وعباداته الشكلانية، بل أفكاره وأقواله وأفعاله الطيبة فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم" (47)
ثم يكون بعد ذلك "الصراط" الجسر الذي ستعبره الروح، وهذا الجسر مقام فوق الجحيم، ويؤدي إلى الفردوس، ويكون واسعا أمام الروح الخيرة فتجتازه مطمئنة، ضيقا أمام الروح الشريرة فما تلبث أن تهوي في الجحيم
"الصراط إنما مد فوق هاوية الجحيم هاوية قرارها الظلمة من فوقها تندلع اللهب، ولكن لئن كان الصراط مدا فوق هاوية "الجحيم" فإنما هو أيضا مد تؤدي نهايته إلى جنة المأوى، "بردوس" أو "الفردوس"! " (48)
"بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس،ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر وتسقط لتتلقفها نار جهنم" (49)"
ما سبق قوله يعتمد على أقوال بلا نقل من المصادر الأصلية وروايات الصراط المزعومة تتعارض مع كتاب الله فى أن المسلم لا يمكن أن يصيبه الله باى فزع أى وحزن كما فى قوله تعالى " لا يحزنهم الفزع الأكبر "وقوله " وهم من غزع يومئذ آمنون " والصراط يسبب غزعا عظيما
كما أن مقولة الصراط تناقض القرآن فى كون دخول الجنة والنار ليس بالسقوط من فوق الصراط وإنما بالدخول من الأبواب كما قال تعالى :
"وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم"وقال:
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين""قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين"وقال:
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"
وهناك روايات أخرى تقول أن الدخول يكون من الأبواب مثل:
"من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء على ما كان من العمل ".رواه البخاري ( 3180 ) ومسلم ( 41 ) .
الأمر الثامن :
"8 - المهدي المنتظر:
عقيدة المهدي المنتظر من العقائد المعروفة في الإسلام ورد في سنن الترمذي وغيره " عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين"وهذا مذكور في الدين الزرادشتي أيضا جاء في "الملل والنحل" للشهرستاني
"ومما أخبر به "زرادشت" في كتاب "زند أوستا" أنه قال: سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه "أشيزريكا" ومعناه: الرجل العالم، يزين العالم بالدين والعدل، ثم يظهر في زمانه "بتياره" فيوقع الآفة في أمره وملكه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك "أشيزريكا" على أهل العالم، ويحي العدل ويميت الجور، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول، وتنقاد له الملوك، وتتيسر له الأمور، وينصر الدين والحق، ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن" (50)"
بالقكطع لا يوجد شىء فى الإسلام الحق اسمه المهدى المنتظر فهى روايات كلها منكرة أو صعيغة لا يعتمد عليها وهى فكرة تتناقض مع القرآن فى قوله تعالى :
" إن الله لا يفير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فالتغيير يأتى من الناس وليس بانتظار شخص واحد وهى مقولة وضعها الحكام أهل الضلال الذى قضوا على دولة الإسلام الأخيرة فى الأديان باسم المهدى والفادى والمخلص والبوذا الأخير وما شابه ذلك حتى لا يتحرك الناس نحو تغيير الظلم الذى يوقعه الحكام عليهم منتظرين شخص لا وجود له لم ولن يأتى أبدا
الأمر التاسع:
"9 - تحريف الإنجيل:
قال نبي الإسلام أن اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم
وقال "ماني" الكلام نفسه عن الأناجيل "ويرفض "ماني" الاعتراف بأناجيل المسيحية الأربعة على أساس أن الرسل حرفوها لخدمة مصالح اليهود" (51)"
الباحث لا يذكر أن النصارى أنفسهم هم أول من قالوا بتحريف الإنجيل وعلى رأسهم الموحدين الذين تم نسف مذهبهم من الوجود وتم تثبت المذاهب الأخرى القائلة بالتعددية الإلهية وأصبح لكل منهم كرسى بابوى والموحدين وعلى راسهم اريوس كانوا قبل مانى ومحمد(ص) وحتى أن العهد الجديد نفسه لم يقل أنه الإنجيل وإنما باعتراف من كتبوه أنها كتابات بشرية كما فى اول كتاب لوقا :
"1إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا 2 كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة 3رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق، أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس 4لتعرف صحة الكلام الذي علمت به"
إذا النصارى وكتبهم التى يسمونها أناجيل ليست أناجيل وإنما قصص كتبها بشر
الأمر العاشر:
"10 - مسألة صلب المسيح
ينفي القرآن واقعة صلب المسيح، وأن ما حدث -صلب المسيح- ليس بالحقيقة، ولكن "شبه لهم" وهذا هو ما قال به "ماني"
"يقول الشماس منسي القمص في شرح هذه النقطة في دين المانيين: ظهر المسيح بين اليهود لابسا صورة وظل (أي هيئة) جسد إنساني لا جسدا حقيقيا لكن إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه ولما لم يكن له جسد فإن الآلام لم تؤثر فيه ولكن اليهود ظنوا أنه صلب" (52)"
نفس ما قيل فى النقطة السابقة يقال فى هذه النقطة وهى أن النصارى أنفسهم هم أول من قال بذلك وهناك فرق تم محوها من التاريخ بسبب هذا الاعتقاد أيضا
وقد ترك الناقل من المنصورى بعض النقاط مثل اليهودية والشيطان وهو قوله فى البحث:
"اليهودية:يقول كاتب مسيحي عن فترة ما بعد السبي..
