دانماركيون خلال مسيرة بكوبنهاجن تدعو للحوار السلمي لحل أزمة الرسوم
[align=justify][align=center][align=justify]دانماركيون يسعون لـ"التصالح الآن"
دشن عدد من الدانماركيين مبادرات فردية وجماعية على شبكة الإنترنت لتحقيق "التصالح الآن" مع العالم الإسلامي، وإظهار الصورة الحقيقية لبلادهم على خلفية أزمة نشر صحيفة "جيلاندز بوستن" الدانماركية رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسوم صلى الله عليه وسلم.
وفي تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الأحد 12-2-2006 قال هانس كوتل -وهو أستاذ دانماركي بجامعة أولبورق دشن منذ 5 أيام موقعا إلكترونيا تحت عنوان "التصالح الآن"-: إنه "يطالب الدانماركيين من خلال هذا الموقع بالتوقيع على رسالة تدعو الحكومة الدانماركية إلى تحمل مسئوليتها لتهدئة وحل قضية الرسوم المسيئة".
وأوضح دافعه لتدشين هذا الموقع بقوله: "شاركت في مظاهرة سلمية في بلدتي السبت الماضي، ولكن عندما رأيت احتراق السفارة الدانماركية في العاصمة السورية شعرت بأنني مطالب بعمل شيء لتغيير هذا الوضع المحزن". وشدد على أن "ما قامت به جيلاندز بوستن عمل أحمق".
وعن خططه المستقبلية قال كوتل: إنه "سيجمع توقيعات زوار الموقع حتى نهاية فبراير الجاري، ثم إرسالها إلى كل من الحكومة الدانماركية وسفارات العالم الإسلامي في كوبنهاجن".
وكشف عن أن عدد الموقعين خلال الأيام الستة الأولى لحملة "التصالح الآن" بلغ حوالي 50 ألف شخص، بينهم سياسيون وفنانون وكتاب مشهورون.
وأعرب كوتل عن أمله أن يصل صوت الموقعين على هذه الحملة لجميع أرجاء العالم، وقال: "هناك صوت في الدانمارك يريد نقاشا هادئا وتعايشا مشتركا مبنيا على الاحترام المتبادل بين المسلمين وغير المسلمين، وهذا من مسئولية الجميع ورئيس وزرائنا أندرز فوج راسموسن".
"دانمارك أخرى"
وضمن مساعي التصالح أطلقت مجموعة من الشباب الدانماركي حملة على الإنترنت بعنوان "دانمارك أخرى" للدعوة إلى "التعايش السلمي، والاحترام المتبادل بين الحضارات والأديان".
وخلال 5 أيام فقط من انطلاق الحملة بلغت عدد رسائل الدانماركيين الداعمة لها حوالي 10500 رسالة. وقال المتحدث الرسمي باسم الحملة نيكولي لانق في تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" الأحد: "نحن مجموعة من الشباب الدانماركي شعرت بوجوب عمل شيء للتعبير عن استنكارها للرسوم المسيئة للإسلام، وكذلك لجو النقاش العام عن الأجانب والإسلام بالدانمارك، كما نريد إظهار صورة الدانمارك كما نعرفها".
وأوضح لانق -ويعمل في مجال التسويق-: "إننا كمواطنين دانماركيين لا نتحمل مسئولية ما تنشره الصحف الدانماركية الخاصة، ولكننا نستنكر بشدة انتهاك صحيفة جيلاندز بوستن لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، ونتفهم أيضا مطالبة المسلمين للصحيفة بتقديم اعتذار عن نشر الرسوم المسيئة".
الصحيفة أخطأت
وبالتوافق مع هذه المبادرات الإلكترونية أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الأحد أن أغلبية الدانماركيين ترى أن "جيلاندز بوستن" أخطأت بنشرها الرسوم المسيئة.
وبين الاستطلاع -الذي أجراه معهد جالوب للأبحاث لحساب صحيفة "بيرلنزكه تيذنه" الدانماركية اليومية- أن 56% من الدانماركيين يتفهمون شعور المسلمين بالإهانة بسبب نشر الرسوم، في حين أجاب 41% بأنهم لا يتفهمون شعور المسلمين بالإهانة، ولم يعط 3% إجابات حاسمة.
ورأى 49% من المستطلعة آراؤهم أن "جيلاندز بوستن" أخطأت بنشرها الرسومات محل الأزمة، في حين لم ير 43% أن ما قامت به الصحيفة خطأ، أما النسبة المتبقية فلم تعط رأيا حاسما.
كما رأى غالبين المشاركين في الاستطلاع -الذي شمل عينة تمثيلية مؤلفة من 1003 أشخاص- أن النقاش حول حرية الرأي الذي أنتجته قضية الرسومات مفيدا للدانمارك، ولكن نشر الرسوم أضر كثيرا بسمعة البلاد على المستوى العالمي.
وكان استطلاع للرأي أعلنت نتائجه السبت 28-1-2006 أظهر أن غالبية الدانماركيين يرفضون أن يقدم رئيس وزرائهم أو صحيفة "جيلاندز بوستن" أي اعتذار للمسلمين عن نشر الصحيفة رسوما كاريكاتيرية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وبيّن الاستطلاع -الذي أجراه معهد بحثي لحساب الإذاعة الدانماركية الرسمية وشمل عينة تمثيلية من 579 شخصا- أن 79% يرون أنه ينبغي على رئيس الوزراء ألا يعتذر عن الإساءة، في حين يرى 18% فقط العكس، ويطالبون بالاعتذار للمسلمين، أما النسبة المتبقية فلم تعط إجابات حاسمة.
وبدأت أزمة الرسم حين نشرت "جيلاندز بوستن" في سبتمبر الماضي 12 رسما مسيئا للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أعادت صحف أوربية وأمريكية وآسيوية وعربية نشر هذه الرسوم.
ويشهد العالم الإسلامي والعديد من العواصم الغربية حاليا احتجاجات متصاعدة ضد الرسوم المسيئة، وسط مطالب إسلامية باستصدار قرار من الأمم المتحدة يجرم الإساءة للأديان.
[/align][/align][/align]