|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المهوس
|
|
|
|
|
|
|
|
أخي الكريم أبا فيصل , السلام عليكم . . .
إنني من المتابعين لما تكتب , فقد وقفت على مشاركات حسنة , مليئة بالأدب الجم , ومشربة بروح رحبة متـزنة . . .
موضوعك لعله تناول موضوعات ثلاثة :
1- الأسلوب الأدبي .
2- الأسلوب الشرعي .
3- التحذير من الروايات المنحلة .
كما تعلم أن الأسلوب الأدبي له ما له من البيان , وله ما له من الوقْع على النفس المتلقية وهي القارئة , أما صاحبه فإنه من النادر أن يعالج قلمه من تلك الكلمات التي قد تحتاج إلى معجم ؛ ذلك أنه قد اعتاد على مثل هذه المفردات , فيغيب عنه أنه متقعر أو أنه قد يُتهم بالتقعر المقصود لذاته , فمن العسير أن نحكم على كل قلم تشيع المفردة الأدبية في أسلوبه من أنه يتقصد الإلغاز , وإنما مهارة مكتسبة قلما ينجو منها , وعني أحدثك , فإني ما استطبت تقعرًا قط , وإنما لا أبرح أعالجها فلا أحكم وثاقها إلا ثكنة ثكنة .
كما أني لا أخالك لا تحس بفرق بين الأسلوب الأدبي والآخر الشرعي , فما غاية الثاني من الأول إلا كما غاية طالب الثرى من الثريا ؛ إذ إن الأول يغرف من ماعون الشعراء , والكتاب الفصحاء المجودين , وأما الثاني فغايته الإفهام قدر الاستطاعة بحكم تعلم الشرع , وكأني بالأول يرنو إلى التعلم بلا جماليات أسلوبية , بل على النقيض من ذلك الآخر , فكل حرفته وصنعته .
المتشدقون بقراءة الروايات المنحلة لا يمثلون إلا أنفسهم , فكم من قارئ لها محذر منها وهم كثر ولله الحمد , فما يعني نزار قبوني ( قباني ) تركي الأصل سوري الجنسية إلا واحدًا من زمرة المنحرفين عفا الله عنهم , على ألا تغفل أهمية الأسلوب الأدبي في الفنون كالرواية وغيرها , فليس من الحق أن تطلب أن يكون كتاب البيان والتبيين للجاحظ مثل كتاب منهاج السنة لابن تيمية , فالثاني تحصره الفائدة للقارئ وحسب , والأول تحصره الفائدة ورونق العبارة المكتسبة من الشعر وكلام العرب الفصحاء المجودين .
قيل للشاعر أبي تمام : لِمَ لا تقل ما يفهم ؟
فقال : لِمَ لا تفهم ما يقال ؟
أي أن العيب في القارئ غالبًا , وليس من الحق أن نطالب الأديب بأن يكون مثل العالم الشرعي أو غيره , فهو يكتب في نهاية المطاف كلامًا عربيًّا , فمن الحق أن نرتفع إليه ؛ ذلك أن القراء ليس كلهم من العامة , فمن الحق أن يخرج الواحد من جملة العامة ليكون ملمًا بما يقال , فيكون متعلمًا منضويًا في جملة المثقفين .
ربما تكون في مسيس الحاجة إلى أن ترقى إلى ذلك الأديب الذي رأيت في أسلوبه تقعرًا , وما هو بتقعر , وإنما هو ضعف فيك لو تأملت , أتدري أين يكون الدليل مني عليك ؟ إنه من خطئك النحوي في السطر الأول بعد السلام , دون أن أقف على ما تحته .
إنك تقول : جميل منك أن تكون كاتب متميز وذو أسلوب جميل ويقف عند حروفك الكل منبهر . . . وقبل ذلك العنوان , فالصواب : المتشدقون . . .
بينما الصواب :
جميل فيك أن تكون كاتبًا متميزًا وذا أسلوب جميل , ويقف عند حروفك الكل منبهرًا . . . ( كل و بعض لا تدخل عليهما ال التعريف في الفصيح , وقد عيب على ابن المقفع ذلك , عابه الأصمعي ) .
لعل قلة القراءة أوقعتك في الضعف النحوي الذي ربما يُعرف بالسليقة لا بتعلم القواعد , والسليقة لا تتأتى إلا من خلال الإكثار من القراءة لكتاب مجودين , على أن أغلب المظان عندي من أن تلك الأغاليط النحوية زلة قلم . . .
.
آمل أن أكون خفيف الظل معك أخي الكريم . . . تحياتي .
|
|
|
|
|
|
جزاك الله خير
أما أني لم أقل لا تكتب بأسلوب متميز كما فهمة غير واحد بل بالعكس الأسلوب والكلمات الأدبية والتي تحمل معاني مطلب مهم لكن أقول ليست المسألة فتل عضلات في الإنتقاء وتحدي وتعقيد كما يفعله الكثير
بل انك تجد البعض قد تخبط في الأسلوب بسبب تلك العبارات ولم يضعها في موضعها الصحيح وقد ضاع ما يصبوا إليه .. والدليل اقرأ لبعض الكتاب في المنتدى ولا أريد أن أسمي
والسؤال لم يكتب الأديب لنفسه أم للقراء ؟!
لم يكتب الأديب لكي يعبر مافي نفسه ولا يفهم كلامه أم لكي يعبر مافي نفسه ويفهم كلامه !!
وأعني بذلك كما قلت سابقا المعقدين في تلك العبارات لا من يحسنون الكلام والعبارات الجميلة وذات معنى ..
أما عن نفسي ( فالله يرحم الحال !! ولا ندعي كما يدعي الكثيرون الثرثارون
لكن أغلب القراء يستأون ممن ذكرت ( أعني أصحاب الأساليب المعقدة )
وكفاك هذا الحديث أسأل الله أن ينفع به فليس هو رأي أبو فيصل
[ إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ،
والمتشدقون والمتفيهقون . قالوا : قد علمنا الثرثارون والمتشدقون ؛ فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون ] . قال الألباني ( حسن ) .
قال أهل العلم
الثرثارون: هم كثيرو الكلام تكلفاً.
المتفيهقون: هم الذين يتوسعون في الكلام إظهاراً للفصاحة واستعلاء على غيرهم.
المتشدقون: هم المتكلمون بملء أشداقهم تفاصحاً وتعظيماً لكلامهم.
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تفسيره المتفيهقين بالمتكبرين يعطينا خلاصة حال هؤلاء والدافع إلى تفيهقهم وتشدقهم وتكلفهم ألا وهو ما في قلوبهم من الكبر، وإلا فالمتفيهقون في اللغة هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، وهو مأخوذ من الفهق وهو الامتلاء والاتساع؛
فالمتفيهق يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه إظهاراً لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره، ولهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - المتفيهق بالمتكبر، والمتفيهق بمعنى المتشدق؛ فالمتشدق هو المتكلم بملء شدقيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه، وقيل: المتشدقون هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل أراد بالمتشدق المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم، والشدق جانب الفم، وأما الثرثارون فهم الذين يكثرون الكلام تكلفاً وخروجاً عن الحق(3).
فهلاَّ خفضنا من تشدقنا وتعالمنا وتفاصحنا، واتجهنا شيئاً فشيئاً إلى العمل
قال ابن تيمية رحمه الله ومن المعلوم أن كل كلام المقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه
وصلى الله على نبينا محمد ..