اعاني هذه الأيام من نزلة برد
ادت بي للبحث في النت عن عن علاج لها
خصوصاً بعد ان جربت كل انواع الأدوية
الكميائية منها والشعبية
والنتيجة
الزكام مستمر والخشم بزابيييز
االمهم
طاحت عيني على مقال اعجبني كثيراً
قلت انقله لكم للفائدة
لماذا لا يوجد دواء للزكام؟!
فهد عامر الاحمدي
هل سبق وسألت نفسك هذا السؤال!؟
هل اشتريت لأطفالك كافة أنواع الأدوية المعروفة ولم تحصل على نتيجة!؟
وماذا عنك أنت، كم مرة أصبت بالزكام منذ دخل الشتاء!؟
غني عن القول إن نزلة البرد - ومن ضمنها الزكام - من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم. وهي - بهذا المستوى - تشكل منجم ذهب لشركات الأدوية في حالة اكتشاف علاج لها. ورغم انها من أكثر الأمراض بساطة إلا أنه - فعلاً - لا يوجد علاج لها.. بل يبدو الأمر ميئوساً منه لدرجة أن طلاب الطب ألفوا قاعدة مفادها: علاج البرد سبعة أيام، بدواء أو بدون دواء!!
ولكن يبدو أن شركات الأدوية لم تسمع بهذه القاعدة - ولم تستطع تجاهل حجم الكعكة - فأنزلت للأسواق أنواعاً لا تحصى من العقاقير التي - لا تعالج نزلة البرد - بل تحد من أعراضها وتخفف من وطأتها!!
ورغم بساطة المرض إلا أنه - في حالات نادرة - قد يتطور إلى انفلونزا خطيرة ووباء فتاك، ففي عام 1918قضت الانفلونزا على 25مليون إنسان حول العالم. وفي السبعينات انتشرت في الصين انفلونزا مميتة كانت معروفة فقط بين الطيور.. وقبل عدة أشهر أصيبت هونج كونج (لثالث مرة في تاريخها) بما يعرف بانفلونزا الدجاج الأمر الذي دعا السلطات لقفل محلات الدواجن وذبح آلاف الدجاج.
غير أن هذه الحوادث - كما قلت سابقاً - نادرة جداً بحيث لا يمكن اعتبار نزلة البرد من الأمراض الخطيرة.. أما لماذا يصعب علاجها - رغم بساطته - فلهذا عدة أسباب:
السبب الأول أن المتسبب بالمرض ليس ميكروباً واحداً بل طائفة واسعة من الفيروسات (منها مجموعة واحدة تدعى فيروسات رايلو Rhinoviruses تتسبب بـ 40% من أمراض البرد الشائعة)!!
والثاني أن معظم هذه الفيروسات مختلفة ومتناقضة لدرجة عدم إمكانية تحضير علاج موحد يقضي عليها جميعاً (وبالتالي؛ الإيدز أسهل)!!
وحتى لو افترضنا اكتشاف علاج خاص بكل فيروس فإن هذا يتطلب أولاً (عمل تحليل) للكشف عنها جميعاً، ثم اختيار العلاج المناسب لها - وحتى تظهر النتائج يكون المرض قد ذهب وحده!.
ثم لا ننسى أن المرض ذاته بسيط وغير مؤذ (في مراحله الأولى على الأقل) وبالتالي من الأفضل عدم ارهاق الجسم بمجموعة كبيرة من العقاقير قد تكون تأثيراتها الجانبية أسوأ من المرض نفسه!
أضف لهذا أن الأعراض المؤذية التي ترافق الزكام ليست بسبب الفيروسات ذاتها (وهذه متاهة أخرى) بل بسبب ردود فعل الجسم تجاهها.. فجهاز المناعة في الإنسان لا يميز بين الفيروسات الخطيرة (كفيروس الإيدز) والفيروسات البسيطة المسببة للزكام. وبالتالي تأتي المظاهر التي ترافق الزكام (كالحرارة والكحة والعطاس وسيلان الأنف) كردود فعل عنيفة ضد فيروسات ضعيفة!
وللسبب الأخير بالذات تركز الأدوية الموجودة حالياً على الحد من عنف هذه الأعراض - حتى تختفي الفيروسات بنفسها بعد أيام-.. ومن المؤسف انه توجد أدوية تحد من ردود فعل جهاز المناعة الأمر الذي يهدد بتسلل أمراض أكثر خطورة.. ومن المؤسف - بالمناسبة - ان بعض الأطباء يصفون "مضادات حيوية" لعلاج البرد في حين أن المضادات لا تؤثر على الفيروسات أبداً.
الحل إذاً.. خذ ليمونة وانتظر سبعة أيام!!
(.. والليمونة للمجاملة فقط).
منقول عن جريدة الرياض
بيس