سعوديات يقتحمن مهن الرجال لإثبات الذات وتغيير مفاهيم الجدارة
جدة: سامية العيسى
كسرت كثير من الفتيات السعوديات حاجز الوظائف التقليدية فبعد أن كانت كثير منهن يتجهن إلى المجالات الطبية والتعليمية، أصبح المجال مفتوحا أمامهن لاختيار وظائف جديدة لم تكن تتاح لهن فيما قبل.
واستطاعت السعوديات أن يخترقن مهنا كانت قاصرة على الرجال أو يتقلدها بعض الوافدين ومنها العمل في الطبخ وصالونات التجميل وصيانة الكمبيوتر والجوال وتنسيق الحفلات ومجالات البناء والمقاولات والأعمال وإدارتها.
ورأت سيدة الأعمال مها محمد أن فرص العمل بالنسبة للمرأة السعودية أصبحت متاحة ومتنوعة. ولفتت إلى أنها استطاعت بالمثابرة أن تشق طريقها في مجال الأعمال حيث تدير حاليا عدة مشاريع تجارية منها محال لبيع الملابس وعدة عمائر سكنية في مكة المكرمة وتعمل على إعادة صيانتها بنفسها وتقوم بالوقوف على العمالة كما أنها غامرت في إحدى المرات كما أنها ولجت مجال المقاولات والإنشاءات ولكنها وجدت نفسها غير قادرة على متابعة أعماله فتركت إدارة مكتبها لابنها الأكبر وتفرغت هي لمشاريعها الأخرى.
أما شقيقتها رنا فقالت إنها تعمل أيضا في مجال لشراء المحلات التجارية عن طريق المزادات ومن ثم تحاول بيعها مرة أخرى. وقالت إنها تذهب إلى المزادات بنفسها من دون أي حرج وتشتري وتبيع عن طريق مكتبها الخاص الكائن بمنزلها.
وأضافت إخلاص ( 20 عاما) إن الرجل بشكل عام أنجح في إدارة المشاريع ولكن المرأة لا تقل عنه ليس ذكاء وقوة إرادة والصبر وطول البال. ولفتت إلى أنها شعرت أنها تتمتع بموهبة في مجال الطبخ فلم تتردد في استغلالها والبحث عن عمل في هذا المجال يناسب أوقات فراغها بعد دراستها حيث عثرت على وظيفة مساعدة طباخة وتأمل في أن تؤسس يوما ما مطبخا تعليميا وتدعمه بوسيلة إعلامية خاصة بتعليم فن "الأتكيت" والتنسيق المنزلي من أجل تحفيز السعوديات على ولوج هذا المجال.
أما لمى المحمدي (جامعية) فقالت إنها وجدت أن لديها فائضا من الوقت خلال إقامتها في الخارج فقررت البحث عن شيء تستفيد منه، فطالعت بالصدفة إعلانا في إحدى الصحف عن دورات لتعلم إصلاح الأجهزة الكهربائية فقررت على الفور الانخراط فيها وحصلت على شهادة في إصلاح المكيفات وهو الأمر الذي دفعها إلى التفكير في افتتاح مشروع لتعليم فتيات جدة إصلاح المكيفات والاستغناء عن عمالة الورش الذين يتقاضون أجورا عالية رغم أن كثيرا من الأعطال لا تحتاج سوى عمل بسيط مثل غسل المكيفات بمواد قلوية تذيب الرواسب بخلاف بعض الأشياء الأخرى مثل تغيير "الفيوز" الذي يتقاضى عنه بعض العمال أجورا كبيرة تصل إلى 200 ريال في حين أن سعره لا يتجاوز 15 ريالا.
بدورها قالت سارة الحريبي (خريجة كلية الاقتصاد المنزلي قسم ديكور) إنها كانت تأمل بعد أن تتخرج في الكلية ممارسة هوايتها التي عشقتها منذ الصغر في قص الأخشاب وصناعة الأسرة والكراسي أو قطع أخرى من الديكور. وأضافت أنها صممت أثاث وديكور فيلا كاملة في إحدى المرات، وكانت سعيدة جدا بالنتيجة التي نالت إعجاب أصحاب المشروع. وأضافت أنها لا تجد أي صعوبة في نشر وتشكيل قطع الأثاث بنفسها لكنها تحتاج أحيانا إلى بعض العمال لمساعدتها في نقل بعض القطع الكبيرة.
أما نجود النهدي قالت إنها تهوى إصلاح السيارات منذ صغرها مشيرة إلى أن تعلمت الأمر من والدها الذي كان يناديها للوقوف بجانبه أثناء قيامه بإصلاح بعض أعطال سيارته ويطلب منها معرفة أدق تفاصيلها ميكانيكيا وكهربائيا.
ولفتت إلى أنها ترجو أن تسير في هذا المجال وأن تفتح الكليات أقساما خاصة بالصناعة والتقنية تخص الفتيات.
ولم تذهب نهى الحسن بعيدا عن مجال الإصلاح وإن كان هذه المرة في مجال ليس فيه زيوت أو شحوم حيث بدأت تستفيد من انتشار الجوالات بشكل كبير بين الأيدي لتحقق فرصتها في إصلاح أعطالها مؤمنة لها دخلا شهريا لا يقل عن 4 آلاف ريال. وأشارت إلى أنها تستطيع إصلاح 5 أجهزة يوميا وتأمل أن تفتح لها محلا بمشاركة شقيقها الذي تعلمت منه سر المهنة.
وذكرت مصممة الأزياء فايزة خير الله التي تعمل بالخيط والإبرة أنها اختارت فنا غير متداول وربما نسيته المرأة العصرية حيث إنها نمت هوايتها في تصميم الملابس النسائية والجلباب السعودي الذي اشتهرت به المرأة الحجازية دون أن تستخدم ماكينة الخياطة. وقالت إنها تسعى لافتتاح دورات لتدريب الراغبات في تعلم هذا الفن قبل أن يندثر أو يتلاشى مع ظهور التقنيات الحديثة.
أما أريج عبدالله فتح الله فقد حققت طموحها الذي حلمت به منذ 12 عاما منذ أن كانت تعمل من داخل منزلها في إعداد الوجبات المنزلية وبيعها، وقد أصبح لديها الآن مطعمها الخاص يقدم وجبات منزلية بأيدي سعوديات برعن في فن الطبخ الحجازي.
ولم تمنع الإعاقة خلود السنيورة من العمل في مهنة الخدمات العامة (تعقيب وصيانة مبان) مشيرة إلى أنها لم تلق أي صعوبة في عملها بل وجدت فيه قوة في التغلب على إعاقتها وحافزا لها على تخطي حواجزها
العرض العادي