"لا يدهشنا أن نرى اليهودية بعد السبي تتأثر بدين زرادشت..ولو أن آثار هذا الدين لم تبد ظاهرة في اليهودية إلا بعد قرنين من الزمن..في هذه الفترة من التاريخ ظهرت كتابات الرؤى في الأدب العبري تحمل بين طياتها آثارا واضحة، لا خفاء فيها من عقائد زرادشت عن السماء وجهنم، وعن الدينونة بعد الموت وعن نهاية العالم، كما ظهرت عقيدة الكهنوت الملائكي، وثنائية الخير والشر تحت سلطان قوتين متضاربتين، لكل منهما زعيمها وقائدها، رئيس الملائكة ميخائيل للخير وابليس للشر. يضاف إلى هذه العقائد فكرة ملكوت المسيا الذي سيسود البر يوما ما".(53)
مثال.. الشيطان
لم يعرف العبريين "الشيطان" بصورته الكاملة كمنبع الشر في هذا العالم إلا بعد النفي لبابل واختلاطهم بغيرهم من أصحاب الأديان المختلفة."
ويقول المنصورى والناقل عنه أن أهل الكتب هم اليهود والنصارى فى الفقرة التالية:
"من الأمور المعروفة في الإسلام أن أهل الكتاب يقصد بهم اليهود والنصارى، أما المجوس فلم يرد لقد أخذ نبي الإسلام الكثير من الدين الفارسي، ورفض أمورا أخرى أيضا فكانت النتيجة أن توصل نبي الإسلام لحلا وسطا، لكنه حل يثير الدهشة والاستغراب لما يحمله من تناقض، وهو عدم الاعتراف بهم أهل كتاب صراحة لكن يعاملوا معاملة أهل الكتاب! ولم يوضح نبي الإسلام لماذا يعاملوا معاملة أهل الكتاب مع أنهم ليسوا كذلك؟
ولا نجد إجابة سوى أنه نوع من الامتنان لما أخذه من دينهم، وهو ليس بقليل
ويوجد أمرين-على ما أعتقد- جعلا نبي الإسلام يتردد بشأن الاعتراف بالفرس أهل كتاب
الأمر الأول: مسألة الصراع بين الخير والشر في العالم
وهي بمثابة حجر الأساس في الدين الفارسي، لكن نبي الإسلام لم يقبلها، ولم يأخذ بها تفسيرا لوجود الشر في العالم، وهي فكرة راسخة في الدين الفارسي لا ينفع معها أن نقول أن الفرس قد حرفوا دينهم!!
الأمر الثاني: انفصال أنبياء فارس –زرادشت وماني- عن سلسلة أنبياء العبريين
وقد استمر غموض موقف نبي الإسلام وحيرته بشأن المجوس إلى من جاء بعده
أولا: وضع المجوس خلال حياة النبي:
ورد في صحيح البخاري:
" حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت عمرا قال كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم قال كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر"وفي الموطأ:" عن جعفر بن محمد عن أبيه " أن عمر قال: لا أدري ما أصنع بالمجوس؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: سنوا بهم سنة أهل الكتاب
"ثانيا: اختلاط الأمر على من جاء بعد نبي الإسلام بشأن المجوس
بعد أن شاهدنا عمر وهو صحابي كبير لم يكن يدري كيف يعامل المجوس، وهو موقف يبدوا امتدادا لحيرة نبي الإسلام نفسه، والذي اتخذ موقفا مائعا من تلك المسألة
نرى أيضا اختلاف رأي بعض الفقهاء في شأن الزواج من المجوسية فتحرمه الأكثرية ويحلله البعض
"وذهب أبو ثور إلى حل التزوج بالمجوسية، لأنهم يقرون على دينهم بالجزية كاليهود والنصارى " (58)
وجاء في بعض كتب التاريخ خبر زواج حذيفة من مجوسية، وإن كان بروايات مختلفة
ونرى "الشهرستاني" يقع في الحيرة نفسها في ذات المسألة، ولا يجد حلا سوى الاقتداء بنبي الإسلام في الأخذ بالحل الوسط، فنراه يصنف المجوس في كتابه تحت قسم "من لهم شبهة كتاب"!!"
