العجوزٌ متصابيةٌ
إحدى العجائز صارت تنتشي تيها *** بفعل مدح لـدى جاراتـها فــيــها
هــــي جَـــدةٌ عــاشت مــوقــرةً *** لـــكــنـها مُدحت والمـدحُ يُغريها
فـــتــقـمـصَّت عـهـد الصِّبـا جهلاً *** منها وراحت تحاكي عمر ماضيها
وشــوهـدت تـتـثـنى في عبائتها *** تــلــوك علـكــتهـا تـمتط في فيها
دعي التصابيَ يا شمطاء وانتبهي*** فــكــعبكِ الـعالِ قـد يودي بعاليها
مــــاذا تركتِ لذيك الغيد من حُللٍ *** فــقــد لبـسـتِ من الأثواب غاليها
وتــلـبـسـين حُلياً مـثلِ ما لبستْ *** تـلك الــعـروس بجـلـبابٍ يـغطيها
وتــصـنعين من الأصباغ مسخرةً *** دعي (الرتوشَ) وما تحوي أوانيها
ثم اعــلــمي أن للــعـطار مقدرةً *** مــحـدودةً ثـم لا تغني مساعيها
عودي لرشدكِ وانسي كل خادعةٍ *** عَـيــشُ الحـقيقةِ خيرٌ من أمانيها
لــكــل عُـــمـرٍ أمورٌ تُــعرفون بها *** و إن تسنى لبعض الناس يخفيها
إبراهيم بن سليمان الوشمي
بريدة