الكاتب لو كلف نفسه البحث عن كلمة المجوس فى القرآن بعرف الحقيقى وهى :
ان المجوس هم من أهل الكتاب طبقا لقوله تعالى:
"إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد"
فهنا وضع اليهود والصابئون والنصارى والمجوس فى فريق واحد ووضع بفقية الكفار فى فرقة واحدة هى المشركين زوهذا دليل على ان أهل الكتاب اربعة
اليهود والصابئة والنصارى والمجوس
ومن ثم فكل تلك الكلمات والنقول والروايات لا أصل لها فكما قلنا الكفار يخترعون الكذبة ويبنون عليها عليها بنايات لا اصل لها فهى بيوت فى الهواء بلا أساس
وأما الجزية والزواج فهى حق مقرر فى كل أصحاب الأديان تحليلا أو تحريما
ويبنى الباحث على قصوره الهوائية التالى :
"تأثر الإسلام إذن تأثرا واضحا بالأديان الفارسية، فنجد تشابها شديدا في كثير من الأمور والعقائد، بل إن بعض العقائد تكاد تكون واحدة متطابقة، مثل الأمور الأخروية، القيامة والبعث والحساب، الثواب والعقاب والصراط، فكانت الروح الفارسية واضحة جلية في الكثير من العقائد
بل وتميز الدين الزرادشتي عن الدين الإسلامي بالوضوح والمنطق في بعض الأمور العقائدية التي قد نراها ظاهريا متشابهة في العقيدتين، مثل القول بحرية الإرادة والاختيار
فبينما نرى في الزرادشتية وضوح فكرة حرية الإرادة للإنسان، وبالتالي مسئوليته عن ما يصدر عنه من أفعال نرى في الإسلام عدم وضوح وتناقضا واضحا في هذا الموضوع فنحن نفهم من بعض الآيات القرآنية أن الإنسان هو الذي يختار أفعاله بحرية، وفي آيات أخرى نرى أن الله قد قرر أمورا ولا راد لقضاء الله، فما يحدث من حولنا لا يخرج عن كونه تنفيذ للمشيئة الإلهية التي لا سبيل للإنسان أمامها ولعدم الخوض في تفاصيل كثيرة نورد بعض الآيات التي تتناقض مع القول بحرية الإنسان في الاختيار
"إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصرهم غشاوة ولهم عذاب عظيم" (البقرة 6،7)
"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلم، ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون" (الأنعام 125)
"ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون" (النحل 93)
"من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" (الكهف 17)
ولا يخفى أن مثل هذا التناقض قد تسبب في خلافا كبيرا في القرون الأولى من تاريخ الإسلام، وأدى لظهور فرق دينية مختلفة "
هنا الباحث لا يفهم ماذا يقول القرآن فالإنسان حر فى اختيار دينه وحريته فى الاختيار هى التى خلقها الله وفى نفس الوقت الإنسان فافنسان أو اى مخلوق لا يقدر على شىء حتى يعطيه الله القدرة على ذلك كما فى القول " والله خلقكم وما تععملون" فهذا هو المعنى فالله لم يجبره على شىء وإنما خلق اختياره وجعله يحدث منه
ثم قال:
"أمر آخر تميز به "زرادشت" وهو عدم وجود أثر للعنف في دعوته كما هو الحال في الإسلام، فلم يحمل "زرادشت" السيف
فكيف يحمل السيف من كانت دعوته هي الخير ومناصرته
وهذا كان عكس سياسة الإسلام عندما ذهب إلى السيف فبالدماء خضب التاريخ الإسلامي كله تاريخ قتال ودماء وبينما كانت اتجاه الإسلام للعنف ذو أثر في التاريخ اللاحق لهذه الدعوة، نرى أثر دعوة زرادشت في أتباعه فنرى "البارسيين" أتباع زرادشت
" وهم قوم ذوو أخلاق سامية وأداب رفيعة، وهم شاهد حي على فضل الدين الزرادشتي وماله من أثر عظيم في تهذيب بني الإنسان وتمدينهم"
وكما قلت مسبقا القوم يبنون على قول خاطىء أنهم يقولون الحقيقة فالزرادشتية مملوءة بالعنف فعقوباتها كالضرب يالسوط سبعمائة والف مرة وكسكب الأبوال والاستحمام بها ومقاتلة العدو فيها واجبة فإذا كان الإسلام عنيف لأنه يقرر مقاتلة الأخر الذى يقاتله فالزرادشتية كذلك والنصرانية التى تقول"لاتظنوا أنى جئت لألقى سلاما على الأرض بل سيفا" والقول الأخر فى سفر لوقا" فَقَالَ لَهُمْ: «لكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا."[/justify]